الاربعاء 12 يناير 2011م ….. اعتصرني الألم حين تذكرت المشقة والمكابدة التي تنتظر كثير من الأسر في مسيرتهم وهم يواصلون مشوار الكفاح لدعم المساجين مادياً وبجلب احتياجاتهم من المواد الغذائية!!!!!!!. وتحيرت في الارتفاع اليومي المتواصل بصورة جنونية لأسعار السلع الغذائية حتى أضحي أن من له المقدرة المالية أصبح يشتكي ويعاني، فما بالك بأصحاب الدخول المحدودة ومن ليس له دخل ثابت ويتعيش من رزق يومه!!!!!!!!. وأصبحت في هذه الآونة الأخيرة، شديدة الحساسية والمراقبة لأحوال الأسر التي تزور السجن!!!!!!!، وذلك، لأنني قاسيت ويل زيادة الأسعار الجنوني!!!!!!!!، وبتّ أنظر لمن هم دوني، ماذا يفعلون؟؟؟؟ وكيف يدبرون أمورهم المعيشية في هذا الظرف الغير عادي!!!!!!!!!!، وتجدني أنظر في الوجوه وأجد تزايد المعاناة وتفاقمها، حتى أنني أصبحت أفكر، أين يجد هؤلاء ما يسدون به رمقهم ورغم ذلك يتقاسمون اللقمة مع المساجين من ذويهم!!!!!!!!. وتعجبت للظروف المغيشية الضاغطة التي جعلتنا نتأوه من الألم!!!!!!!. في الأسبوع الماضي، قابلت والدة أحد المساجين وتجاذبنا أطراف الحديث حول ارتفاع الاسعار الجنوني والغلاء المستشري!!!!!!!، وصدمت كثيراً حين قالت لي، أن من بجوارهم بالحي الذي يسكنون فيه، من يشربون الشاي برغيفة واحدة ولا يجدون غيرها ليومهم كله، يبيتون ويصبحون عليها!!!!!!!!. أحسست بأنانية وخسة ووضاعة البشر، فهناك من يموت من التخمة ويتغذي على دمنا كالقمل!!!!!!!!، وهؤلاء هم الذين لا يحسون بمعاناة الآخرين الذين يموتون جوعاً ويلاقون ما يلاقونه من ويلات الفقر والجوع!!!!!!!!!، وعرفت أنهم كذلك قد يعانون أوضاعاً مأسأوية حرجة ولا يمدون يدهم لغيرهم، يتألمون في صمت ولا يبثون همومهم إلا لله رب العالمين!!!!!!!!. عرفت الإيثار من خلالهم، فهم يتقاسمون اللقمة مع السجناء، ويأتون محملين بما استطاعوا، لا يدخرون جهداً ولا مالاً!!!!!!. تكفيك نظرة واحدة لوجوههم لتعرف معنى العفة والشرف والكرامة!!!!!!!. شعرت بأن لو بإمكاني مساعدتهم ومسح الدمع على خدودهم، فهم يتحملون فوق طاقتهم وعزة النفس التي يتحلون بها، تجعلك تعتقد أنهم أغنياء ويملكون الكثير!!!!!!!!. أصبحت أتحين الفرص لأتقرب منهم وأبادر ببث همومي وشكواي حتى يبادلوني ما يحسونه!!!!!!!. وفي كل مرة، لا أتمالك نفسي من هول وقساوة ما يعيشونه!!!!!!، ومن بشاعة وقبح البشر الذين لا يفتحون صدورهم ولا جيوبهم ليبحثوا عن هؤلاء!!!!!!، ومن المستحيل علي هؤلاء أن يطرقوا باب أحد أو يفشوا سرهم لأحد!!!!!!!. عرفت عبرهم ألوان المعاناة وقساوة الحياة التي فرضها الجشع والطمع المستشري!!!!!!. وتساءلت في نفسي، لماذا لا يوجد من بين المسئولين من يتمثل بأدب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين كان يتخفي ويخرج لمعرفة أحوال الرعية وكيف يعيشون!!!!!!، وذلك لأنه يعلم أن مثل هؤلاء الذين يتعففون، لا يأتون إليه ولكن أمير المؤمنين هو من يجب عليه أن يذهب إليهم ويتفقدهم!!!!!!!. فكرت طويلاً في عدالة السماء ودعوت الله أن يترحم بعباده ويترفق بهم ولا يسلط عليهم من لا يرحمهم ولا يخافه، نعم المولي ونعم النصير!!!!!!!.