* انهار العالم أمنياً واقتصادياً حينما اختلت موازين القوى فيه، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتربع الولاياتالمتحدةالامريكية على عرش العالم، وباتت وحدها الآمر الناهي والمسيطر على مقاليد الأمور في العالم والتي تدس أنفها في كل شيء بدون أن تجد الوازع أو من يقول "بغم" في وجهها، لذلك انفرط العقد وباتت الحروبات والمآسي هي السمة الأبرز على الخارطة، وذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن اختلال موازين القوى في أي زمان ومكان يؤثر بشكل قاطع على كل الأوضاع، لأن النظرة الأحادية لم تكن على صواب على مر التأريخ..!! * وكذلك الحال في الهلال، الهلال الذي كان يباهي أندية العالم بأنه النادي الذي يجمع في جنباته مختلف العقول وشتى التجارب، ما بين مؤيد ومعارض، وخلق بيئته المعافاة هذه من خلال الحراك العظيم داخله، فكان الناتج هذا النادي العملاق الذي ما هم يوماً بمن يخلف من، لأنه غني بالكوادر التي تصنع من وجودها قيادات، وتسلم الراية من جيل لآخر قبل أن يأتي علينا زمان صارت فيه راية الإدارة تجرجر قماشها على الأرض ذلك أن من تسلمها لم يكن في قامتها، ولم يكن على قدر المسؤولية والتحدي، فصرنا إلى ما صرنا إليه الآن، وبات الهلال نهباً لأطماع الأندية تقتطف منه ما تشاء من نقاط..!! * لم يمر رئيس على الهلال إلا وكانت المعارضة حاضرة، ولم تكن معارضة عادية، ولكنها كانت تنضح فكراً وأدباً جميلاً في الاختلاف، حين كان الناس يختلفون في طرق الإدارة والسياسات، في وقت كانت فيه البيوت تعج بالتواصل الاجتماعي الحميم، والتزاور الأسري، بعيداً عن شخصنة الأمور والقضايا، والدخول في مجاهيل الأمور الانصرافية مثلما يحدث الآن من صراع تغلب عليه المصلحة الخاصة دون مراعاة للتأريخ والعطاء لنفر كريم من أهل الهلال الذين أعطوا ولم يستبقوا شيئاً..!! * نجحت الآلة الإعلامية الهوجاء حول الكاردينال في صناعة جزيرة معزولة لرئيس الهلال، وضرب سياج حوله الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، وصار الكاردينال في معزل عن كل هذا، وطفق يصرح على طريقة ماري انطوانيت حينما أخبروها أن الشعب لا يجد رغيفا ليأكله فأجابت من واقع جهلها بما يدور "لو مش لاقين عيش، ياكلوا جاتوه"، وهو ما حفظه لها التأريخ، ولا أظن أن أحداً يعرف عن ماري أنطوانيت أكثر من هذه العبارة..!! * لم يعرف عن الكاردينال وجوداً في الوسط الرياضي أو ظهوراً إلا في عهد الأرباب صلاح إدريس حين كان يطل بين الحين والآخر معلناً عن تبرعه بحافز خرافي في المباريات الكبيرة، وعرفنا عنه بعد ذلك أنه رجل أعمال ناجح يدير الكثير من الشركات التي نعرفها والتي لا نعرفها، ولكن لم يكن من أصحاب الخبرات الإدارية في الرياضة، لذلك كان تخوفنا في محله في البدايات من المسؤولية الكبيرة التي وقعت على كاهل الكاردينال..!! * كان من الممكن للكاردينال أن ينجح في إدارة الهلال لو أنه استعان بالخبراء في مجلسه، وضم إلى تنظيمه أصحاب الفكرة لا المصلحة، فدفتر أعماله يقول إنه رجل عملي من الطراز الأول، ولا يبخل بماله أبداً فيما يخدم الهلال، ولعل حسن نية الكاردينال وجهله بكيفية أدارة الأندية والتعاقد مع اللاعبين والتعرف على خاماتهم ومدى فائدتهم للفريق جعلته يتلقف "صنارات" السماسرة التي أهدتنا محترفين مثل أندرزينهو وجوليام وأبيكو وموكورو وغيرهم من الصفقات الفاشلة، وهي نقطة ينبغي أن يقف عندها الكاردينال ويحاسب من رشح أولئك اللاعبين له واستقدمهم لارتداء شعار الهلال..!! * أصبح الكاردينال الآن بعيداً من كل القيادات الزرقاء، بدءًا من الأرباب صلاح إدريس، مروراً بالدكتور طه علي البشير، وانتهاءً بالأمين البرير ليكون الجسر الواصل بين تلك الأجيال قد نسف ذات غفلة وبعمل مقصود منه عزل أشرف حتى لا يتبين الطريق، ولا يفهم ما يدور على الجانب الآخر من اليابسة، ولا يرى إلا 20 فرداً من الجمهور يحملون لافتات تمجد أشرف والجوهرة، ليكون أشرف هو الرئيس الوحيد الذي اختار العمى والسير على عكازتين لقيادة أمة عظيمة مثل شعب الهلال..!! * أشرف اختار أسوأ توقيت للسفر خارج السودان، وترك الأمور خلفه تغلي، ولمجلس بالكاد يتخذ قراراً أو يفي بشيء من متطلبات الفريق، الذى خرج للتو من الإنعاش بعد صدمة الليبي والخروج المعيب، ليضاف قرار سفره إلى جملة القرارات غير الموفقة التي ظل يتخذها أشرف مؤخراً، والتي سيكون لها ما بعدها في الفترة المقبلة، لأن الخطأ يبقى خطأً مهما اجتهد الآخرون في تجميله، فسيأتي علينا صباح تخرج فيها الحقيقة عارية، ولن تجدي حينها مقاطعة قوون أو مقاطعة كل الصحف، لأن الجمهور يرى، ويمكن خداعه ليلة أو اثنتان ولكن لا يمكن خداعه طوال الوقت..!! * وثمة خبر رشح بالأمس في مواقع التواصل الإجتماعي عن قرب عودة الأرباب صلاح إدريس إلى الخرطوم، وهو خبر حتى وإن كان شائعة فإنا نعتبره من الأخبار المفرحة، والحجر الذي سيحرك ساكن الأمكنة بحراك إيجابي لما للأرباب من عقلية ومكانة وكارزيما فشل الكثيرون طوال سنوات سابقات في تشويهها أو زعزعة مكانه في قلوب محبيه، ويكفي أننا ما زلنا نتحدث عن إنجاز يشبه "مجرد شبه" صناعة هلال 2007 الذي لم ولن يأتي مثله في ظل هذه التخبطات..!! * ما زال الكاردينال في غفوته، يتابع عمليات التجميل الدقيقة للواقع الأزرق، ويبدو سعيداً بالصور الزاهية التي يراها بعد عمليات "الفوتوشوب"، حتى يطل عليه صباح يشابه صباح الانتفاضة الشعبية وشعاراتها القديمة الراسخة، وحينها لن يجد أحداً حوله، فالفئران تهرب دائماً من السفينة الغارقة..!! * متى يستيقظ الكاردينال..؟؟ * أقم صلاتك تستقم حياتك..!! * صلّ قبل أن يصلى عليك..!! * ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!