يتوجه عمر البشير يوم السبت ، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، يشهد خلالها مراسم حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني، المقرر أن تتم في الرابع من أغسطس، فيما تتوقع مصادر دبلوماسية أن يبحث البشير مع الرئيس الإيراني الجديد كيفية تدعيم حلف الخرطوم – طهران – حماس في ظل التطورات الأخيرة المتمثلة في فقد الأخوان المسلمين في مصر للسلطة، وموقفهم المرتبك في تونس ، وكيفية توصيل الدعم العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) عن طريق السودان ودعم الأخوان المسلمين في مصر. واوردت صحيفة ( الرأي العام ) الموالية للنظام أن الوفد المراف للبشير إلى طهران يضم الفريق محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني وعلي كرتي وزير الخارجية. ويحرص البشير على توطيد علاقته مع ايران والدخول معها في حلف على حساب دول الخليج العربي، بحجة مواجهة اسرائيل ، مما دفع الطيران الإسرائيلي لضرب بورتسودانوالخرطوم بضع مرات، كان آخرها في العام الماضي بضرب مصنع اليرموك للتصنيع الحربي، دون قيام نظام البشير بأي رد فعل يتعدى مرحلة الهتاف والصراخ، مما جعله سخرية للعالم ، بعد فشله في حماية ترابه، والدخول في تحالفات ومحاور متوهماً بالقيام بدور أكبر من حجمه الطبيعي، ويتناسي صناع القرار أن السودان ليست دولة مواجهة مع اسرائيل، لكنها دولة الأخطاء الممنهجة ، والفشل المستمر والفساد، ويرى المراقبون ( أن السودان ليس مركزاً عربيا أو إسلاميا، لا من حيث الهوية ولا من حيث القدرات العسكرية، والأمنية والسياسية، فهو ليس مثل مصر جغرافيا في حدودها مع اسرائيل أو عسكريا، ولا مثل المملكة العربية السعودية ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية، إلا أن نظام البشير يهرب من علاج أزماته الداخلية بافتعال أزمات خارجية مع دول الجوار، والميحط الإقليمي، وتوقع المراقبون أن يثير تجديد السودان ولائه للرئيس الايراني الجديد، واستمرار سياسة المحاور سوف تغضب سلطة مصر الجديدة، إضافة لدول الخليج ، لأن التقارب في مثل هذا الوقت يعني لمصر تهديداً لأمنها عبر ارسال أسلحة إلى حركة حماس التي تناصب القاهرة العداء بعد عزل الرئيس محمد مرسي والذي كان يوفر لها الحماية في مصر، ودخلت حماس في مواجهة مع الجيش المصري، الذي سوف يتعامل بحسم مع كل ما يعتبره تهديداً للاستقرار المصري. لا سيما وأن تقارير صحفية أشارت إلى تسريب أسلحة من السودان لدعم جماعة الأخوان المسلمين في مصر، وكانت الموانئ السودانية قد استقبلت العام الماضي بوارج ايرانية بعد قصف مصنع اليرموك، في رسالة قصدت منها طهران تأكيد وجودها في البحر الأحمر، وقيامها باستعراض قواتها لتهديد دول الخليج العربي، والتأكيد على التعاون الأمني والاستخباري مع السودان.