الاصابات الملعونة يجتاح ملاعبنا وتقضي على نجومنا وتجبرهم على الاعتزال وفي السطور التالية نستعرض المشكلة بجميع جوانبها خاصة بعد ان تفشت الظاهرة بشكل سرطاني واصبح نجوم الكرة السودانية اسرى الاصابات الملعونة بل ربما دفعتهم الى اعتزال اللعب وآخر ضحايا الاصابات هو لاعب وسط الهلال علاء الدين يوسف ومحترفه يوسف محمد وثنائي المريخ راجي عبد العاطي وسفاري والذين طالت فترات علاجهم ما بين العودة بعد الشفاء وتجدد الاصابة مرة أخرى ثم البحث مرة اخرى عن العلاج وتؤكد الدراسات ان 70% من اصابات الكرة تكون اصابات الركبة واهمها الرباط الصليبي غضروف الركبة الرباط الداخلي للركبة او ماء يسميه الاطباء «الثلاثي الحزين» وتكون نتيجة للالحامات القوية او الحركات المفاجئة والخاطئة لمفصل الركبة او اصابات الكاحل او الانكل من التواءات او جزوع ولاشك ان اللاعب الموهوب هو الاكثر اصابة من غيره فمن ينسى اصابة رونالدو وانفصال ركبته عن ساقه وصرخات ألمه ومن ينسى وفاة اللاعب التونسي الهادي بن رخيصة في الملعب نتيجة ركلة خلفية مزدوجة سقط على اثرها على الارض ميتاً .. والنهاية الدرامية للنجم الكاميروني فوية في كأس العالم للقارات حيث سقط ميتاً في الملعب دون اشتراك او احتكاك مع اي لاعب واتضح انه كان يعاني من قصور في القلب .. وفي اعدادنا القادمة تفتح قوون ملف اصابات الملاعب لنتعرف على تفاصيل هذه الاصابات التي اجبرت نجوماً على الاعتزال وكذلك لنعرف الى اي درجة وصل الطب الرياضي السوداني حالياً في مجال اصابات الملاعب وهل يتحمل وحده مسئولية تكرار وتفاقم الاصابات للاعبين. العلاج الطبيعي ونتحول الى فتح ملف آخر خاص باصابات الملاعب وهو ملف العلاج الطبيعي في انديتنا ومنتخباتنا السودانية ومن الواضح ان غالبية الاندية تعطي وظائف اخصائي العلاج الطبيعي بها لمن لا يملكون المؤهلات العلمية التي تؤهلهم لذلك واذا كنا في مجال التدريب ولعب الكرة نفسها نقر بوجود الموهبة وبدورها دونما حاجة الى دراسة او تأهيل علمي رغم تحفظاتي الكثيرة على مثل هذا الاستسهال .. فانه في مجال الطب والعلم تحديداً فلا مجال للطب او الفهلوة او المصادفة فالعلاج الطبيعي مهنة لها كلية متخصصة يتخرج فيها مؤهلون لممارسة هذه المهنة وكل من هو ليس خريجاً لهذه الكلية يصبح ان مارس مهنة اخصائي علاج طبيعي منتحلاً مهنة وصفة ومرتكبا جريمة يعاقب عليها القانون ومثل هذا الشخص غير المؤهل والذي لم يتلق التعليم الضروري والتدريب والاعداد المناسب قد ينتهي به الأمر في النهاية الى ما يشبه الاحتراق الرياضي. اللاعب السوداني لا يقوى على اداء مباراة كل 3 ايام لا لورطة الموسم المضغوط يا اتحاد الاجهاد .. سوء الاداء .. تفاقم الاصابات كل هذه افرازات طبيعية لتوالي المباريات والضغوط النفسية والعصبية التي اصبحت تحاصر لاعبي اندية الممتاز خاصة ناديي القمة الكروية الهلال والمريخ من كل جانب في كل موسم بسبب تعدد مشاركاتهم على الساحة المحلية والافريقية بجانب مشاركة نجومها الدوليين مع المنتخب دون ان يكون هناك فاصل زمني بين هذه المشاركات وهذه الحقيقة لم نصل اليها جزافاً او اعتباطاً وانما من خلال الواقع الذي اكدته الدراسات العلمية والعملية والتي اوضحت بجلاء ان كرة القدم ليست هي مجرد 90 دقيقة تقام شوطين لكنها استعداد بدني ونفسي وعضلي يسبق اللقاء في حد ذاته واشارت الدراسات الى ان الجهاز العصبي في جسم الانسان يقوم بوظيفتين الاولى عصبية والاخرى نفسية .. وتتعلق الناحية العصبية بتأهيل الجسم والجهاز الحركي للاداء المتوازن على مدار شوطي المباراة خاصة ان اللاعب وهو في افضل حالة بدنية يجري ما بين 6 الى 8 كم في المباراة على النقيض بالطبع من اللاعبي الاوربي الذي يجري مسافة تتراوح ما بين 12 الى 20 كم .. اما الناحية النفسية فانها تتعلق بتهيئة اللاعب نفسيا لاجواء المباراة وهذا يعني بالقطع ان اللاعب السوداني ليس مؤهلاً لخوض مباراة رسمية كل 3 ايام حيث لا يتم تأهيله لهذه المواجهات العنيفة والمتواصلة منذ الصغر ويعرضه خوض مباراة كل 3 ايام لعبء نفسي رهيب خاصة بالنسبة للاعبين صغار السن وسريعي التأثير فالاستعداد النفسي جزء رئيسي في منظومة استعداد اللاعب للمباراة لان هذا الاتسعداد هو الذي يمنحه الثقة في نفسه وفي ادائه ومن الطبيعي ان تهتز هذه الثقة مع توالي المباريات بكل ما تحمله من ضغوط نفسية وعصبية خاصة في ظل عدم وجود اخصائي نفسي بين افراد الجهاز الفني والطبي والاداري للاندية السودانية رغم الحاجة الماسة لتوافر هذا العنصر الذي يستطيع تهيئة كل لاعب للدخول في أجواء المباراة بالشكل المناسب لان طباع اللاعبين ليست واحدة وكذلك ظروفهم النفسية ايضاً الامر الذي يستدعى ضرورة وجود اخصائي في هذا المجال نظراً لان المدربين ليس لديهم دراية بالطب النفسي ويتعاملون مع جميع اللاعبين بمفهوم واحد. الاجهاد خطر يهدد نجوم القمة نجوم القمة الكروية الهلال والمريخ مهددون بالوصول الى مراحل خطيرة من الاجهاد العضلي ورغم ذلك لا يحصلون على راحة كافية بحجة انهم من العناصر الاساسية حيث تلعب اجهزتهم الفنية على وتر احتياج الفريق لهذا اللاعب او ذاك لضمان الفوز دون ان يضعوا في حسبانهم ان هؤلاء اللاعبين هم الضحية في نهاية المطاف وما يحدث في الساحة الكروية يمكن ان يؤدي الي كارثة لان اللاعب السوداني غير مؤهل بدنياً ونفسياً لدخول هذا الماراثون الشاق ومن الضروري ان تكون هناك وقفة قبل فوات الأوان لان الاجهاد الشديد وتراجع المستوى والأداء لن يكونا في قائمة الخسائر فحسب وانما سينضم الي هذه القائمة ايضاً الاصابات التي من الممكن ان تحرم انديتهم من عناصر اساسية. صناعة لاعب الكرة تبدأ من السادسة الاهتمام بالمواهب الكروية في الدول المتقدمة كرويا يبدز مبكراً جداً من سن السادسة وهذه هي المرحلة الذهبية التي تركز عليها دول اوربا في صناعة اللاعب من السادسة حتى الثالثة عشرة حيث يتعلم كل فنون اللعبة وتصقل مهاراته بالطريقة العلمية السليمة بعدها يصبح قادراً على المشاركة في المسابقات المختلفة.