سلمت إدارة سجن كوبر الاستاذ الصحفي أبوذر علي الأمين إلى نيابة أمن الدولة بالخرطوم أمس 3 يوليو ، بدلاً عن اخلاء سبيله ، اثر فتح جهاز الامن وأحد ضباطه بلاغات اخرى في مواجهته . وأودعت نيابة أمن الدولة أبوذر الحراسة لأجل غير مسمى . وقال نائب رئيس نيابة أمن الدولة لأحد محامي هيئة الدفاع أن أبوذر يواجه تهماً أخرى وأنهم سوف يقومون بتحويل البلاغات إلى المحكمة وأن التحري قد تم الانتهاء منه سابقاً ! وأكد محامو الدفاع انهم لا يعرفون بأمر التحري الذي تم ، كما لا يعرفون ، متى وأين وكيف ومن هو الذي باشر التحري ، وما هو المقال الذي بناءاً عليه قام جهاز الأمن بفتح البلاغ ، وما هي المواد التي تم توجيهها ضده في هذه البلاغات، ( إذ أننا لم نعلم بها سوى من إدارة سجن كوبر والتي أخطرت بها أبوذر الأسبوع الفائت) .! ومما يثير القلق، أن أبوذر نفسه لا يعرف أياً من مقالاته موضوع الدعوى الجديدة ، ومتى قامت النيابة بالتحري معه ، ولا يعلم متى سيتم تحويل البلاغات للمحكمة ، وما هي المحكمة التي ستتولى أمر البلاغات! وقال أحد محامي الدفاع لنائب رئيس النيابة : ( إذا كان هنالك بلاغ قمتم بالتحري فيه سابقاً، فلماذا انتظرتم سنتين كاملتين حتى بدأتم بتحريك الاجراءات القانونية فيه ؟ ولماذا لم تقدموه من حينها ؟! ) . وقالت الاستاذة منى بكري زوجة الاستاذ ابوذر الامين : ( كيف يعقل أن تتم محاكمة شخص واحد عن جرم مرتين ،هذا يتنافى مع المباديء والأسس القانونية ، ناهيك عن أنه ليس هنالك جرم أصلاً لتتم الإدانة فيه، ولكن لا توجد حرية رأي وتعبير ، ويوجد حجر على حرية الفكر والصحافة يتم عبرها تكييف كل الوسائل القانونية لتصب في مصلحة جهاز الأمن ) . وأضافت ( ما أعرفه أن ليل الظلم قصير وإن طال، وأن أبوذر في سجنه يفتخر بما كتبه من مقالات سيخلدها التاريخ بحروف من ذهب ، وليخسأ جلادوه الذين يتقلبون في جمر الخوف ولهيبه، فلم يفلحوا سوى في ايصال ان القانون لديهم وسيلة دنيئة يتخذونها ليكووا بها ظهور من خالفهم الرأي والفكر ، وانهم لا يعرفون شرف الخصومة) . وقالت : ( لقد احترم أبوذر قلمه ووفاه حقه ، ولا نامت أعين جلاديه الذين لا يعرفون سوى القهر والخسة ، وليتولانا الله برحمته وعونه نعم المولى ونعم النصير) .