* رفع الشعارات أسهل بكثير من إنزالها إلى أرض الواقع ووضعها موضع التنفيذ، فلذلك كان وعد الحر دين عليه ومن ديون الجماهير الزرقاء الصابرة الصامدة والقابضة على الجمر وهي ترى فريقها بهذا الضعف لا يقوى على مقارعة من هو أضعف منه في كل شئ * فكيف سيكون الحال إذا ما تخطى هذه المرحلة ووجد نفسه في مواجهة أسيك العاجي صاحب الكرة المتطورة، والمعروف أن ساحل العاج من الدول التي ذهبت بعيداً في مجال كرة القدم في أفريقيا بدليل العددية المهولة من المحترفين الذين ينشطون في كافة الدوريات الأوربية الكبرى فلا مقارنة بين الكرة الليبية والعاجية في السنوات الأخيرة ، فالحسرة لم تكن بأي حال من الأحوال على الخسارة فهي إحدى نتائج الساحرة المستديرة المعروف عنها في جميع أحوالها لا تخرج من ثلاثة: نصر- هزيمة - تعادل، فمن الطبيعي تقبل نتائجها مهما كانت، وما يجعل الخوف يتسرب إلى النفوس أن الهلال ليس الهلال الذي نعرفه رغم المبررات ببرودة الطقس وأرضية الملعب ومع ذلك تشعر أن هناك حاجة خطأ، والسؤال لماذا انتصر المريخ مع وجود ذات الظروف التي تعرض لها الهلال وعاد بنتيجة أكثر من رائعة ؟هل لضعف النيجيري أم لإمكانات المريخ الذي تعادل في آخر مواجهة له مع فرقة النسور الأمدرماني وأعاد ترتيب أوراقه جيداً ودخل لهذه المعركة ؟ أما الفرقة الزرقاء وخلفها الإعلام الأزرق صوروا المباراة وكأنها في حكم المضمون وجاءت التصريحات بأن بونوارة يخشى الهلال وحدث العكس تماماً أنه يعلم كل صغيرة وكبيرة عنه وملم بتفاصيل خافية على العشري مدرب الفريق فذكاء بونوارة كان في أبطال مفعول مفاتيح اللعب الأساسية بالهلال كالعاجي شيخ موكورو والمنقذ محمد أحمد بشه وساعده على ذلك المصري بتغيير خاناتهم داخل الملعب، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل هذا هو هلال المستقبل ؟ إذاً أين هي العناصر الشابة التي نريد أن نبنى بها هذا الفريق؟ فهل البناء يتم من على مقاعد الاحتياطي ؟ فكيف لنا أن ننتظر العام 2017 الذي أعلنه رئيس النادي ؟ وقال سيكون الهلال وطنياً خالصاً ليس به أي من المحترفين. * الكل يمنى نفسه أن تتاح الفرصة لجيل المستقبل دون النظر للنتائج نعم قد تتعرض للخسارة وتفقد البطولات ولكنك ستصنع التيم الذي يهز الأرض تحت أقدام الخصوم وبذلك يكتسبوا الخبرات المطلوبة من تلك الاحتكاكات القوية فبالله كم بلغ من العمر الآن اللاعب وليد علاء الدين؟ وكم هو عمر صهيب الثعلب ومحمد مختار بشه الصغير؟ فبهذه السياسة قد يصل هؤلاء الشباب لسن الثلاثين دون أن نشاهدهم في مباراتين توالياً، فالتعجل لأي أمر يأتي بما هو أسوأ منه، فالهلال يحتاج ثورة للتصحيح وليس تغيير وطريق البطولات شاق وشائك والحصول عليها لا يتأتى عبر الكتابات الورقية ولا على أصوات الحناجر الجماهيرية وإنما بالتخطيط والترتيب والتنظيم.