في مجلة روز اليوسف المصرية العدد الذي صدر في 52 فبراير عام 5891م وفي بابه اوراق شخصية تحدث الأستاذ أحمد حمروش عن أيام في ليبيا ولقاء مع معمر القذافي جاء الجزء التالي من المقال: «شاءت الاقدار أن اذهب الى الخرطوم في اليوم التالي للثورة السودانية مباشرة موفداً من جمال عبد الناصر، لمقابلة جعفر نميري وبابكر عوض الله، وضباط مجلس قيادة الثورة، واذكر كلمة قالها جمال عبد الناصر وابلغتها الى جعفر نميري وزملائه ضمن رسالته الشفهية التي حملتها اليهم، اذ قال: ابلغ الاخوان هناك انني مستعد لوقف حرب الاستنزاف مؤقتاً اذا احتاج الامر لتأمين الثورة. لم يكن عند جمال عبد الناصر اي تردد في مساندة ثورة السودان، مدركاً اهمية ذلك في توفير الامن القومي والعمق الاستراتيجي للدولتين.. كما لم يتردد في مساندة الثورة الليبية التي ابتهج لها قلبه منذ اذاعت بيانها الاول. ولكن شاءت الاقدار ان اقترب من ثورة السودان والا تتاح لي فرصة الاقتراب من الابطال الشباب الذين قاموا بثورة الفاتح من سبتمبر ولم تتح لي الظروف فرصة اللقاء بهم حتى اثناء زيارتهم لمصر. عندما حضر العقيد معمر القذافي الى القاهرة وزار روز اليوسف لم التق به لسبب بسيط.. هو انني كنت قد ابعدت عن رئاسة التحرير وصدر قرار بنقلي مع 401 من العاملين في الصحافة والاذاعة والتلفزيون الى هيئة الاستعلامات. ولذا كان شوقي مضاعفاً للتعرف على ماقامت به ثورة الفاتح لشعب ليبيا وللتعرف ايضاً على هؤلاء الشباب الذين اطلقوا الثورة وفرضوا اسم هذا البلد الصغير على كثير من احداث العالم. عندما استقبلنا العقيد معمر القذافي نحن وفد اللجنة المصرية للتضامن في قريته الجارف داخل خيمة صغيرة كانت هذه هي المرة الاولى التي التقي به فيها على كثرة ما سمعت عنه. البساطة تجسدت في هذه الخيمة التي تضم عددا من الكراسي الخشبية ومنضدة صغيرة عليها تلفون وبعض الأوراق وضعت على جوانبها مراتب.. تضيئها لمبة كهربائية واحدة ويدفئها بعد غروب الشمس منقد من الفحم وضع على الباب، وبعد ان استقر بنا المقام.. سمعنا اصوات اطفال يلعبون الكرة في حوش المنزل.. واقتحمت صيحاتهم الجلسة التي كنا حريصين فيها على كل كلمة، وهنا ارتفع صوت معمر يطلب منهم اللعب بعيداً عن الخيمة. هذا مع تحياتي وشكري