بسم الله الرحمن الرحيم منتدى الصحافة والسياسة رقم (90) السودان ومحيطه العالمي مغزى الجوائز العالمية كلمة: الإمام الصادق المهدي 4 ديسمبر 2013م أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي السلام عليكم وأرحب بكم في داركم وأقول: لم أك قد سمعت بجائزة قوسي قبل اختياري هذا. قبلتها شاكراً لهذا التكريم الدولي، ومن أهم العوامل أنها بسمة في ظلمة سودان الأحزان، ولعله لهذا السبب تجاوب كثيرون مع هذا التكريم، فمنهم من صحبنا، ومنهم من استقبلنا بعد العودة، ومنهم من تناول الأمر بالتعليق المؤازر حتى أن الأخ محمد لطيف اقترح أن يكون لقاء الصحافة والسياسة هذا مخصص للحديث عن الجائزة ومغزاها ولكنني أقنعته أن يكون التناول أوسع لنخاطب حالة التخلف السوداني عن مستجدات في العالم، ووضع الجوائز في إطارها الواسع كجزء من بروز رأي عام عالمي يختار أشخاصاً بصفتهم مواطنين معطاءين لعالم تسوده قيم مادية ومعنوية جديدة، تقيم تماثيل معنوية لهؤلاء، وتتخذ منهم قدوة للأجيال. هذا بينما تسود السودان ثقافة قروية، صلته بالمفاهيم العالمية الجديدة أنه يخلق مشكلة لعالمه من حيث أن أكثر من ثلث ميزانية الأممالمتحدة تصرف لحفظ السلام في نكبات السودان. والمدهش أن هناك تيارات في السودان الآن تسعى لتكريس النظرة المنكفئة لسودان قروي. أولاً: وقبل أن أخوض في مستجدات العالم يهمني أن أتطرق لرؤى قديمة جعلت فقهاءنا كمحمد بن الحسن الشيباني يصنفون العالم بين دار السلام ودار الحرب، دار سلام تجوز فيها معاملة الإخاء ودار حرب تجب فيها معاملة العداء. ومن لوازم هذا التمييز ألا يقتل مسلم بكافر كما جاء في بيان الرابطة الشرعية، وطبعاً مع هذا التمييز ألا نبدأهم بالسلام وألا نبادلهم التهاني وهلم جرا. ولكن كما جاء في بيان هيئة شئون الأنصار هنالك فرق بين معاملة المستأمن والمعاهد والمحارب. وفي الأمر نص قرآني محكم قال تعالى: (كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)[1] وهؤلاء الأجانب الذين يعيشون معنا دخلوا بموجب معاهدات فهم معاهدون وفي أمرهم يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة توجب الوفاء بالعهود كما نصت الآية: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)[2]. الإسلام يعترف بالإنسانية من حيث هي: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)[3]. وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ثلاث الإيمان والكفر فيهن سواء: الوفاء بالعهد وأداء الأمانة وصلة الرحم". ومن أهم أسس المعاهدات الدولية الحالية: المعاملة بالمثل. أصحاب ذهنية التمييز هذه يعتقدون أن علة القتال في الإسلام هي الكفر أي اختلاف الملة، وهذا خطأ جسيم فعلة القتال في الإسلام هي العدوان كما جاء في قوله تعالى: (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)[4]. والإسلام يعترف بالتنوع الديني: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[5] والإسلام يعترف بالتنوع الثقافي قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)[6] والإسلام يمنع الإكراه في الدين نصوص الإسلام المحكمة تؤصل للإخاء الإنساني كأنما وضعت لاستقبال عالم اليوم الذي سوف نفصل مستجداته، ولا يعيب الإسلام أن بعض المسلمين يريدوننا أن نعلن حرباً شاملة على أصحاب الملل الأخرى، وأن نقطع علاقاتنا بالعالم ما دمنا لا نوفر لممثليهم حماية قانونية بل وأن نستعدى الدول الأخرى على من يعيش معهم من المسلمين علماً بأن ثلث مسلمي العالم يعيشون أقليات مع آخرين. لَنْ تَبْلُغَ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِه ثانياً: حول منظومة حقوق الإنسان بدءاً بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان ثم المعاهدات والمواثيق التالية له نمت هياكل حوكمة عالمية تتطرق لكافة جوانب حقوق الإنسان. صحيح أن على قمة هذه الحوكمة العالمية مجلس أمن تكوينه معيب لأنه خاضع لامتياز القوى المنتصرة في الحرب الأطلسية الثانية، ومنح حق النقض لأي قرار لخمسة دول جعل اختلافها المستمر المجلس مشلولاً ولكن إصلاح هذه العيوب في الأجندة الدولية. ولكن تكوين وأعمال المنظمات الدولية المتخصصة سليم كاليونسكو، والفاو، ومنظمة الصحة العالمية وغيرها. هذه المواثيق والمعاهدات والهيئات المتخصصة تتطلب من الدول الالتزام بما فيها ومراعاة مقاييس محددة في مجالاتها. وبالنسبة لحقوق الإنسان هنالك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي يتابع ما يجري في واقع الدول، وهناك مكتب يتابع المسؤولية عن حماية المدنيين، وضحايا الحروب، وهنالك محكمة العدل الدولية للفصل في خلافات الدول، والمحكمة الجنائية الدولية للمساءلة في أمر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهنالك المؤسسات المالية والتجارية، وكلها وجوه من وجوه الحوكمة العالمية التي لا تنفع معها النظرة القروية التي يتبعها بعض الناس في السودان، محتمين بخصوصية السيادة وبالخصوصية الثقافية، وهي لا تسمح بالتعدي على حقوق الإنسان فالسيادة هي سيادة الشعوب لا الحكومات. ثالثاً: وإلى جانب هذه المواثيق والهياكل انتشرت منظمات دولية غير حكومية لمحاربة الفقر، والفساد، وقياس مدى الالتزام بحقوق الإنسان، ومدى حرية التعبير، ومدى مراعاة سلامة البيئة في مشروعات التنمية، وكيفية التصرف في إيرادات الموارد الطبيعية. باختصار وبالإضافة للأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة توجد هيئات غيرها دولية غير حكومية تضع كل النشاط العام في البلدان تحت المجهر، وتصنف المحسنين والمسيئين. رابعاً: ثورة المعلومات والاتصالات صنعت سوقاً تجارية واستثمارية واحدة، هذه هي ظاهرة العولمة. العولمة كمرحلة متقدمة من الاتصال والتواصل العالمي ظاهرة حميدة. ولكن في ظروف العالم الواقعية أتاحت العولمة لقوى الهيمنة الدولية أن تتحكم في مصائر الدول الضعيفة. هذا هو الوجه غير الحميد من العولمة ما يفرض على القوى الواعية في الدول الفقيرة أن تتجاوب مع إيجابيات العولمة، وتحمي نفسها من سلبياتها. خامساً: مناخ الحوكمة العالمية، والعولمة، وبروز رأي عام عالمي، عوامل أفرزت هيئات كثيرة معنية بتصنيف وتقييم أنشطة الأداء الإنساني في كافة المجالات، وعبر هيئات غير حكومية صار هؤلاء يمنحون بعض الناس جوائز وهي في جملتها لا تقل عن ثلاثين جائزة باسم السلام. المؤسف أن بلادنا السودان في كافة مقاييس الحوكمة الرشيدة تحتل مركزاً متدنياً، والمدهش أن صناع القرار في السودان لا يعبأون بهذه التصنيفات ويعتبرونها وسائل تستخدمها الدول المهيمنة لممارسة الهيمنة الفكرية والثقافية. صحيح أن كثيراً من هذه الأنشطة ملغومة. ولكن كثيراً منها ليست كذلك بل تضع الدول المهيمنة نفسها في خانة متدنية في مجالات الشفافية وحرية الرأي وغيرها. لا شك أن أي عمل إنساني يتأثر برؤى صاحبه وبمصالحه. على أية حال، لا اعتقد أن وضع السودان في خانة متدنية من حيث حقوق الإنسان، والحريات، والفساد فيه عدم دقة بل هو واقع الحال. سادساً: ظاهرة اختيار بعض السودانيين لجوائز دولية ظاهرة جديدة أرجو أن نحصي أعدادهم ونقدر عطاءهم في المجالات المختلفة. ونقدمهم كنماذج للقدوة، ولا اعتقد حتى الآن أن الذين نالوا تكريما دولياً من السودانيين والسودانيات قد نالوا تكريماً بغير استحقاق. وأرى أن نحصي أسماءهم وأسباب تكريمهم بل وأن نغرس أسماء السودانيين المبرزين في كافة المجالات كمعجم أسماء لنوابغ السودان. إن هذا المنتدى يكون قد حقق مصلحة للبلاد إذا ساهم في إبطال النظرة القروية المنكفئة، وزاد وعي الرأي العام السوداني بالحوكمة العالمية، والعولمة، ووظيفة منح الجوائز في بناء تماثيل معنوية للقدوة. إن إخفاق السودان في حل مشاكله قد جر إليه 47 قرار مجلس أمن جلها تحت البند السابع وأكثر من ثلاثين ألف جندي أجنبي لحفظ السلام، وجعل ثلث سكانه يعيشون عالة على الإغاثات الخارجية، أي أن السودان اليوم يمثل مشكلة للحوكمة العالمية. في هذه الظلمات المتراكمة فإن أية جائزة لمواطن سوداني في أي مجال من مجالات العطاء ينبغي أن تعتبر قطرة غيث يرجى أن تبشر بغيث ينهمر: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! [1] سورة المائدة الآية (54) [2] سورة الإسراء الآية (34) [3] سورة الإسراء الآية (70) [4] سورة التوبة الآية (13) [5] سورة البقرة الآية (62) [6] سورة الروم الآية (22). كلمة رباح الصادق المهدى فى منتدى الصحافة والسياسة (حريات) بسم الله الرحمن الرحيم منتدى الصحافة والسياسة 4 ديسمبر 2013م السودان ومحيطه العالمي، مغزى الجوائز العالمية بالتركيز على تكريم قوسي للإمام الصادق المهدي ومشاركة الوفد المرافق له رباح الصادق مقدمة: هنالك العديد من الجهات التي تمنح الجوائز التي تقدر التميز إما بمنح ميداليات فقط أو ميداليات ومنح مالية، ولعل أهمها النوبل (النوبل للسلام تمنح من النرويج، وبقية حقوق النوبل في الطب والفيزياء والأدب والاقتصاد تعطى من السويد). لعل من أهم الجوائز السودانية جائزة الطيب صالح للإبداع التي صارت تستقطب أعدادا متزايدة من الأدباء في الإقليم، ومن سخرية الأقدار أن الطيب صالح الذي تم تتويجه ك"عبقري الأدب العربي". وفي عام 2001 تم الاعتراف به من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب "الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين"، لم ينل جائزة نوبل مثلا التي نالها معاصراه في القارة الأفريقية الأديب المصري نجيب محفوظ 1988، والأديب النيجري وول سوينكا 1986م. وكان الاعتراف بالطيب وعبقريته يتعدى كثيرون ممن نالوا النوبل في الآداب في العالم. النوبل بالأصل قائمة على تحيز ثقافي غربي. وهذا واضح جدا في التبادل الساخن بين وول سوينكا النيجري الحائز على النوبل وعلي مزروعي قبل سنوات، فمجهودات علي مزروعي الثقافية والتنويرية في القارة الأفريقية لا تضاهى وثقل أفكاره موجود في كل دول القارة وحينما تطأ قدما مزروعي دولة ما تفتح أذهانها للأفكار وتبدأ تشغل آلة عقلها، ولكن مزروعي مسلم غير ناقم على الحضارة الإسلامية ينظر إليها بعين من العطف والموضوعية ولهذا لم ينل النوبل. ولهذا نال محفوظ النوبل على (أولاد حارتنا)، وهكذا. ويدل على تحيزها القسمة الضيزى للعالم العربي والإسلامي، وللسود داخل أمريكا والأفارقة: فمن بين 876 فائز بالنوبل هناك فقط عشرة مسلمون وعرب، وعشرة أفارقة و4 من السود الأمريكان! بالطبع فإن جوائز التميز كثير لا تكاد تحصى، ففي أمريكا مثلاً هناك جائزة بوليتزر للتميز الصحفي، وهناك عشرات الجهات التي تمنح جوائز للسلام. كما أن للمنظمة الدولية وأفرعها المختلفة جوائز تعطى لتشجيع التميز في المجالات المختلفة، مثلا ميدالية السلام للعالم الثالث المقدمة من الأممالمتحدة، وجائزة اليونسكو لثقافة السلام، وجائزة الأممالمتحدة لمجتمع كوينزلاند. كما أن هناك جوائز إقليمية لعل أهمها جائزة الملك فيصل ، وجائزة مو إبراهيم للقيادة الرشيدة. وللأسف فإن حظ السودان في مجمله قليل جداً في الحصول على الجوائز العالمية نسبة للتميز الذي يظهره السودانيون لدى أدائهم ضمن الفرق متعددة الجنسيات، ولعل ذلك يرجع لأسباب عديدة منها: ضعف الإعلام السوداني مما ينعكس على ضعف تسويق الشخصيات السودانية المبرزة في مختلف المجالات مما يلفت إليها الانتباه على الصعيد الإقليمي والدولي والانتباه هو الخطوة الأولى للتقديم للترشيح. تفشي الذهنية الجماعية التي ترفض التميز الفردي ويعزوها البعض لمذمة أسوأ وهي الحسد. وهذا يجعل فكرة الاحتفاء بالتميز للشخص ممقوتة إلا لدى وفاته (الله ما جاب يوم شكرك) ويناقض فكرة تسويق الأحياء ودفعهم لحصد الميداليات ونيل الأوسمة. الضغط الكبير من المجتمع السوداني في شكل التزامات اجتماعية صارمة في الأفراح والأتراح يقلل مساحة التحرك الفردي المتاح للتميز في المجالات المختلفة. وضعية الهامشية المتعددة التي أشار لها من قبل بروفسر علي مزروعي باعتبار السودان هامش العرب وهامش أفريقيا وهامش العالم الإسلامي. السودانيون بناء على تجارب وضيئة في القرن الماضي يعتبرون العكس ولكن الواقع أن إقليمه مع تدهور وضعه الجيوبولوتيكي صار ينظر إليه بخلفية من تلك الهامشية. ولذلك نجد أن جائزة الملك فيصل والتي كرمت منذ إنشائها سنة 1979م 229 شخصية من بينهم 34 مصرياً لم تكرم سوى أربعة سودانيين هم: 1. الدكتور الصديق محمد الامين الضرير، سوداني. 1990 2. الدكتور عبد الله الطيب، الأدب العربي، 2000م 3. عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، خدمة الإسلام، 2004م 4. الأستاذ الدكتور عز الدين عمرو موسى، الدراسات الإسلامية، 2003م وجائزة مو إبراهيم التي أنشأها بريطاني من أصل سوداني لتكريم روساء الدول أو الحكومات من الأفارقة ذوي الحُكم الرشيد، لم تكرم ولا سوداني واحد، لأنها تشترط أن يكون الأداء المكرم عليه حديث وهذا ما لم يحدث في السودان منذ ربع قرن. ونجد أن أداء السودانيين أفضل في مجالات كالصحافة، فالأستاذة آمال عباس حصلت على جائزة الشجاعة الصحفية من منظمة الإعلاميات الدولية مقرّها في واشنطون، 2001م، وفي 2005م فاز الأستاذ محجوب محمد صالح بجائزة «القلم الذهبي» من قبل الجمعية العالمية للصحف. وفي 2011م، فاز الأستاذان الحاج وراق وعبد المنعم سليمان عن صحيفة (حريات) بجائزة القلم العالمية، وهذا العام فاز الأستاذ فيصل محمد صالح، بجائزة بيتر ماكلر للشجاعة والنزاهة في مهنة الصحافة. ولكن الجوائز الأكبر مثل النوبل والبوليتزر لا تزال مغلقة أمامهم. ويعد نيل الإمام الصادق المهدي بجائزة قوسي هذا العام حدثاً له مغزاه نظراً لبعد الجائزة من مدانا الحضاري، ولثقل الشخصية المختارة في المجتمع السوداني. تعريف بجائزة قوسي للسلام: جائزة قوسي للسلام هي جائزة عالمية مقرها الفلبين للاعتراف بالتميز في مجالات تحقيق السلام واحترام الحياة والكرامة الإنسانية، تشرف عليها مؤسسة قوسي وهي منظمة مقرها مانيلا تعمل في مجال العمل الإنساني وسط المجتمعات الفقيرة في الفلبين أنشأها رئيس مجلس الإدارة باري قوسي في 2003م. وبدأت بمنح الجائزة سنويا منذ العام 2002م في الأربعاء الأخير من شهر نوفمبر، وأعلن الرئيس الفلبيني ذلك اليوم (يوم جائز قوسي للسلام للصداقة الدولية). ومن الأشياء اللافتة في الجائزة أنها بخلاف النوبل لا تتخذ موقفا عدائيا من الدين، وتفتتح مناشطها بصلوات مسيحية ودعوات إسلامية، أو على الأقل هذا ما حدث هذا العام. بدأت الجائزة في 2002 بتكريم خمسة أربعة منهم فلبينيين أي بواقع 80% وواحد أمريكي هو السينمائي أنطوني كوين، وفي العام التالي 2003 كرمت 14 تسعة منهم فلبينيون أي بواقع نحو 64%، ومع مر الزمان قلت نسبة الفلبينيين المكرمين وانفتحت الجائزة عالميا وإقليميا بشكل أفضل، كرمت الجائزة حتى 2012 163 شخصية عدد العرب والأفارقة فيها قليل جدا، وفي هذا العام كان هناك انفتاح أكبر حيث تم تكريم 17 شخصية واحدة فقط من الفلبين أي بنسبة حوالي 6%. والمكرمون هذا العام هم: 1) البروفسر عبد المجيد عمراني، الجزائر، في مجال الفلسفة، اشتهر بأبحاثه الفلسفية حول مختلف الحضارات في العالم ، بما في ذلك تأثيرها على الحوار بين الأديان والتعايش والسلام. 2) بروفسر راؤول أ. فيلير، بلجيكا، مجال العلوم والتكنلوجيا، أستاذ ومحاضر و كاتب في الانعكاسات الفلسفية على العلوم والتكنولوجيا من أجل فهم أفضل للبشرية ، و كوكب الأرض والكون . 3) السيدة كاترين دوبي أتوكي، نيجيريا، مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، عملت لتأمين السلام من خلال احترام حقوق الإنسان. 4) الرئيس السابق أرنولد روتيل، جمهورية إستونيا، مجال رجل الدولة، دافع عن سيادة استونيا في الاتحاد السوفياتي السابق ، ولعب دورا هاما في توحيد شعبه و القوى السياسية في نضالهم من أجل الاستقلال. 5) الرئيس راجكيسور بورياغ، موريشيوس، رجل الدولة، محامي ، له حياة سياسية غنية جدا ، بعد أن خدم بلاده كعضو و رئيس الجمعية الوطنية واحتل مختلف الحقائب الوزارية ، وهي الضمان الاجتماعي ، والصحة ، والتخطيط الاقتصادي ، المعلومات والاتصالات فضلا عن كونه نائب رئيس الوزراء و وزير الشؤون الخارجية . 6) الرئيس السابق ، البروفسر إميل كونستانتينسكو، جمهورية رومانيا، الحنكة والأكاديميا، خلال ولايته الرئاسية اشتركت رومانيا في عملية واسعة النطاق للإصلاح في مجالات الاقتصاد والعدالة و الإدارة. كانت لديه مهنة مرموقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ، وخاصة في مجال الجيولوجيا . افتتح طريق رومانيا نحو حلف شمال الاطلسي و الاتحاد الاوروبي وأسس منتدى الديمقراطيات الجديدة. 7) المعمارية يولاندا د. رييس، جمهورية الفلبين، العمارة و الأكاديميا، مهندسة معمارية حائزة على عدة جوائز وتولت مناصب متنوعة تتعلق بالتعليم المعماري، والمنظمات المحلية والإقليمية والعالمية المهنية و الممارسة للمهنة، لديها مشروعات محلية ودولية ناجحة. 8) صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل آل سعود، المملكة العربية السعودية، الخدمات الاجتماعية و النزعة الإنسانية، رئيس مؤسسة الفكر العربي. 9) دكتور قلين ت. مارتن (الولايات المتحدةالأمريكية) فلسفة تحرير الإنسان، رئيس جمعية البرلمان الدولي؛ محاضر و كاتب حول الأسس الفلسفية للقانون الديمقراطي للعالم ، وفلسفة الدين ، ودراسات السلام . 10) بروفسر ايغور آي كوندراشن ، روسيا، الفلسفة العلمية، مؤسس و رئيس المنتدى العالمي الفلسفي . أسس برنامج التعليم العالمي WPF. 11) السيد. مالك الجندلي، سوريا، الفنون ( الملحن و عازف البيانو ) والنزعة الإنسانية، حائز على جائزة الفنان العالمي ، ناشط مكرس لحقوق الإنسان. قام بترتيب أقدم تدوين موسيقى في العالم وعقد العديد من الحفلات لفائدة جمع الأموال لأطفال اللاجئين السوريين . 12) السفير دكتور أورهان قوفينين، تركيا، الاقتصاد و البحوث الاستراتيجية والدبلوماسية، السفير السابق لتركيا في منظمة التعاون والتنمية؛ المسئول سابقا بمعهد اليونسكو للإحصاء ؛ رئيس مجلس إدارة بنك التنمية أوروبا؛ أول مواطن تركي انتخب برتبة وزير في المنظمات الدولية . 13) أبو بكر عبد الله سنغور، غامبيا، حقوق الإنسان الدولية والنشاط الإنساني، عميد كلية القانون، جامعة غامبيا ؛ محاضر في مجال حقوق الإنسان ، والحكم ، والقانون الدولي ، والعملية الانتخابية، والسلام والصراع والدراسات الإسلامية. وزير معين حديثا للشؤون الخارجية في غامبيا. 14) السيد جيروم بيند، فرنسا، في الأدب، الكاتب ، والنائب السابق مساعد المدير العام لليونسكو ، وعضو في نادي روما وعضو و زميل الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم . 15) رئيس الوزراء السابق الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي، السودان، رجل الدولة، كرس حياته لاستعادة السلام الشامل والديمقراطية الحقيقية في السودان، ولحل الجدلية بين الحداثة الإحياء الديني في العالم الإسلامي. 16) السيد فرحات مهني، الجزائر، حقوق السكان الأصليين ( من أجل استقلال شعب البربر بالجزائر). رئيس أنافاد، الحكومة المؤقتة للقبائل في المنفى. كمغني ملتزم وناشط متعطش لحقوق الإنسان والديمقراطية ، وزعيم الحركة الثقافية البربرية 1980-2001 . 17) أبو الحسن محمد نعمان، بنغلاديش، التخفيف من وطأة الفقر و النزعة الإنسانية، مؤسس والأمين العام لمنظمة تنمية الريف الفقير – DORP . رئيس مجلس التنسيق لحقوق الإنسان في بنغلاديش ( CCHRB ) و النائب الأول لرئيس اتحاد المنظمات غير الحكومية في بنغلاديش ( FNB ) ؛ الأمين العام ومؤسس شبكة فيشر الجماعة الشعبية الساحلية ( COFCON )، رئيس حركة الصحة الشعبية – PHM . ولهذا العام هي المرة الأولى يتم تكريم أشخاص من: السودان، سوريا، الجزائر، ونيجريا. ويبدو واضحاً أن انفتاح الجائزة عالمياً تمدد أكثر عربيا، ففي العام الماضي (2012م) كانت المرة الأولى التي يتم فيها تكريم عربيين هما الشيخة حصة بنت سعد العبد الله السالم الصباح، الكويت، ونصير شمة، العراق. مشاركتنا في مانيلا غادر وفدنا المكون من 32 شخصاً إضافة للحبيب الإمام الصادق المهدي، من شخصيات قومية وشخصيات من كيان الأنصار وحزب الأمة، والمكتب الخاص للحبيب الإمام الصادق المهدي، ومناديب فضائيتي النيل الأزرق والشروق، وذلك عصر الأحد 24 نوفمبر متجهاً للعاصمة الفلبينية مانيلا، ووصل مساء الاثنين 25 نوفمبر في رحلة مرهقة، وبرغم ذلك شارك الوفد في أول فعاليات جائزة قوسي لهذا العام والتي ابتدرت بمؤتمر صحفي انعقد في فندق بننسيولا مانيلا الذي تقيم فيه غالبية وفود الجائزة. وفوجيء الوفد المرهق يومها بأن طعام العشاء حينها كان مقدماً من قبل الجالية السودانية بالفلبين التي أطعمت كل وفود الجائزة والإعلاميين المحتشدين في المؤتمر الصحفي، وحينما أعلنت ذلك السيدة قوسي شعروا برفعة الرأس، أن السودانيين وبرغم تراجع حالهم الرسمي وسوء أوضاعهم ورداءة حكومتهم إلا أنهم حيثما حلوا يلتفون حول اسم الوطن ورفعته. وتحدث أحد الطلاب باسم الجالية وهو محمد الحبيب الذي عبر بلغة حميمة عن غبطتهم بتكريم شخصية سودانية هي الإمام الصادق المهدي، فتنادوا وهم ليسوا أنصاراً ولا حزب أمة ولكن جمعهم السودان. وفي المؤتمر الصحفي تحدث كل المكرمين عن رؤاهم لكيفية سعيهم لتحقيق السلام. وحينما جاء دور الإمام الصادق المهدي، كان قد أعد كلمة طويلة من تسع صفحات باللغة الإنجليزية هي التي نشرت بالصحف والمواقع الإلكترونية من ترجمة الدكتور عبد الرحمن الغالي للغة العربية، لكن الوقت المتاح ما كان يسمح بتلاوتها كلها، فارتجل كلمة كانت من القلب ابتدرها بتعزية الشعب الفلبيني جراء إعصار التايفون الذي خلّف آلاف الضحايا، وكان الأول الذي يذكر ذلك الحدث الرهيب مما جعل كثيرين بعده من المتحدثين يحذون حذوه بالمبادرة بذكر التايفون، كما تحدث عن ضرورة الديمقراطية المتوازنة والعدل الاجتماعي داخل البلدان، وحقوق الإنسان والعدالة عالميا معتبرا أن حقوق الإنسان هي الأرضية المشتركة الوحيدة بين الحضارات والأديان، وتحدث عن ضرورة مصالحة المسلمين فيما بينهم ومع العصر ومع الآخر الملي والدولي، وأخيراً عن ضرورة تحقيق السلام العادل الشامل والديمقراطية في بلاده السودان. وكانت كلماته شادة للحضور لذلك ما فتيء رئيس المؤتمر السيد باري قوسي يتابعها باهتمام ثم صاح صيحة إعجاب بانتهائها الشيء الذي لم يفعله مع كلمة أخرى. وتمنى البروفسر الجزائري عبد المجيد عمراني في كلمته بعد الإمام أن يكون الجمع القادم (في أم درمان). وفي الثلاثاء 26 نوفمبر نظمت مؤسسة قوسي للوفد زيارة إلى منتزه (ريزال بارك) والمقام فيه نصب تذكاري لأحد أبطال الفلبين، وهناك تم إطلاق الرصاص وعزفت الموسيقى العسكرية، وجرت عروض عسكرية من البحرية الفلبينية قبل أن يتم التقاط صور للمكرمين وللوفود معهم أمام نصب ريزال. وبعد ذلك تم التوجه إلى جامعة كاثوليكية عريقة أسست عام 1611م تعتبر من أعرق جامعات الفلبين، وتوجهت الوفود بعدها إلى مدرسة (أطفال الشوارع) أي اللقطاء الذين يتم هناك تأهيلهم وتعليمهم حتى يواجهوا الحياة كعمال مهرة في مختلف المجالات، وفي كلمته حيا المهدي الجهد الكبير الذي تقوم به المدرسة وكافة مجهودات محاربة الفقر باعتبار أن العدل الاجتماعي ضرورة قصوى للسلام، ولكنه علق على التسمية وطالب بتغييرها إلى (أبناء المجتمع) باعتبار أن نسبتهم إلى الشوارع سوف تجعلها وصمة تستمر معهم لذنب لم يرتكبوه. كما اطلعت الوفود بعدها على تجربة مميزة باستزراع السمك داخل مزارع مختلطة للخضر والفواكه وقد عبر القائمون عليها عن استعدادهم لتدريب سودانيين حول التجربة وكتابة دليل لنقلها، وكان المشرف على المزرعة المختلطة قال إن لديهم 3 الاف سمكة في جمع مع زراعة خضروات في فدانين ونصف. وعلق المهدي قائلاً: في السودان هناك حوالي الخرطوم وحدها حوالي 200 الف فدان صالحة للزراعة، لكن ملاكها يستخدمونها للمتعة والترفيه في شكل استراحات وزراعة محدودة فقط. هذه الأرض يمكن استغلالها للإنتاج. للأسف هذا لا يحدث الآن. وإدخال هذا المفهوم سيحدث نقلة في السودان. وفي كل أقاليم السودان هذه الفرصة موجودة. المزارع الموجودة فيها حمضيات وموز وجوافة فقط وفكرة زراعة الأسماك سوف تكون مفيدة. أما حفل التكريم الأساسي فقد كان مساء الأربعاء 27 نوفمبر في مركز الفلبين الدولي للمؤتمرات بمانيلا، وفيه تم توزيع جوائز التكريم وهي عبارة عن لوحات منحوتة سلمت لأصحابها كل على حدة يكرمه عدد من الأشخاص المرموقين. وقد شارك في ليلة التكريم السفير السوداني بماليزيا حيث لا توجد سفارة في الفلبين، كما حضر من أسرة المهدي عبد الرحمن الصادق من الخرطوم، وأحمد عبد الرحمن الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية. وفي تلك الأمسية أيضا فوجيء الوفد السوداني بفقرة أعدها ونفذها الطلاب السودانيون بمانيلا عبارة عن عرض موسيقي راقص، سبقته كلمة من الطالبة رئال الهادي التي أكدت أن السودان شعب متنوع الأعراق والثقافات وأن شبابه يتطلع لتحقيق السلام والاستقرار والديمقراطية وأنهم أعدوا عرضا يعكس تنوع بلادهم، وتقدم الفرقة فرعون أسود، ليؤكد الطلبة على الإرث السوداني النوبي القديم، ثم كان العرض المتنوع من الرقص الشعبي السوداني الذي نال رضا الوفد السوداني فشارك بعض أعضائه بالعرضة، وصفق الجميع، وكانت كل العروض المقدمة يومها بخلاف العرضين السوداني والنيجيري من الفن والفولكلور الفلبيني. كانت كلمة الإمام الصادق يومها مختصرة جدا من نقاطه الأربعة (الأولى أن السلام يمكن أن يتحقق في أي دولة وثمنه هو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ونتمنى أن يتحققان في كل مكان، الثانية حقيقة أن العالم صار بسبب التكنلوجيا والاقتصاد متحدا ولكنه على أية حال متنوع بسبب اختلاف الحضارات والأديان ويمكن التقارب بينها فقط طالما التزم الجميع بأجندة حقوق الإنسان، والثالثة أن الناس عموما لديهم نظرة خاطئة للإسلام، فالإسلام منذ 14 قرنا احتضن مبادئ حقوق الإنسان الخمسة وهي كرامة الإنسان والعدالة والحرية والمساواة والسلام وكل أفكار حقوق الإنسان تنبع من هذه المباديء. إنني قادم من بلاد تناضل الآن من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل والديمقراطية عبر وسائل سلمية عسى الله أن يساعدنا في ذلك، وأن نجتمع كلنا على صنع نظام عالمي أفضل نزيل فيه كل أسباب النزاع بين الناس على أسس من العدالة للجميع.). فكان الإمام الحبيب وهو يتحدث عن تطلع بلاده للديمقراطية من جهة والموسيقار السوري مالك الجندلي الذي حمل علم الثورة من جهة أخرى، ومع اختلاف في حدة التعبير، يعبران عن أشواق الانعتاق لدى شعوب باتت تنشد التحرر بحرارة لا تقبل كمون العقود الماضية. وفي يوم الخميس أعدت الجالية السودانية لقاء بالإمام الصادق المهدي والوفد المرافق له بجامعة آدمسون بمانيلا، وفيه قدم الطلاب السودانيون عرضا ضوئيا مختصرا لمسيرة السودان السياسية منذ القدم، وعبر الطالب محمد الحبيب المتحدث باسم الطلاب عن شوقهم للسودان وعن مدى غبطتهم لزيارة الوفد ولتكريم الإمام الصادق المهدي الذي رفع اسم البلاد عاليا، وتحدث الإمام عن سببي مجيئه لمانيلا لحضور التكريم والتعبير عما يراه السبيل الأفضل لتحقيق السلام داخل الدول وعالميا، ولملاقاة السودانيين هناك وتداول همومهم في الغربة خاصة مع عدم وجود تنظيم لهم وضرورة وجود شكل من اشكال التنظيم شاكرا الجالية على الحفاوة التي قابلوا بها الوفد يوم وصوله وفي ذلك اللقاء وذاكراً أنه ما استمع للفلبينيين إلا وهم يحمدون الوجود السوداني هناك ويصفونه بأفضل الصفات. وتحدث عن فحوى الرسالة الوطنية الحالية وضرورة تحقيق الأجندة الوطنية المتمثلة في السلام الشامل والعادل والتحول الديمقراطي الكامل، كما قدم تلخيصا لثلاثة من كتبه وهي (نحو مرجعية إسلامية متجددة)، و(المرأة وحقوقها الإسلامية والإنسانية)، و(أيها الجيل)، وقدم مكتبه هدية للطلاب هناك عبارة عن نسخة من كل كتاب إضافة لحقيبة مملوءة بالعديد من الكتب والكتيبات الصادرة عن مكتبه. وأقامت دائرة المهجر بحزب الأمة على يدي رئيسها المستشار البشرى عبد الحميد في ذلك اللقاء احتفالا بتخريج 12 من الطلاب والطالبات السودانيين هناك حيث تم تقديم شهادات تقديرية لكل واحد وواحدة منهم مصحوبة بهدية من مكتبة المهدي للطلاب المتخرجين. ولدى عودة الوفد تم لقاؤه باعضاء كيان الأنصار وحزب الأمة بالدوحة العاصمة القطرية في طريقه للخرطوم مساء الجمعة، وانتهى بالاستقبال الحاشد بالمطار ظهر السبت والذي حضره بضع مئات يحملون الأعلام ويكبرون في استقبال إمامهم فرحا للتكريم الذي ناله في تلك البلاد البعيدة.