*لكل صحفي بصمته الخاصة كما أن لكل صحيفة بصمتها، وإن تشابه التصميم والإخراج في كثير من الصحف، وكثيراً ما تنعكس بصمة الصحفي على الصحيفة التي يؤسسها، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك أثر بصمة شهيد الصحافة الراحل المقيم محمد طه محمد أحمد على صحيفة الوفاق؛ فقد كانت بصمته فيها واضحة في كل صفحاتها من الأولى وحتى الأخيرة. *نقول هذا بمناسبة رحيل صاحب ومؤسس صحيفة الشماسة محمد خليل إبراهيم الذي ارتبط اسمه بها وكانت بغض النظر عن اتفاقنا مع نهجها أو اختلافنا معه مدرسة صحفية مختلفة ووجدت رواجاً مبرراً في أعقاب انتفاضة أبريل 1985م، ربما لارتباط اسمها بشريحة اجتماعية مهمشة ومقهورة اجتماعياً واقتصادياً. * كانت صحيفة الشماسة تصدر في حجم التابلويد مثلها مثل الكثير من الصحف الشعبية والاجتماعية والفنية، ولم تسلم من اتهامات بعلاقات خارجية ربطها البعض بالشيعة، وربطها البعض الآخر باللجان الثورية التي تسير على هدي اللجان الثورية في الجماهيرية العربية الليبية، ولكنها كانت أكثر قرباً لحزب الأمة واقرب أكثر للإمام الصادق المهدي. *كان محمد خليل إبراهيم اجتماعياً من الطراز الأول، كنا نذهب إليه في مقر صحيفة الشماسة فنجد لديه كوكبة من نجوم المجتمع من السياسية والصحفيين والأدباء، وكان يحرص على المشاركة بآرائه وكثيراً ما كان يستعين فيها بأحاديث الإمام الصادق المهدي للدفاع عن أطروحاته الفكرية والسياسية. *لا غرابة في ذلك فقد كان قريب الصلة إعلامياً بالإمام الصادق المهدي وعمل معه في مكتبه وأسهم بصورة واضحة في التبشير لقيام منتدى الصحافة والسياسة الذي تبناه الإمام الصادق المهدي وتولى تنظيمه مكتبه ولجنة منتخبة من الصحفيين، الذين اتسعت دائرة مشاركتهم في المنتدى من كل ألوان الطيف الصحفي. *تسبب تصريح خاطئ أدلى به صاحب الشماسة محمد خليل إبراهيم في إحداث بلبلة إعلامية وأمنية؛ الأمر الذي اضطر الإمام الصادق المهدي إلى نفيه، ومنذ ذلك الوقت تراجع دوره في مكتب الإمام، ولكن لم يتخلف عن حضور المنتدى حتى عندما اشتد به المرض. *سعى لإصدار الشماسة في هذه الفترة التي اصبحت تعج بالصحف السياسة والاجتماعية والرياضية والفنية، ونهج بعضها لا يختلف كثيراً عن نهج الشماسة، ولكن باءت محاولته بالفشل لأسباب خارجة عن إرادته إلى أن أقعده المرض واختفى من الساحة السياسية والصحفية قبل أن ينتقل إلى رحمة مولاه قبل أيام.