[email protected] ملاحظة: من سياق العنوان يفهم بأنني سوف أكتب عن الدراما ، هذا ليس إختصاصي أنما أردت الحديث عن تصريحات بعض النافذين في الحركة الإسلامية المغادرين لمناصبهم . أستمعت كغيري من أبناء هذا الوطنالمغلوب على أمره، لتصريحات بعض القيادات الفاعلة في الحركة الإسلامية المغادرين لمناصبهم في إطار حركة التغييروالتعديل للأجهزة التنفيذية والتشريعية التي حدثت في الفترة الأخيرة، بداً بالنائب الأول لرئيس الجمهورية السابق السيد على عثمان طه في حواره التلفزيوني الأخير مع كبير حوارييالإنقاذ الصحفي أحمد البلال الطيب، مروراً برئيس البرلمان الجديد على مهمة لم يعّهدها في حياته ناهيك عن رئاستهلبرلمان بحجموطننا السودان، السيد الفاتح عزالدين ، إلى نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السابق نافع على نافع، وإنتهاءً برئيس تحريرصحيفة ألوان وصاحب قناة أمدرمان الفضائية الصحفي حسين خوجلي في برنامجه اليومي مع حسين؛ تلك الإعترافات الناقصة والمنقوصة أشبه ما تكون بدراما سودانية سيئة الإعداد والإخراج لصانعيها. يكاد المرء يحسدهم عليها لما لها من تداعيات ليس كما قبلها في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، لاتشفي قليل الذين ظلموا بطول البلاد وعرضها، لا تُسمن ولا تغنّي من جُوع، لكن في نفس الوقت أكدت أكذوبة مشروعهم الحضاري الفطّير الذي آتوا به في ليل بهيم في عشية الثلاثين من يونيو 1989م، لصياغة الشعب السوداني صياغة صحيحة، أسلمة أوجه المجتمع ، يا للآسف لم تفلح زراعتهم في إنبات الزرع الذي يعجب الزراع، لا حتى الضرع، بل حولت أرضه الطاهرة إلى صحراء جدباء، سراب يحسبه الظمآن ماء، تلك هي ماسآة مشروعكم الذيلم ينفع معه العويل والندم بعد . ما يهمنا هنا هوالعودة لتلكم التصريحات آياه لندقق فيها لماذا الآن بعد أربعة عقود حسوماً من التيه والضلال. يقول علي عثمان طه (أن البلد مهيأ من أي وقت مضى على الحوار، السودان لنا جمعياً والطريق للمستقبل يمر بإحترام الآخر والتدوال السلمي ومضى يقول مقدماً إعتذاره عن كل ما حلّ بالسودان والسودانيين من أخطاء وقصور وظلم طوال ربع القرن الأخير، تمهيداً للتراضي حول دستور جديد يرسخ الديمقراطية والحريات والعدالة الإجتماعية ومن ثمّ التوافق حول قانون جديد للإنتخابات)انتهي كلامه. (أسمع كلامك أصدقك أشوف عمايلك أستعجب) على رأي المثل المصري. كيف لنا أن نفهم ذلك يا شيخ علي؟ أنت من وأد الديمقراطية جهاراً نهاراً، لم ترعاك يا هداك الله لا خلق ولا دين،كنت مكلف من قبل زعيم الحركة الإسلامية بأن تدير البلاد في غيابه، أصبحت الحاكم بأمره،أخذت لك مكاناًقصياً في بنك الشمال تدير البلاد سراً يأيتك الحواريين فرادى وجماعات في ليالي الخرطوم المظلمة، آمناء السر، حماة العقيدة والوطن، كان بنك الشمال حينها أشبه بالكعبة يحُج إليها المهاجرين الجدد في دولة الإسلام الأستوائية كما يقول أستاذنا الصحفي الدكتورعبدالرحمن الأمين. كيف تنادي بالتدوال السلمي للسلطة؟ وأنت قضيت على الديمقراطية الوليدة وهي في عمرها الغض وهي تخطو خطواتها الأولى. كيف يكون البلد مهيأ للحوار من أي وقت مضى؟وأنت من نحرت الخدمة المدنية والمؤسسة العسكرية،الشرطة، والأجهزة الأمنية، بكشوفات الإحالة للصالح العام بجرة قلم قطعت أرزاق كثير من الأسر السودانية، شردت ألاف الموظفين والعسكريين المؤهلين، الذين خسرت الدولة عليهم ملايين الدولارات للتدريب والتأهيل الداخلي والخارجي، بحجة أنهم معوقين لتيار الثورة الجارف، في عملية إحلال أصحاب الكفاءة والنزاهة، بأصحاب الولاء الملتزمين بالمنهج الرباني المزعوم، الختم المطبوع في الجباه (إن خير من أستأجرت القوي الآمين) وقلادة أصحاب الفضيلة المعلقة على الصدور ( إنهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدىً) على هدى التمكين سائرين إلى يوم الدين . بعدما فات الاوان الليله جاى تعتذر أستأذن فناناً الشعبي عبدالوهاب الصادق وشاعر هذه الأغنية في أستخدام جزءً من مفرادتها في الرد ( علي عثمان طه ) بعد ايه، بعد فوات الآوان، ينفع الإعتذار لشعبنا الممكّون وصابر، بعد خراب مالطا أنت من كبار مهندسي مشروع الإخفاق الكبير. مزقت البلاد بتوقيعك على إتفاق نيفاشا، حتى تكتب عند رئيسا ومريديك بأن كنت عراب السلام وهادي الفتح الجديد، ياهداك الله كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ ، فصُل الجنوب في عهدكم هل هناك خزي وعار أكثر من هذا؟ ، بنيتم آمالكم على الإنفراد بحكم الشمال حتى تتخلصوا من التركة المثقلة وهي الجنوب، ظناً منكم بأن حكم الشمال أهون عليكم، لكن بعد عام واحد إكتشفتم حجم المصائب والمحنّ. كيف يسامحك الشعب السوداني على تقصيرك؟وأنت من جلبت عليه الويلات، بداً بنشر ثقافة القبلية، الجهوية، وتفشي ظاهرة النعرات العنصرية،التمييز على آساس اللون،الجنس، وكنت شاهداً، على من أصدر الأوامر، بإبادة شعبنا في دارفور الحبية، ظاهرة التهجير القسري، الإغتصابات الجماعية، نساء ورجال ، وكنت الخطيب المفوه في الملمات العامة حاساً أولئك النفر، بأن لا تؤخذهم رحمة في حرق دارفور، دكها على أهلها، إلى الحرب التي تدور رحاها الآن في جنوب كردفان،جنوب النيل الأزرق، وما يتعرض له شعوب تلك المناطق من حرق للقرى، قتل، تشريد حتى أنكم أوقفتم المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة،لتقديم الطعام للنازحين من الحرب، رفضتم كذلك تطعيم الأطفال من الأمراض المعّدية، رغم الإتفاق المبرم بينكم، والأمم المتحدة والأتحاد الإفريقي، هم يا سيدي أخوتكم في الوطن قبل أن يكونوا أخوتكم في الإنسانية. بلد فيها إنهيار إقتصادي حقيقي، بشهادات كثير من الخبراء الإقتصاديين المستقلين، كذلك تقارير المنظمات الدولية، دمار وخراب بطول البلاد وعرضها، جاي اليوم تتحدث عن دستور،وإنتخابات، دي يفهموها كيف يا أخواننا. أنتم حقاً تحتاجون إلى من يحولكم إلى مصحات عقلية بعد الخراب الذي الحقتموه بوطننا السودان. إنتهى إلى غير رجعة عصر الشعارات الجوفاء، التي لم تُطعم يوماً جائع، الخطابات الخشبية الممزوجة بالتدين الظاهري لم تعد تنفع الناس ، وحدها الحرية والديمقراطية الترياق لكل مشاكلنا هل تفهمون. - إنهض يا شعبي مثل طائر الفينيق من وسط الرماد .