تعرضت منطقتا دميك وكيقا الخيل والقرى المجاورة لهما لإنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان من قبل مليشيات الحكومة السودانية والجنجويد الذين جلبتهم من تشاد ومالي وليبيا وافريقيا الوسطى ليعيثوا في الأرض الفساد. الجدير بالذكر أنه تم تدريب هؤلاء المرتزقة في منطقة "فتاشة" جنوب غرب أم درمان وتم نقلهم الى الأبيض ومن ثم الى معسكرٍ لهم بمنطقة "مناقو" بجبال النوبة؛ وكانت الأوامر التي صدرت لهؤلاء من علي عثمان محمد طه النائب الاول السابق لعمر البشيرهي القتل الجماعي دون تمييز بين المسن والصغير، الرجال أو النساء، النهب والسلب وإغتنام كل ما يتحصلون عليه من الممتلكات أي على نهج مقولة مجرم الحرب أحمد محمد هارون: "أمسحو، قشو ما تجيبو حي". وفي منطقة دميك قامت المليشيات والجنجويد يوم الجمعة الموافق 20/12/2013 بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف صباحاً بهجوم بعدد 5 سيارات محملة بالسلاح على المواطنين العزل في قرية "مُجوك/التابا" التي تقع الى الشمال من المنطقة وقتلت في الحال المواطن عبد الوهاب ضحية أحمد الذي مات في الحال بعد أن أطلق النار على الجناة فقتل منهم أربعة وجرح ثمانية. وفي موقف بطولي آخر للدفاع عن النفس والعرض إستطاع أحد المواطنين قتل خمسة وجرح سبعة من المهاجمين. ولقد منعت المليشيات إسعاف الجرحى من أهل القرية أو نقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج أو دفن الجثث إلا بعد تدخل سلطات محلية الريف الشرقي (الجيش والشرطة) والتي أقنعتهم بصعوبة وتم نقلهم الى مستشفى كادقلي. الجدير بالذكر أن الجثث بقيت ملقاة في مكانها والجرحى بلا عناية منذ ساعة القتل والإصابة حتى الساعة السادسة مساءاً. كانت حجة المرتزقة في إرتكاب هذه الجرائم أو عدم التوقف عن الإنتهاكات اللاإنسانية، أنهم تلقوا ويتلقون الأوامر من "الله" ومن "علي عثمان محمد طه" شخصياً فليس هناك قوة تمنعهم أو توقفهم إلا هو!!. ولم يقتصر العنف على القتل الوحشي وإنما شمل حرق المنازل والمحاصيل الزراعية تنفيذاً لسياسة الحكومة في الإستمرار في سياسة "الأرض المحرقة" والإصرار على عملية الإبادة الجماعية للنوبة؛ فضلاً عن نهب ممتلكات المواطنين ومقتنياتهم فعلى سبيل المثال لا الحصر، نهبت وسلبت ممتلكات من منزل المواطن محمد فرج الله توتو. وما يدمي له القلب ويندي له الجبين، ما تقوم به هذه المليشيات والجنجويد من تهديدات سافرة لحياة النساء وإغتصابهن، الربط بالحبال والجلد بالسياط إذا لم يتحصلوا على ما يريدون منهن. وقد تم بالفعل إغتصاب مواطنة دينكاوية من جنوب السودان تسكن في "حلة برنو"، حيث تناوب على إغتصابها أكثر من 5 أفراد من الجنجويد الى أن فارقت الحياة من جراء هذه الفعلة الشنعاء مخلفة وراءها بنت يتيمة. وذكر شهود عيان أن هذه القوات تصول وتجول بأسلحتها وسط الأحياء نهاراً يبثون الرعب والهلع بين المواطنين. وقد أوقفوا إحدى النسوة أثناء تأديتها للصلاة طالبين منها إرشادهم الى مكان تواجد الفتيات وعندما رفضت تم ضربها بدبشك البندقية فوقعت مغمياً عليها وتم إغتصابها ونهب منزلها رغم كبر سنها. و في حادثة أخرى دخل خمسة من أفراد الجنجويد منزل إحدى النساء بينما بقي أربعة في الخارج للحراسة وطلبوا منها ان تحضر لهم "المريسة" فلما ذكرت أنها لا تعمل المريسة، اعتدوا عليها بالسب وجلدوها وحاولوا اغتصابها فصرخت صرخة عالية أدخلت فيهم الهلع والرعب ففروا أثناء تبادل النار مع رجال القرية الذين هبوا لنجدتها. وفي يوم السبت 21/12/2013 إجتمع قائد المليشيات والجنجويد بأعيان المنطقة هما محمد عمر (من البرنو) ومحمد حسن (من النوبة) وطلب منهما تسليم جواسيس الجبهة الثورية الموجودين في المنطقة. فعندما ذكرا الحقيقة بأنه لا يوجد من يتجسس لصالح الجبهة الثورية أو اية جهة، إتهمهما القائد بالتجسس وقام أفراد قواته بضرب الإثنين. ولما لم يجدي هذا التعذيب وجه القائد البندقية الى رأس محمد عمر وأمره بأن يدفع مبلغ 500 الف جنيهاً ومثل ذلك مع محمد حسن. فلما أخبراه أنهما لا يملكان المبلغ اغتاظ غضباً وأمسك برأسيهما كلٍ في يد وضرب الرأسين ببعضهما. أما في كل من قرى كيقا الخيل، كلدنق والجغيبة فلقد قام الطيران السوداني بالقصف العشوائي لهذه القرى يوم 12/12/2013 ممهداً الطريق للمليشيات والجنجويد للهجوم البري وحرق المنازل والمحاصيل الزراعية بقصد قتل وتجويع وترويع المواطنين الذين لاذوا بالفرار الى مناطق أخرى وقد اضحت جميع هذه المناطق الآن خالية من السكان. ومن المعلوم أنه لا توجد قوات للجبهة الثورية بهذه المناطق مما يؤكد نوايا حكومة الإنقاذ بإبادة النوبة في موطنهم إذ ليس هناك هدف عسكري يذكر لهذه العمليات الحكومية البشعة. هذه صورة من صور إهانة كرامة الإنسان التي تمارسها هذه القوات ومن يدعمها بإسم الدين وقيمه النبيلة.