إن ما يقوم به تيار من النفعيين الإسلامويين مع التنسيق مع التيارات الإخوانية بزعامة الخال الرئاسي ،، ما هي إلا محاولات للإندساس داخل صفوف الثورة بغية إثارة الحفائظ العنصرية ، وإضفاء طابع غير وطني لتشويه وتفتيت الجهود الوطنية الحقة . ، ومثل هذه التكنيكات الرخيصة ، أصبحت مرئية ومكشوفة لعامة الشعب . من جانب آخر ، وإن إفترضنا على الصعيد الجدلي ، أنهم قد صحت إلليهم ضمائرهم وهذا أمر مستبعد على أرض الواقع ومؤكد بتصريحات الخال الرئاسي ذات نفسه بعدم رغبته في مشاركته للفعل الثوري المزعوم هذآ ، مع التيارات الثورية الوطنية ،، لكن دعونآ نفترض إذآ … ماهو الهدف المستبطن إذآ ما التمسنا توبتهم جدلآ ،،، ماذا يمكن أن نكتشف ؟! إليكم مربط الفرس : أولآ : بعد أن تبدى للمواطن السوداني البسيط ، سوء نوايآ الإسلاميين عمومآ في حق توليهم الحكم وسيطرتهم المطلقة وسعييهم الدائم للإستحواذ على السلطة بكافة الوسائل ،( الإنقلابية \ تزوير إرادات الشعوب \ ومحاولاتهم الإنقلابية الدائمة ) ، وكافة السبل المفضية إلى تقويض البناء الديموقراطي الذي يكفل مباديء الحرية والسلام والعدالة الإجتماعية التي لاتعرفها منهجياتهم ولا تقوى على إحتمااله عقلياتهم الأحادية تلك . هم الآن أشد خوفآ على وجودهم الأيديولوجي ، ويسعون ربما إلى التغوول على الثورة وسرقتها فيما بعد ليحكمو بذات الزيف لكن بشعارات مختلفة أكثر موائمة لنفسية المجتمع الدولي ، وهو ما يبرع الإسلامين فيه ، التماهي والتصبيغ الدلالي لتضليل الشعوب . ثانيآ : بالنظر العميق إلى تكوينات التيار الإسلامي الذي خرج بمسميات الديموقراطية والإسلام ،، يتشكل هذا التيار بقيادة الخال العنصري هذا ، في الأساس من عناصر ومنسوبي الحركة الإسلامية الصرفة ، والذين كانوآ سابقآ في معسكراات الدفاع الشعبي وكتائب المجاهدين ، ثم إندمجوآ في تكوين لاحق مع جهات في الجيش حيث أطلقوآ على أنفسهم ( كتائب السائحون ، حركة سائحون ، السائحون ) ، والتي نسبت إليها مؤخرآ مسرحية المحاولة الإنقلابية الأخيرة في أكثر الفصول السياسية ركاكة وضعف بائن وتغبيش للعقول . بعد ما تم ذكره من نقااط جوهرية في هذآ الشأن ، نفهم ان المؤتمر الوطني ، والذي صرح سابقآ بقدرته على إدخال عناصره ومليشياته المسلحة في مواجهة الشعب إذا دعت الضرورة ،،، كما نفهم تمامآ تمامآ أنهم الآن في أضعف حالاتهم السلطوية خصوصآ مع الرقابة الخارجية التي نجح الثوار والناشطون في الخارج في إيصال صوت المقاومة الشعبية العريضةولفت أنظار العالم إلى حقيقة الوضع المتردي الذي يعيشه السودانين داخل بلادهم ، عليه فإن النظام يسعى لخلق نوع من التشويش الممنهج وجعل عناصرها تخوض في صراعات ومناوشات بالوكالة مع المواطنين ومحاولات لإدخال العنف وتصبيغ الحقائق ، ومن ثم تحميل المسؤولية الكاملة للثوار بإعتبارهم جهات تخريبية ، لهم خبرة طويلة في هكذآ تحوير للصراع عن مجراه ومساره الرسمي ،خير شاهد على ذلك صراعاتها التي خاضتها في دارفور بعد إلتفات العالم إلي جرائمهم ، أنكروآ الأمر حيث قامو بتسليح الجنجويد ليقاتلو نيابة عنهم ، وينسبوآ الأمر إلى طبيعة أن هنالك صراع عرقي يدور خارج إرادة القصر ، مآ للعالم أجمع . وبالنظر أبعد من ذلك : هنالك إحتمالان إثنان لذلك ، فدعونآ نكتشف أبعد الإحتمال الأول : أ : وهو أن ينجح السائحون هؤلاء في قمع التظاهرات :عندها - يكونوآ بذلك قد حققوآ مأربهم المباشر في خلخلة الثورة وتفتيت المقاومة الشعبية ، ليعودوآ أدراجهم في السلطة ويمارسو أبشع الممارسات السلطوية في حق الشعب والمتظاهرين ، ويكونوآ بذلك قد كسبوآ عمرآ إضافيآ في كرسي الحكم وهو غايتهم الرئيسةإذ ربما .ربما يحققون بعدهم الأيديولوجي ويباشروآ أكثر في تعميق مفاهيمهم عنوةً وإقتدارآ في ذهنية المواطن . - سيسعون بذلك إلى فصل دارفور بإعتبارها المهدد الأكبر لوجودهم ، هذآ بعلى فكرهم ونزعتهم العنصرية ومحاولتهم تركيز جهودهم في السيطرة التامة علعلى الوسط وإغداق قبضتهم على رقاب الناس ببعد جديد ألا وهو البعد الثقافي ليعودآ مرة أخرى إلى شعار ( بوتقة الإنصهار ) حيث ستبرز إلى السطح نعرات جهوية أخرى طاحنة في كل من شرق وجنوب وسط السودان . ب:- أن يفشل السائحون هؤلاء نتيجة للعمق المفاهيمي للثورة وهذآ كله يترتب على على مدى إلمام الناشط الشعبي بحقيقة الصراع الدائر الآن ومدى إنضباطه وقناعته بالمبادئ الأساسية االتي قامت من أجلها أيضآ مدى وعيه بطرائق تفكير خصمه وما يخطط له ، وما الذي يضمره النظام من تكنيكات ، وذلك بالدراسة المتعمة في تاريخهم وإرثهم الذي يستمدون منه طاقة حل وسفح المواطن من ثم تبرير غاياتهم تلك وتغبيشهم على الناظر أو المراقب الحصيف . لكن !! ماذآ إن لم يحدث أي من السيناريوهات السابقة ؟؟ للإجابة على هذا السؤال بالربط بين الأحداث التي تلاحقت مع قيام الثورة ، نلاحظ وجود مذكرة داخلية لقائمة ال31 ، والتي تضم أبرز قيادات في الحركة الإسلامية ، هذآ فضلآ عن وجود رابط مابين هؤلاء والسائحون الذين تم الإشارة إليهم ، يكمن هذآ الرابط في وجود النظامي ،( ود إبراهيم) وهو برتبة عليآ في الجيش ومتهم في المحاولة الإنقلابية الأخيرة . رغم إنه الأن يتنعم بإ متيازات النظام من على القرب ،،، كيف يٌعقل هذآ ، وشهداء رمضان قد تم إعدامهم في سيناريو ليس ببعيد عن الأذهان ! إنه من البديهيات بمكان أن نستبن شكل التآمر الذي يدور على ذهنية المواطن السوداني ، وتكنيك مستبق من قبل النظام أيضآ في سبق الوعي الثوري بحيث تصبح لديه ورقة رابحة يستخدمها فيمآ بعد . فالنظام يعلم تمامآ ومنذ سنوات أن هناك مطالبة شعبية لايمكنهم إيفائهآ وأن هناك غضب متنامي تجاه من هم في السلطة ، كذلك فهم يعلمون تمام العلم أن التيار المنادي بإسقاط النظام في تنامي وإزدياد قد يهدد وجودهم والسلطوي والأيديولوجي كذلك . فنراهم قد صاغوآ هذه المسرحية بغية هذا اليوم الذي يخرج إلينا فيه الطيب مصطفى ( الخال الرئاسي ) ، ونراهم قد أعدوآ عدتهم الإستباقية تلك ، وشكلو مسرحية أخرى بمذكرة ال31 أخ . كيف يمكن أن نقرأ هذه المؤامرة : وفق ما تم ذكره من تاريخ حفل الإسلاميون فيه بتاريخ يشهد لهم تحايلهم وتلونهم المستمر وتغبيشهم للحقائق وإرادة شعوبهم ،، هاهم الآن يؤكدون ذلك مرة أخرى . كيف ؟؟ الأفعى كما هو معلوم تغير جلدها بين فينة وأخرى ، وذلك لأحد الأسباب الموضوعية : 1- لم يعد جلد الأفعى مرنآ بحيث يحقق لها سلاسة وإنسيابية في الحركة بالتالي يعني فنائها نتيجة ضعفه تكنيكاتها الإستراتيجية في الإنقضاض على الفريسة ( الشعب ) . 2- عندما يشيخ جلدها ويصبع عصيآ عليها تحمله هي نفسها ، ستسعى للتغيير الشكلي ، في نمط تطوري وفق ميكانيزم التماهي والإندماج . كذلك الإنقاذيين الآن يمرون بهذه المرحلة ( مرحلة التفسخ ) ، نفس الأفعى لكن بشكل جديد . يسندها بذلك مسرحية أخرى تلوح في الأفق فصولها . فربما سيتم فبركة إطاحة داخلية بالنظام من قبل الإصلاحيين الجدد وهو أمر ليس بالجديد البتة ولهم إرث في ذلك ، يشاركم الصادق المهدي وربما الترابي عراب الحركة الإسلامية ، لا ريب فهي تمثل له أيضآ مكاسب إيديوولوجية على المدى البعيد تضمن بقاء حزبه قريبآ من دوائر السلطة ، وجميعهم متورطون كذلك بشكل أو بآخر فيما وصلت إليه البلاد ، وكذلك هم هؤلاء حلفاء الفشل ، فجميعهم قد أحس ببعد الشقة بينه وبين الجماهير وان أحزابهم الكبييرة تلك قد فقدت مصداقيتها الفكرية أمام الشعب السوداني ،وما إنخراطهم هذآ مع أتون التحرك المكثف بين التيارات الإخوانية اليوم إلا لإضفاء الشرعية وتكملة فصولها وهم يبرعون في ذلك تمامآ ، فتارة يطالعونآ بمذكرات إصلاحية ، وتارة يحبطون من إرادة الجماهير المتطلعة إلى التغيير بنهم ، بل تعدى الأمر لأكثر من ذلك في مواقفهم التخذيلية الأخيرة في محاولة لتثبيط الهمم والعزائم . في الستار الأول ربما يتم فبركة صراع عسكري وتلاحم بالذخيرة الحية ، لكنه مستهدف لتصفية قيادات الجيش المنحازة إلى الإرادة الشعبية ، وإسكات بعض القيادات المتذبذبة ألئك الذين هم الأن خارج السودان ، في إجازة إجبارية في كل من الصين وماليزيآ ومصر . ما أن يرفع الستار حتى يبدوآ لنا السائحون بأنهم إنتصروآ عسكريآ وحققوآ تميزآ نوعيآ في الثورة ، وهنا يسدل الستار ، ليبدأ فصل جديد في التغوول على الثورة ، وكسب حلفاء براغماتيين . ثم ينفذ ال31 دورهم الذي رسمه لهم قطاع التخطيط الإترتيجي في الحزب ،، ويرحل عمر البشير إلى المدينةالمنورة متلذآ بأمواله التي لايزال يكتنزها من أعوانه في السلطة ، فارآ من طائلة القانون والمحاسبة الدولية والمحلية . وما ذهابه المفترى هذآ إلى الحج ، إلا جس نبض أولي ، يرى فيه مدى تقبل الأسرة المالكة والمجتمع الدولي لهذآ الفعل !! ، حقآ ( من أين أتى هؤلاء ) . خلاصة القول ، إن موات الثورة يعني معاناة لامنتهية وواقع أسوأ مما قد حاق بالبلاد ربع قرن من الزمان ، من تشلي بائن وتهتك في النسيج المجتمعي و رفع إوار النزعاة العنصرية التي تفتك بالبلاد في كل حدب وصوب ، ويعني ايها القارئ العزيز ، إستمرار لآلة البطش والتنكيل هذه حتى لا يتبقى ما يُسمى في العرف الإنساني بالوطن . خطورة التقاعس الآن عن تأدية الدور المناط به إحداث الفعل الصحيح والبناء الديموقراطي السليم يترتب عليه آثار كارثية على المستويين ، القريب والمستوى البعيد . والأعمى الأعمق من ذلك حقآ . وبعد أن تبين جلينا للناظر الحصيف ، أن كُلفة بقاء النظام أو أي شكل أو ملمح من ملامح النظام أكثر كلفة من ذهابه ، مهما كلفنا ذلك من تضحيات . أصبحت الثورة الآن في منطقة اللاَ رجوع .