الخميس 24 فبراير 2011م …..قابلت أمس أشرف والطاهر بعد خروجهما من سجن كوبر وبعد أن أكملا عاماً كاملاً، كعقوبة مقررة حيث كانت العقوبة مدتها سنتين ولكن حكم محكمة الاستئناف خفضها لعام واحد!!!!!!. زرت أسرتيهما، وهنأتهما بخروجهما من سجن كوبر!!!!!!!!. قابلتني والدة أشرف بابتسامة عريضة، وقد تهللت أساريرها، وبدت أمارات الفرح تشع من وجهها، وحّمدت ألله كثيراً وأثنت عليه، بعد المعاناة التي تكبدتها في غيابه!!!!!!. حضنتني وسالت دموعها وقالت لي، أن فرحتها لن تكتمل إلا بخروج أبوذر من السجن!!!!!!!. قابلتُ، أشرف بعد أن عاد من السوق لجلب بعض الاحتياجات، حياني، بنبرات حزينة، وتحسر على فراقه لأبوذر!!!!!!، وقال إنه تجنب وداع أبوذر حتى لا تخونه دموعه، ورغم تحاشيه له، إلا أن دموعهما، انهمرت أنهاراً!!!!!!، وأضاف، رغم أنني أعلم، بأنني لن أنقطع عنه، وسوف أزوره بصورة منتظمة بالسجن ولكن لحظات الوداع مريرة!!!!!!. قال أشرف، أن أبوذر برئ، ولا يستحق أن يسُجن يوماً واحداً!!!!!!!، وأنهم جميعاً، قد تم اتهامهم ظلماً، وبتدبير وإيعاز من جهاز الأمن، لتصفيات خلافات معهم!!!!!. عرفت من حديثه، أن السجن لم يزده إلا إصراراً على إصرار، وأن الملف ما زال مفتوحاً ولن ينطوى!!!!!!!. أبدى أشرف دهشتة الشديدة، من غلاء الأسعار، وقال، رغم أنه تابع ما يدور حول غلاء الأسعار بالسجن، ولكنه، اليوم تفأجأ، ولم يتصوره إلى هذه الدرجة!!!!!!!. وأضاف، رغم أن الأسعار بالسجن تعتبر فاحشة، ولكن بالمقارنة فإن الأسعار بالخارج جنونية، وإن الأوضاع قد تفاقمت ووصلت حد الماسأة!!!!!!. زرت أسرة (الطاهر)، وأستقبلتني زوجته بفرح مختلط بالحزن، وذلك لأن ابنتها الوحيدة، رفضت أن يحملها والدها (الطاهر) أو يتحدث إليها!!!!!، وطمأنتها بدوري، أن ذلك وارد الحدوث نتيجة لغياب والدها، ولكنها سرعان ما ستتعود عليه، ولن ترضى لأحد غيره أن يحملها أويتحدث إليها!!!!!!!!. دخل علينا، الطاهر، وقد تهللت أساريره، ولكنه أبدي قلقاً كبيراً على صحة أبوذر، وأسهب في شرحه للوضع الصحي!!!!!، وتمني لو سُمح لأبوذر بمباشرة علاجه بالخارج!!!!!!. كما أبدى أسفه، للبلاغات التي فتُحت حديثاً من جهاز الأمن ضد أبوذر والتي ما زالت تنتظر انتهاء فترة عقوبته، ومن ثّم سيدخله جهاز الأمن في دوامة من القضايا التي لا تنتهي، بسبب المقالات التي كتبها أبوذر!!!!!!!!، وأشار الطاهر، إلى أن ذلك استهداف شخصي من جهاز الأمن لأبوذر وأن نيتهم بأن يقضي أبوذر خمسة أعوام أخرى بالسجن!!!!!!!. أحسست أن أشرف والطاهر من خلال حديثهما عن أبوذر، أن ألم الفراق يعتصر قلبيهما، ولو كان الأمر متروكاً لهما، لما أبقياه خلفهما بسجن كوبر، ولكن، ليس كل ما يتمنى المرء يدركه!!!!!!، كما، شعرت بحزن وأسى بالغين في نبرات صوتيهما، حيث لم يخفيا قلقهما حول أوضاع أبوذر الصحية والأمنية والمستقبلية وغيرها!!!!!!!!. ذهبت بتفكيري، إلى أن الظلم قد أحاط بهم جميعاً، ولحقهم دون ذنب جنوه، وأن ما قضوه بسجن كوبر هو دليل دامغ للطغيان وللجبروت!!!!، وهو إثبات مادي لقمع حرية التعبير!!!!، وهو الخوف القاتل من الرأي والرأي الأخر!!!!!!، وهو القهر وتضييق الخناق على الحريات الاعلامية!!!!!، وهو إعلان الحرب على الصحافة وعلى الصحفيين!!!!!!، وهو شكل من أشكال التسلط والعدوان والاستبداد!!!!!، وهو الرعب والفزع من الحقيقة المجردة والفكر الحر!!!!!!، وهو التواري خلف أقنعة الزيف والخداع!!!!!!. وأن أشرف والطاهر وأبوذر قد قهروا بسجنهم قلاع الظلم وتيجان الفجور!!!!، وكشفوا حقيقةً لها وجه أخر مختلف!!!!!، ودمروا عنفوان الكذب والتزييف والخداع!!!!!، وكشفوا عن ظلمات ليل أسدل أهواءاً وأدواء!!!!!!. وقلت في نفسي، زعم الفرزدق ان سيقتل مربعاً، فأبشر بطول سلامة يا مربعا!!!!!!!.