يخوض الهلال الليلة واحدة من اصعب الاختبارات عندما يستضيف فريق سيوي الايفواري في اياب الدور الاول لدوري ابطال افريقيا في لقاء مطالب فيه الازرق بتسجيل ثلاثة اهدف نظيفة لكي يتخطى عقبة هذا الفريق الذي ادخل الهلال في نفق مظلم عندما فاز عليه ذهابا باربعة اهداف لواحد . فريق كوت ديفوار احدث اكبر المفاجآت في الذهاب بتقدمه العريض علينا , ووضع الهلال امام خيار صعب للغاية في المباراة الثانية التي ستكون عصيبة بلاشك على المدرب واللاعبين والجماهير التي تقف خلف الفريق .
مباراة الامتحان , فيها يكرم الهلال او يهان , لقاء مصيري قد تتواصل ردود الفعل بعده لفترة طويلة , فللمرة الاولى منذ مباراة نساروا النيجيري يدخل الهلال مباراة افريقية وهو في هذه الوضعية الحرجة .
الطريق واحد امام الازرق ولامجال للانكسار او التراجع , واذا اراد اللاعبون التأهل الليلة ما عليهم سوى تقديم مباراة مختلفة , فالمعادلة في المباراة واضحة تتمثل في تسجيل ثلاثة اهداف والمحافظة على نظافة الشباك .
لقاء ملحمي جديد لايقبل انصاف الحلول , فيه يكون الهلال او لايكون , فبعد ان نجح هذا الفريق المغمور في احداث المفاجأة لابد ان نرد له الدين في المباراة ويكون الحديث قاسيا في المواجهة الثانية .
الجمهور الهلالي سيلعب دوره على اكمل وجه , ولكن يبقى الدور على المدرب واللاعبين في ارض الملعب لان هذه المباراة بالذات تحتاج الى جهدهم المضاعف في ارض الملعب .
نعرف ان اللعب على وتر المعنويات وتحفيز اللاعبين لايكفي لتخطي هذه المباراة الصعبة , والشئ الوحيد الذي يكفل للهلال العبور للدور الثاني التفوق الفني في ارضية الملعب .
بعد العودة من ابيدجان لم يدخل الهلال الطمأنينة في نفوس جماهيره بعد تعثره مرتين في الدوري الممتاز وتخليه عن الصدارة , ولكن تجاوزنا كل هذا لاجل المباراة الافريقية التي تبقى في كفة وبقية اللقاءات في كفة اخرى .
واقعيا الفريق الهلالي مهدد بالخروج امام فريق مغمور ما لم تحدث ثورة فنية في المباراة تقلب كل التوقعات بعد ان تعثر الهلال مرتين بالتعادل امام الاتحاد مدني والاهلي الخرطومي عقب عودته من مباراة الذهاب .
ويبقى الامل في خبرة الهلال ومعرفته بهذه المواعيد هي بمثابة الخيط الوحيد الذي نتمسك به لانني شخصيا لا اثق في قدرة المدرب المتخبط غارزيتو في اضافة جديد بعد ان حصل على كل الفرص .
نأمل ان يحسن المدرب الاختيار في التشكيلة الاساسية ويدفع بالعناصر التي تقود الهلال للانتصار , وقبل كل ذلك الاهم اختيار طريقة اللعب التي تناسب المباراة , والاهم من كل ذلك ان يطبق اللاعبون الاستراتيجية الفنية في الملعب .
الكل يتحدث عن طريقة غارزيتو باعتبارها لاتناسب الفريق واتفقنا على هذا الشئ ولكن ايضا غفل الجميع عن الاهم وهو التنفيذ من قبل اللاعبين الذين في كثير من الاحيان يكونوا خارج اجواء المباراة .
الفريق الايفواري يبدو مهتما بهذه المباراة وبشكل غير عادي حيث حضر الى الخرطوم مبكرا وتأقلم على الاجواء ويتعامل معها بجدية كبيرة رغم انه يملك الافضلية بعد ان تقدم ذهابا باربعة اهداف .
وسيكون الهلال مطالبا في مواجهة الليلة منع المفاجأة وحرمان الفريق الايفواري من نيل شرف كبير باقصاء الهلال من هذا الدور ليكون بذلك ابعد احد الركائز الثابتة في كبرى البطولات الافريقية للاندية باالسنوات الاخيرة .
امنعوهم من نيل شرف العبور للدور الثاني واقصاء الهلال وحققوا المعادلة الصعبة التي تبقى ممكنة .