ظل فريق نمور دار جعل أو الأهلي شندي يقدم مباريات كبيرة أمام القمة منذ صعوده للدوري الممتاز في موسم 2010 حيث بات يشكل هاجساً مخيفاً خاصة للفرقة الزرقاء التي تأخذ مواجهاتها مع الآرسنال إثارة من نوع خاص وذلك من واقع الندية الواضحة في أداء الأهلي شندي مع الهلال وبدافع الحوافز الضخمة المرصودة من قبل راعي النمور صلاح أحمد إدريس في حالة تحقيقهم للانتصار والتفوق عليه، فلذلك تشهد لقاءاتهما شئ من الحماس وتتصدر نتائجهما جميع الإصدارات المحلية لا سيما الحمراء إذا ما انتصر أبناء شندي على الهلال فمواجهة الأمس كانت من الصعوبة بمكان حيث وقف لاعبو الخصم بصلابة وزادوا عن مرماهم وشكلوا صداً منيعاً أمام لاعبي الهلال الذين لم يعرف اليأس طريقاً إليهم إلى أن حققوا المراد بكسبهم لمعركة أمدرمان بهدف بشة. صحوة ماكسيم العملاق الكاميروني الحارس الأمين ماكسيم فودجو رقم لا يمكن تجاوزه في خارطة الفرقة الزرقاء واسم يحمل أطنان من الثقة والتفاؤل لعشاق الموج الأزرق حينما يتولى حماية العرين ويقف بين الخشبات الثلاث وفي كل يوم يثبت أنه جوهرة نادرة يجب المحافظة عليها لتزدان بوجوده الجوهرة الزرقاء فقد حافظ على نظافة شباكه خلال 360 دقيقة انقضت من عمر منافسة الدوري الممتاز وهذا في حد ذاته إنجاز فريد يعكس مدى اليقظة والاستبسال والفدائية الكبيرة التي يلعب بها هذا اللاعب الممتاز، إضافة إلى الثقة المتزايدة المتوفرة لدى لاعبي الدفاع بفضل ما يقدمه ماكسيم من ثبات في المستوى وتوهج من مباراة لأخرى . متعة في الأداء أكثر مايميز المحترف العاجي شيخ أحمد موكورو أن أداءه يأتي مصحوباً بالمتعة التي تنتزع آهات الإعجاب والاستغراب من قلوب الجماهير الهلالية العاشقة جداً لهذا اللاعب القصير المكير الذي استحوذ على حب الجماهير المعروف عنها حبها اللامحدود لمن يمتاز بالمهارة ولازالت تكن الحب والتقدير للراحل والي الدين محمد عبدالله وذلك لما كان يملكه من سحر كروي سرق به الأنظار وجهها إليه دون غيره من اللاعبين وكذلك البرنس هيثم مصطفى المدرب العام الحالي للهلال حظى باهتمام الجماهير وتعلقها به لدرجة الجنون كل ذلك نتيجة لجنونها بالفن الأصيل لكرة القدم، فموكورو هو معشوق جديد في سماء الفرقة الزرقاء وسيجد حظه من الدلال والتغني باسمه كثيراً من قبل هؤلاء المحبين إذا ما واصل على ذات الوتيرة وثبت على المستوى الذي بدأ يتحسن من مواجهة لأخرى ولموكورو الكثير الذي يعمل على تقديمه في المستقبل القريب فهذا اللاعب حتى الآن لم تتفجر إمكاناته الحقيقية ومن الملاحظات أن موكورو يلعب بقدمه اليسرى فمن هذا المنطق قد تكون خطورته أكبر بكثير لو تمت الاستعانة به في الجانب الهجومي الأيمن للفريق للاستفادة من تسديداته القوية بيساريته الحارقة إضافة إلى المعكوسات المتقنة التي يهيئها لزملائه حينما يوجد في هذه الخانة فالجمهور موعود بلاعب سيكون له شأناً عظيماً في مسيرة الفرقة الزرقاء. تركيز ريكاردو على منطقة المناورة وخروج مكورو المعروف عن المدرب البرازيلي هيرون إنه مدرب تكتيكي في الدرجة الأولى منذ أن كان رفقة الهلال في العام 2007 ومن الأشياء التي يعتمد عليها في بناء خططه التدريبية هي التركيز على منطقة وسط الملعب ومن خلالها يعمل على تكسير هجمات الخصم وبناء الهجمات من هذه النقطة وزيادة الكثافة العددية الهجومية لحظة مساندة لاعبي متوسط الميدان لجبهة الهجوم، ففي مواجهة الأمس أراد أن يفعل ذات الشئ خاصة عندما دفع بالأثيوبي أديس هنستا الذي يعتبر من أفضل لاعبي الوسط في السودان وذلك لما له من خبرة ومهارة في تعطيل هجمات الخصم وبناء الهجوم من وسط الملعب. وقد نجح ريكاردو بعض الشئ في هذا التكتيك إلا أن سرعة لاعبي الوسط الهلالي وتحولهم السريع من الدفاع إلى الهجوم أفسد عليه هذه الخطة، حيث شكَّل نزار حامد صداعاً كبيراً لدافعي النمور باختراقاته المتواصلة وسرعته الفائقة إلا أن ما يعاب عليه سوء ختامه للهجمة رغم وصوله الكثير لمرمى الخصم وأيضاً العاجي موكورو كان مصدر إزعاج كبير بتحركاته الفاعلة في الوسط الأيسر وخطورته الدائمة على مرمى النمور وقد أراح المدرب الفرنسى كافالي النمور بإخراجه لهذا اللاعب وقد بانت خطورتهم على الجهة اليسرى وتمكنوا من شن العديد من الهجات المزعجة التي كادت أن تأتي بهدف التعادل لولا براعة الكاميروني مكسيم وتأقه في إراج أخطر الكرات عن المرمى الهلالي . عمار يرسم وبشه يلوِّن من أجمل لوحات المباراة على الإطلاق اللوحة التي رسمها المدافع المتوهج عمار الدمازين وهو منخرط بالكرة من وسط الملعب محاوراً أكثر من لاعب متوغلاً بها إلى داخل منطقة جزاء الار سنال ليخطي المدافع في إخراجها وتجد القناص محمد أحمد بشه الذي لم يتوان في إسكانها الشباك الشنداوية مسجلاً هدفاً أقل مايوصف بأنه بلياردو وبذلك يجعل اللوحة واضحة المعالم وزاهية الألوان كفل به أغلى ثلاث نقاط في مشوار الفرقة الزرقاء أمام خصم عنيد في كل مرة يشكِّل عقبة أمام الهلال .