الأربعاء 15 ديسمبر 2010م … أستيقظت من الصباح الباكر، وأنا أفكر في هذا الغلاء المستشري لدرجة أننا أصبحنا لا نستطيع شراء حتى السلع الأساسية!!!!!!!!، والموارد محدودة ولا تقدم الدولة أي دعم للمواطن لمساعدته للوصول إلى السلع الأساسية!!!!!!!. ذهبت إلى الفرن ووجدت أن سعر ال3 عيشات بواحد جنيه، وبحسبة بسيطة وجدت أننا يومياً نحتاج إلى 10 جنيهات لشراء العيش فقط، ناهيك عن أي شي أخر!!!!!!!. ومنذ أن سُجن أبوذر ونحن نجلب المواد الغذائية بصورة دورية!!!!!!، وشعرت بالأسي حيال الكثيرين الذين قد يعجزون تماماً عن ذلك!!!!!!!. كنت قد ذهبت للسوق لشراء بعض المواد الغذائية لنقتسمها مع أبوذر الذي يحتاج بدوره لها، وعادة نساعده في جلب ما يحتاجه!!!!!!!!. أول ما بدأت جولتي بالسوق، سألت عن سعر باغة الزيت الصغيرة وكان سعرها ب18 أو 19 وفجأة ارتفعت للثلاثينات!!!!!!، ووجدت نفسي، قد تنحيت بعيداً حين ذكر لي البائع السعر، وقلت له، خلينا نطبخ بدون زيت!!!!!!!!!. ثمّ، عرجت كذلك على البهارات التي زادت أسعارها للنصف وخاصة التوم الذي قفز إلى 16 جنيه، بعد أن كنا نشتريه ب 3 جنيه!!!!!!!!. سألت عن سعر جوال السكر، ووجدته قد قفز من 50 أو 60 جنيه إلى 160 جنيهاً دون سابق إنذار!!!!!!!. لاحظت أن هذه الزيادات بدأت تدريجياً قبل أكثر من ثلاثة أشهر (أي قبل دخول رمضان بقليل)!!!!!!. وقلت في نفسي، مهما كان الغلاء، فإنني أحسن حالاً من غيري، ويمكنني أن أشتري ما أحتاج إليه رغم إحتجاجي على الغلاء ولكن إذا نظرت حولي، فإنني أجد الكثيرين الذين لا يستطيعون حتى التفكير في الشراء!!!!!!!!. وتعجبت أكثر لأحوال الأسر التي تأتي إلى السجن محملة بالأكياس، وتساءلت، كيف يمكن للأسر الضعيفة أن تستطيع شراء ما يلزم ذويها المسجونين من مواد غذائية!!!!!!، وكيف يمكن للذين يعانون الآمرين أن يتحملوا هذا الغلاء الفاحش لسد رمق المسجونين الذين قد يتحملون الموت جوعاً من أن يستطعموا أكل السجن!!!!!!!!. لم أعرف ماذا أفعل أو ماذا يفعل غيري الذين يتحملون مسئولية الصرف على ذويهم المساجين، حين يتلظوا بنار غلاء المعيشة ويزداد همهم في كيفية الإيفاء بمعيشة من يعولونهم من أسر وكذلك مساجين ينتظرون العون والمدد!!!!!!!. وشعرت بأن صدري ينقبض وبأن أنفاسي تضيق، حتى شعرت بأنه سيغمى علىّ!!!!!!!!!، وفكرت في أنه أهون علينا نحن أسر المساجين أن نعاني ما نعانيه ولكن قد لا يحتمل المساجين أن نعجز عن تلبية متطلباتهم البسيطة!!!!!، فهم لا يطلبون الكثير، فقط ما يسد رمقهم حتى لا يموتوا جوعاً ونموت نحن بالحسرة آسفين على عجزنا وقلة حيلتنا التي جعلتنا نفشل في تلبية مطالبهم!!!!!!!!. أحسست، بأن رأسي أوشك أن ينفجر من فرط التفكير، وأن رجليّ قد عجزت عن حملي، وارتميت على أقرب عتبة بالسوق حتى لا أسقط مغشياً عليّ!!!!!!. وسألت الله، أن يمدنا بالقوة والمدد حتى لا نعجز عن تلبية المساجين الذي يعشمون في رحمة رب العباد وليس العباد!!!!!!.