تأهل المريخ لدور الستة عشر بعد مباراة حبست أنفاس الجماهير المتطلعة لمعانقة الكرة في الشباك من واقع الفوز الذي حققه المريخ على واري وولفز النيجيري، ولكن بسبب التسرع والتسابق من قبل مهاجمي المريخ في وضع البصمة قبل الآخر من قبل الهجوم أضاع المريخ مهرجاناً من الأهداف كانت كفيلة بدك حصون واري الذي كشَّر عن أنيابه، ولكن قوة وصلابة دفاع المريخ جعلته يحتفظ بالكرة في وسط الملعب دون وجود منفذ لطريق العملاق جمال سالم. دفاع تفوق على نفسه ما يحسب لدفاع المريخ في مباراة واري أنه ظل محافظاً على الشباك خلال المباراتين ذهباباً وإياباً، حيث قفلت كل المنافذ في طريق واري الذي حاول لعب الكرة الممرحلة والانتقال عبر الكرات الأرضية والتوغل بها لمنطقة دفاع المريخ، ولكن يقظة دفاع المريخ حالت دون ذلك، حيث لعب في متوسط الدفاع أمير الدفاع أمير كمال وعلي جعفر الفدائي بكل ثقة وثبات في المتابعة والانقضاض والتقاط كل الكرات العالية المشتركة خاصة من قبل علي جعفر الذي قدم مباراة كبيرة دون أي أخطاء، وهذا ما ننشده من علي جعفر، بجانب الطرف اليمين وصاحب الخبرة الطويلة والمهارة العالية رمضان عجب، حيث عمل على سد أي ثغرة ينفذ من خلالها هجوم واري، بل ساعد بطلعاته القوية والسريعة وعكسياته المتقنة والتي فشل الهجوم في ترجمتها، كما أن الأسد الأفريقي بخيت خميس الذي أثبت أنه كان مظلوماً طيلة تلك الفترة التي جلس فيها على كنبة الاحتياط، بل قدم مبارة أكبر من عمره ثبات ويقظة ومهارة وجسارة ورغم الهجمات المكثفة التي مارسها واري عبره إلا أنه استطاع أن يقف لها سداً منيعاً وزاد عنها بحركته بالكرة عبر الطرف الشمال وشكَّل خطورة على جبهة دفاع واري وهيأ كرة محسنة لبكري لكن بكري لم يكن في الموعد. لذلك يجب على المدرب أن يثبِّت بخيت في هذه الخانة والتي ظلت منفذاً، ودائماً ما يضرب من خلالها المريخ ومع وجود خميس يكون دفاع المريخ عال العال. غزل إيمال حيَّر الأنصار اندهش الجميع وهم يقرأون تصريح المدرب إيمال في اللاعب كريم الحسن، حيث قال: إن كريم قدم مبارة جيدة، في الوقت الذي شاهد فيه الجميع المستوى الذي قدمه كريم، حيث كان كريم عالة على الفريق طلية شوطي المباراة، بل كان خصماً على الفريق وكأن المريخ كان ناقصاً، فلم نشهد لكريم أي مستوى، فلم يشارك ولم يلتحم ولم يقطع حتى الكرات المجهولة، بل يتحرك دون أي جدوى، ولو لعب في خانته الموهبة إبراهومة لكان وضع المريخ أفضل خاصة منطقة الوسط التي عانى منها عمر بخيت كثيراً أو لو لعب فيها كوفي لشهدنا أهدافاً منذ الشوط الأول بسبب تحركات كوفي واختراقاته وتسديداته في المرمى، فهذا الكريم وجوده مستقبلاً سيكون خصماً على الفريق، فإذا كان المدرب يرى فيه خيراً عليه مراجعة حساباته في هذا اللاعب حتى لا نعض أصابع الندم يوماً ما. شكل تاني في الدور التالي دور الستة عشر سيواجه المريخ فريقاً أكثر خطورة وقوة من فريق واري، فلو قدر للمريخ أن يواجه وفاق سطيف فعلى المدرب أن يعمل على ظهور المريخ بشكل غير الذي شهدناه أمس، فحسم المباريات في القلعة الحمراء يحتاج لشكل تاني غير الذي رأيناه، فإذا كان واري الفريق الذي ليس بالقوة المعروفة، كيف يكون الحال والمريخ يتأخر حتى الدقائق الأخيرة في أرضه ووسط جمهوره؟ ودائماً حسم المباريات داخل الأرض مبكراً هو الطريق لأدوار متقدمة في بطولة الأندية، فطريقة اللعب ووضع التشكيل المناسب حسب الفريق المنافس، فالدفع بثلاثة مهاجمين لا ينفع مع كل الفرق، بل يحتاج الفريق لتوازن في كل الخطوط حتى يحقق الفريق المطلوب. وما قاله إيمال عن أن المريخ عانى الموسم الماضي للوصول لهذا الدور – يعني هزيمة خارج الأرض وفوز متأخر وبصعوبة في أمدرمان - فليعلم إيمال أن فريق عزام فريق قوى حتى إن الخبراء قالوا لو تخطى المريخ عزام سيصل لأدوار متقدمة في البطولة، وفعلاً هذا ما حصل، فالفرق بين عزام وواري فرق عالي.