إنتهت حدوتة النقل التلفزيوني بالنسبة للدوري السوداني بإستجابة الإتحاد العام لكرة القدم للضغوط التي مارستها عليه أندية الهلال والمريخ بخصوص أتعاب ومستحقات النقل فقرر فسخ تعاقده مع القناة الوطنية الناقلة للدوري الممتاز ( قناة قوون ) التي إستحقت لقب القناة الوطنية الأكثر جرأة وهي تقدم للإتحاد السوداني لكرة القدم أكبر عرض في تاريخ نقل بطولة الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم .. في الوقت الذي عجز فيه حتى التلفزيون القومي الذي تموله الدولة وبقية القنوات السودانية الأخرى عن الوقوف إلى جانب المشاهد السوداني البسيط وفضلت الجلوس بعيدا هناك لتنظر ماذا سوف تفعل قوون مع هذه البضاعة الكاسدة وماذا سوف تنال من جرأتها وإنحيازها لصالح المشاهد السوداني بتقديم خدمة النقل التلفزيوني للممتاز مجانا في الوقت الذي يعاني فيه كل العالم من أزمة إقتصادية طاحنة عجزت حتى أعتى المؤسسات المالية الدولية عن الصمود امامها ..!! أصدقكم القول أنني كنت أحد الذين قدموا النصح للأستاذ رمضان أحمد السيد بضرورة العمل على فسخ التعاقد مع الإتحاد العام بخصوص إحتكار الدوري الممتاز .. ولكنه إستطاع أن يقنعني انه لن يفعل ذلك وأنه سوف يظل حريصا على العهد الذي قطعته القناة مع مشاهديها .. ومع إصرار رمضان وقبضه على جمر القضية وحيدا جاءت ( الشينة ) من الإتحاد العام الذي قرر فسخ العقد بعد أن فشلت القناة في دفع المتأخرات التي عليها .. !! فعل الإتحاد هذا قبل حتى أن يبدأ الدوري في نسخته الجديدة وفي وقت كانت فيه القناة تسعى جادة جدا للحصول على عروض لرعاية الدوري الممتاز تمكنها من الإيفاء بضريبة نقل الدوري ( مجانا ) للمشاهد السوداني .. ! وفي الأثناء كان الإتحاد العام يصدر فرمان فسخ التعاقد مع قناة قوون فيرفع عن كاهل القناة وأهلها هما كبيرا جدا ويضع على كاهل المواطن السوداني البسيط هما جديدا بعد أن برز في الأخبار أن قناة الجزيرة هي الأقرب للحصول على حقوق نقل الدوري السوداني .. ودون شك فإن قناة الجزيرة سوف تنقل الدوري السوداني في ( المشفر ) فنحن أغنى من أهل السعودية الذين تنقل الجزيرة دوريهم في المفتوح ..!!
ببساطة شديدة إختارت سلطات الإتحاد العام أن تغيب متابعي كرة القدم السودانية في القرى والأرياف أولئك البسطاء الذين لا يملكون حتى قوت يومهم من مشاهدة الدوري السوداني .. ببساطة شديدة قررت إدارة الإتحاد العام السوداني لكرة القدم أن تعيد الدوري السوداني من جديد إلى الإنغلاق والعودة إلى منفاه و ( كرنتينته ) القديمة .. فبعد أن شاهدنا المباريات التي لا يكون طرفها الهلال أو المريخ تنقل لأول مرة من كادقلي .. ومن عطبرة ومدني وشندي وبورتسودان في عهد قوون الفضائية سوف نعود من جديد إلى عهد نقل المباريات التي تجري في الخرطوم فقط أو تلك التي يكون طرفها أحد قطبي القمة .. فسابق عهدنا مع قناة الجزيرة المتوقع حصولها على حقوق النقل تجعلنا نتنبأ بذلك وليس كل الظن إثم ..!
نعود ونؤكد هنا مرة أخرى أن ما يدفعنا للكتابة عن هذا الموضوع هو الإنحياز للمواطن السوداني الطيب البسيط الذي لم يصل بعد مرحلة الرفاهية التي تمكنه من دفع خمسمائة جنيه لمشاهدة مباريات كرة القدم المحلية .. ولا نعشم في أن تلتفت قناة الجزيرة الرياضية لمثل هؤلاء وهي التي أشاحت بوجهها عنهم خلال نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة .. في الوقت الذي نعلم فيه نحن جميعا أن الظروف الإقتصادية التي يمر بها السودان تجعله يستحق مشاهدة بطولات الفيفا مجانا .. وهاهو إبن عمنا الإتحاد السوداني لكرة القدم يشيح بوجهه هو الآخر عن محمد احمد البسيط فكيف يكون الحال مع الغريب.
إعاهد كل قراء هذه الزاوية بأن لا أدفع مليما واحدا لأجل مشاهدة الدوري السوداني الممتاز لأي قناة تعمل على تشفيره .. ودعوة أوجهها لكم جميعا لإتباع نفس النهج ..!!