مباراتنا أمام السودان كانت الأصعب في حياتي وعندما شاهدت المعلم داخل غرفة الملابس كدت أنفجر!! خططنا للوصول لمرمى الصقور عبر جمعة علي وأمير ربيع ونجحنا و المعز مثل بوفون ومهند ماسة كروية نادرة وخليفة ماكوك لا يهدأ وبشة أفضل لاعب أفريقي هذه وصيتي للقادمين الجدد للهلال والمريخ : التعادل وأنت بالقمة يعني ثورة والخسارة تعني إندلاع حرب أهلية مواجهتي لصقور الجديان كانت الأصعب طوال تاريخي كمدرب!! بعد النتيجة التي الت إليها المباراة التي جمعت منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بنظيره الرواندي الذي يقوده فنياُ مدرب فريق الكرة بنادي الهلال السابق الصربي ميلوتان سيرادوفيتش ميشو في الدور نصف النهائي لبطولة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) للمنتخبات وهي المباراة التي كسبها المنتخب الرواندي بهفين مقابل هدف وبالتالي صعوده لنهائي البطولة مع المنتخب اليوغندي الذي فاز بدوره على أصحاب الأرض المنتخب التنزاني بثلاثة أهداف مقابل هدف. بعد هزيمة منتخبنا أجرينا إتصالاُ بالمدرب ميشو بمقر إقامته بالعاصمة التنزانية دارالسلام حتي يحدثنا عن المباراة ونقاط القوة والضعف في منتخبنا حتى يستفيد منها الفنيون قبل التوجه للمشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية التي سوف تستضيفها غينيا الإستوائية والجابون مطلع العام المقبل وعن العديد من المحاور التي سوف تطالعها عزيزي القاريء في متن هذا الحوار الذي نحسب أنه إستثنائي فقد كان ميشو كالعهد به صريحاً وواضحاً إجاب عن تساؤلاتنا في إحترافية وأريحية وطيب خاطر فمعاُ إلى الحوار: أولاُ وقبل كل شيء هنالك حقيقة يجب أن يعرفها الجميع وهي أن مباراة أمس الأول التي أشرفت عليها فنياُ أمام المنتخب السوداني كانت الأصعب بالنسبة لي خلال مشواري في عالم التدريب الذي إمتد لثمانية عشرة عاماُ .. لقد كانت نفسي مليئةُ بالعواطف ففي فترة العام ونصف العام التي مضت شاركت في أفراح وأحزان الهلال والكرة السودانية مع هؤلاء الأولاد الذين سوف أقف ضدهم اليوم ..لقد كان بالفعل أمراُ بالغ القسوة بالنسبة لي ,انا عمر بخيت في غرفة الملابس يستعد للمشاركة في المباراة..لقد كدت أن أنفجر في تلك اللحظة ولكنها الرياضة والحياة.. لقد شاركت لاعبي الهلال حلمهم في الحصول على لقب بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وكنا قريبين جداُ من تحويل الحلم إلى حقيقة وكان من المفترض أن أكون معهم الأن في مدينة ناغويا باليابان مشاركين في كأس العالم للأندية ولكن الله وحده يعلم لماذا صارت الأمور إلى غير ما نشتهي.. لقد حاولت التسلح بالإحترافية وأنا في هذا الموقف الصعب ولكن كان من الصعب على نفسي أن أرى المعز محجوب يقف بين الخشبات الثلاثة وأمامه سيف مساوي في الدفاع وخليفة في وسط الملعب ولاحقاُ في الطرف الأيمن وبعدها يدخل مهند وبشة إلى أرض الملعب .. هؤلاء هم اللاعبون الذين شعرت بالمتعة وأنا أعمل معهم يوماُ إثر يوم.. إنهم كانوا ولا يزالون يشكلون عائلتي .. ولكن كان لزاماُ أن أتعامل بإحترافية والإحترام بيننا لا يزال متبادلاُ والان لدي أسرة أخرى ودوافع أخرى ..لقد قمت بإختيار لاعبين محليين للمنتخب الرواندي ولكنني وبعد إنتهاء بطولة سيكافا سوف أغادر إلى القارة الأوربية حيث يتواجد أكثر من 40 لاعباُ من أصول رواندية يلعبون في الدوريات الأوربية المختلفة في دول مثل :فرنسا, بلجيكا , هولندا , تركيا والسويد وأريد أريد أن أختار من بينهم لاعبين للمنتخب الرواندي لأنني أفكر في خلق منتخب محترم في القارة الأفريقية وأنا أجد المساعدة والدعم الكامل من الإتحاد الرواندي لكرة القدم ومن الحكومة وعلى رأسها رئيس الدولة بول كاقيم بنفسه وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أقبل بمهمة الإشراف الفني على المنتخب الرواندي فقد قررت ألا أعمل مع جهة ليس لها إستقرار مالي وفهم لأهمية الرياضة لأن حينها تذهب خبراتي هباءُ . ويمكنني الان أن أرد على تساؤلاتك: ++ ماهي نقاط الضعف في منتخبنا ؟ -- لقد تحول المنتخب السوداني لكرة القدم بفضل مجهودات المدرب محمد عبدالله مازدا ومعاونيه من منتخب يقبل الهزيمة على أرضه 6|2 أمام نظيره التونسي إلى منتخب محترم ومعترف بقوته في جميع أنحاء القارة الأفريقية وأنا فخور لأن مازدا قد قدر الجهد الذي بذلته مع لاعبي الهلال الذين يشكلون غالبية لاعبي المنتخب السوداني عندما تعادل المنتخب السوداني مع نظيره الغاني بأكرا بلا أهداف منتزعاً أغلى نقطة في التصفيات الافريقية حسب وجهة نظري ومازدا صديق شخصي وقد إمتدت صداقتنا لأكثر من عسرة سنوات وهو يدرك أنني سوف أدعمه لأنني كنت ولا زلت وسوف أظل رياضياً أصيلاً ولذلك ومع إحترامي لكم لن أتحدث عن نقاط الضعف في المنتخب السوداني عبر وسائل الإعلام ويمكنني أن أذكرها للمدرب مازدا بيني وبينه إذا كان يرغب في ذلك .. ومع ذلك أقول أنه من الصعب ذكر نقاط ضعف في المنتخب السوداني لأنني أعلم كيف عانى لاعبوا المنتخب في الموسم الماضي الذي كان طويلاُ وشاقاً منذ بطولة الأمم الأفريقية التي إستضافها السودان (شان سودان) فقد تم (عصر) هؤلاء اللاعبين مثل قطعة الليمون فليس من العدل تقييمهم في هذا الوقت ولكنني على ثقة في أن شكل الأداء سوف يختلف خلال نهائيات الأمم الأفريقية بغينيا الإستوائية والجابون لأنهم سوف ينالوا قسطاً من الراحة. أما عن نقاط القوة أقول أن المنتخب السوداني يمتلك عقلية العمل الشاق مع التحكم الجيد في الكرة وكذلك يمتاز اللاعب السوداني بالتكوين الجسماني القوي فعندما يصطدم لاعب في كرة مشتركة مع أحد لاعبي المنتخب السوداني فكأنه إصطدم بشاحنة وهذه هبة من السماء فعندما خلق الله العالم منح السودانيين كرة القدم كهدية .. ++ من هم أفضل اللاعبين بمنتخبنا؟ -- هنالك قلة من اللاعبين لم يشاركوا مع المنتخب في بطولة سيكافا الحالية ولا أريد أن أكون منحازاً إذا ذكرت الأسماء ومع ذلك أعتقد أن المعز محجوب هو أفضل حارس مرمى في السودان وهو مثل بوفون في جوفنتوس وسيف مساوي يعتبر صخرة دفاعية صلبة مثل جيرارد بيكيه في برشلونة وخليفة صاحب الحركة المكوكية مثل فيليب لام في بايرن ميونخ أما مهند الطاهر فهو ماسة كروية متفردة يجمع بين صفات ومهارات مسعود أوزيل ودي ماريا في ريال مدريد مع صفات ديفيد سلفا في مانشيستر سيتي وهنالك بشة أسرع لاعب أفريقي في تحويل اللعب من حالة الدفاع إلى الحالة الهجومية مثله مثل أنيستا في برشلونه وأعتقد أن بإمكان مازدا مفاجئة القارة الأفريقية بتوليفة من هؤلاء اللاعبين وأولئك الذين لم أذكرهم في بطولة الأمم الأفريقية المقبلة. ++ ماذا ينقص منتخبنا ليظهر بأداء جيد خلال نهائيات الأمم الأفريقية المقبلة؟ -- لقد تحدثت مع المير الفني للمنتخب محمد عبدالله مازدا الذي ذكر لي بأنهم قد قاموا بتجهيز برنامج شامل لإعداد المنتخب مرتكزاً على تحليل الأداء الفني للمنتخب خلال نهائيات الأمم الأفريقية التي إستضافتها غانا في العام 2008م والتي لم تكن نتائجها مقنعة وذلك لتجهيز المنتخب حتى يحقق نتائج افضل خلال النهائيات المقبلة والصعود للدور ربع النهائي وتخطي مرحلة المجموعات الصعبة وهذه مهمة ليست سهلة في وجود منتخبات قوية مثل منتخب ساحل العاج الذي يمتلك أفضل اللاعبين بالقارة الأفريقية وكذلك بوركينا فاسو وأنجولا ..إنه تحد كبير ولكن بالإعداد الجيد يمكن للمنتخب السوداني تحقيق المفاجئة. ++ ما هو رأيك في اللاعبين :نزار حامد,أمير كمال .عبدالرحمن كرنقو ومعاوية علماً بأن الأول قد إنتقل للهلال والثاني والثالث للمريخ فيما لا يزال الرابع بناديه الإتحاد مدني؟ أنا كمدرب محترف أعرف هؤلاء اللاعبين جيداً من خلال عملي في الدوري السوداني ,وطلما تم إنضمام هؤلاء اللاعبين للهلال والمريخ فهذا يعني إمتلاكهم للمهارات اللازمة ولكن هنالك نقطة مهمة وجوهرية ينبغي عليهم إدراكها جيداً فاللعب للهلال والمريخ ليس كاللعب لبقية الأندية فكم من لاعب كان نجماً في ناديه معندما إنتقل لأندية القمة فشل في إثبات وجوده لأن التعادل والخسارة والفوز في تلك الأندية لا يتوقف عندها الناس كثيراُ أما لإي أندية القمة الجماهيرية مثل الهلال والمريخ فأن التعادل يعني ثورة جماهيرية أما الخسارة فإنها تعني إندلاع حرب أهلية !! فإذا ما إستطاع هؤلاء اللاعبون التأقلم وتوطين أنفسهم مع الأجواء في الناديين الكبيرين ف، النجاح سوف يكون حليفهم.ومن جانبي أعلم نقاط قوة وضعف كل واحد منهم ولكنه ليس من الضروري ذكرها هنا ومدربيهم قادرين على تعزيز نقاط القوة ومساعدتهم على التخلص من نقاط الضعف. ++ ماذا تقول للشعب السوداني؟ أقول للشعب السوداني أنني عندما كنت بينكم في السودان كنت أعمل بكل جد وإخلاص وقوة لأجعل الشعب السوداني وخاصة الهلالي سعيداً وخلال خمسة عشر شهراً خضنا 21 مباراة رسمية خارجية غير المباريات الودية وخلال تلك المباريات قمت بإستكشاف الكرة السودانية بصورة إحترافية فقد شاهدت كل مباريات المنتخب السوداني بكل تفاصيلها الدقيقية وكنت أعرف أن بإمكاننا في المنتهب الرواندي النفاذ للمرمى السوداني عبر الجهة التي يلعب بها المدافع جمعة علي كوقور وهي الجهة التي أحرزنا عبرها الهدف الأول وكذلك عبر المدافع أمير ربيع وهي الجهة التي أحرزنا عبرها الهدف الثاني .. ففي كل الأنتصارات التي أحققها لا أهتمد على عنصر الصدفة بل التخطيط الدقيق وأنا أعرف منتخبكم جيداً والطريقة التي يفكرون بها ولهذا إستطعت الفوز عليهم ولم أفعل ذلك فقط مع منتخبكم بل مع كل المنتخبات التي واجهتها . وأخيراً أعبر عن أسفي لكل الشعب السوداني لما يمكن أن أكون قد تسببت فيه من إحباط بالنتيجة التي الت إليها المباراة ولكن هذه هي كرة القدم وكرياضيين فقد وضعنا العواطف جانباً فقط خلال زمن المباراة وبعدها نعود أصدقاء كما كنا ومن جانبي سوف أظل معجباً رالسودان و بالشعب السوداني وبالكرة السودانية وقد زرت 128 دولة حول العالم ولم أجد شعباً يحب كرة القدم مثل الشعب السوداني لذلك أحببته لأنه يشاركني في حب اللعبة الجميلة (كرة القدم).