* الإجماع الذي وجده مجلس الهلال الحالي في عامه الأول لم يجده أي من مجالس الهلال السابقة ولن يحصل عليه مجلس قادم لأن طبيعية الحياة في الهلال تقوم على الرأي والرأي الآخر، وإذا فاز المجلس المعني بكل الألقاب المحلية والأفريقية على مدار سنوات حكمه في إدارة النادي سيجد من يعارضه يقول له هذا خطأ يجب تداركه وهذا صاح يجب العض عليه بالنواجذ وما بين المجلس والمعارضة رابط قوي بينهما هو حب الهلال. * ليس هناك معارضة بالمعنى المفهوم لمجلس الهلال الحالي إلا من بنات أفكار الذي يحبون العيش في الأجواء المشحونة والاصطياد في الماء العكر، وليس هناك شخص عاقل يمكن أن يفكر مجرد تفكير في خلافة أشرف الكاردينال في هذا التوقيت الذي أصبح فيه الصرف المالي على الأندية قطعة من نار، وما يقوم به الكاردينال من عمل في المنشئات يسر بال كل هلالابي، ويجعله يفتخر بما يجري ولكن رئيس الهلال لا يعجبه هذا الحال، ويريد يصنع له معارضة من العدم. * ظلت الصحف في حالة مهادنة عندما كان المجلس يسير في الطريق الصحيح ويتعامل بمنظور واحد مع الجميع، ولكن الآن أنقلب الحال وقسم المجلس صحف الهلال إلى موالية ومعارضة، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ومن مصلحة مجلس الهلال والكاردينال تحديداً أن يكون هناك نقداً بناءً بعيداً عن التجريح والإساءات الشخصية والاغتيال المعنوي، يبرز له ما لا يراه، خاصة وأن الصحف المقربة منه لا تجيد غير إبراز الجوانب المضيئة وتترك السلبيات تكبر يوم بعد يوم حتى فشل المجلس في إخفائها وغطت على كل الايجابيات. * الطريقة التي يتعامل به رئيس الهلال مع الصحف لا تشبه رئيس أكبر نادٍ في السودان، واللجوء إلى مقاطعة الصحف لن تفيد المجلس في شئ ولن تستر عيوبه وتخفي سلبياته، بل تحرمه من التبشير بإيجابياته الكثيرة، وخير دليل على ذلك أن مشروع الجوهرة الزرقاء الذي يعتبر أكبر مشروع رياضي بالسودان الآن، لا يجد حظه الكافي من الإعلام لأن حصر أخبار النادي في صحيفة أو صحيفتين لا يشبه نادي الهلال الكبير، مفجر الأحداث الكبيرة في السودان. * لأسباب غير منطقية قرر السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال مقاطعة صحيفة (قوون) ظناً منهم أن الصحيفة ستتوقف عن العمل وسيتشرد العاملون بها ونسى تماماً أن الحصول على المعلومة أصبح أسهل من شراب الماء وها هو يلحق الزميلة (عالم النجوم) ويقرر مقاطعتها في تأكيد صريح على رفض الرأي الآخر والنقد البناء، في الوقت الذي لم توجه فيه (قوون) كلمة إساءة واحدة في حق رئيس الهلال أو أي واحد من منسوب النادي وليته اكتفى الكاردينال بمقاطعة الصحف فقط، بل وصل خيره إلى الجماهير التي توعدها بالحسم، مع أن الجماهير المسكينة لم تقل إلا خيراً في حق الكاردينال. * من وجهة نظري الخاصة أن مجلس الهلال يعمل ضد مصلحته ويعارض نفسه بنفسه، و(عدو نفسو) كما قال أحد مشجعي الهلال في الزمن الجميل أمس، واعتقد أن ما ذهب إليه المشجع هو عين الحقيقة، لأن المجلس ظل يهتم بالقضايا الانصرافية ومحاربة وسائل الإعلام أكثر من اهتمامه بالقضايا التي تخدم النادي وترفع من أسهم المجلس وسط الجماهير التي عادت مرة أخرى للانقسام بسبب الإفرازات الأخيرة والتوترات التي أبدع المجلس في صناعتها دون سبب واضح. * سيدرك الكاردينال يوم ما، إنه أخطأ في حق الهلال ونفسه كثيراً لإتباعه أسلوب تكميم الأفواه وحرصه إلى تحويل الصحف إلى نشرة علاقات عامة تعمل ليل نهار لتجميل صورته والدفاع عنه بالحق والباطل مع أنه ليس في حاجة لهذا الأسلوب وأن ما يقوم به من العمل وما يصرفه من مال على الهلال يدافع عنه ويجعل صورته جميلة في عيون جماهير الهلال، وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه الكاردينال أنه تعرض لخدعة كبرى وأن الهلال لا فيه معارضة ولا يحزنون.. والسلام.