*مرة أخرى نحيي شباب مصر وثورة مصر لأن مصرتشكل امتدادا طبيعيا للسودان وأنها ظلت تؤثر في الحراك السياسي والثقافي والمجتمعي في بلادنا خاصة بعد ثورة 23 يوليو1952 التي فجرها الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ضد الملكية وحكم الباشوات. *نجدد التحية لشباب مصر لأنهم أكدوا أن الشباب بخير وليس كما يزعم الشموليون أنهم قد ذابوا في حزبهم الغالب رغم علمهم بأنه في هذه الدنيا لا غالب إلا الله وقد أثبت شباب مصر قدرتهم على الفعل السياسى الإيجابي رغم سطوة الحزب الحاكم وقبضته الأمنية و محاولات تغييبه للآخرين. *إن التغيير في مصر جاء متأخرا لأن الانحراف عن مسار ثورة يوليو بدأ منذ أن تولى الرئيس الأسبق السادات زمام الحكم وسار ب(الاستيكة)على طريق عبد الناصر ليس فقط في السياسات الداخلية التي كانت لصالح الفقراء والمستضعفين وإنما حتى في السياسة الخارجية التي توجت بزيارته لإسرائيل والتوقيع على اتفاق كامب ديفيد وتطبيعه العلاقات مع إسرائيل. *لا نريد أن نقلب مواجع الماضي هنا فقد أخذ السادات جزاءه في الدنيا على يد الذين تقوى بهم ضد من أطلق عليهم اسم مراكز القوى ولكننا نريد أن نذكر فقط بمصير من يعادي كل قوى الشعب مهما تستر خلف شعارات زائفة ومعلوم أن حسني مبارك سار على نفس النهج الساداتي بل أصبح أكثر براجماتية وصار رجل أمريكا وإسرائيل في المنطقة. *من الصعب الآن تقييم ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ولكننا نحرص على استمرار جذوتها متقدة حتى ترسي في أم الدنيا دولة مدنية ديمقراطية حرة مستقلة تعيد لمصر مجدها التليد داخليا بالانتصار لهذا الشعب العظيم الذي قدم درسا وطنيا في التلاحم الشعبي رغم محاولات بعض البلطجية الذين اقتحموا ميدان التحرير بجمالهم وحصينهم باسم الحزب الغالب والمندسين من اللصوص والمجرمين وخارجيا من أجل التضامن مع حركات التحرر والانعتاق من الطغاة والغزاة وكل أنماط الاستعمار الجديد. *نمد أيادينا بكل الحب والإخلاص لشعب مصر وأحزابها الوطنية دون انحياز لحزب ونعيد عليهم وصية الراحل المقيم عبد الناصر للشعب السوداني التي أطلقها من دار الرياضة بالخرطوم (عليكم بالتمسك بالوحدة الوطنية )لأنها صمام الأمان ليس فقط للحفاظ على الإنجاز الذي حققتموه بوحدتكم وإنما للسير به نحو أهدافه حتى لا يسرقه المتربصون من الحرس القديم أو أدعياء الحكمة من أوصياء آخر الزمن الذين لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالتداول السلمى للسلطة ولا تقعوا في أخطاء غيركم بل تعلموا من عبرهم و من دروسكم الوطنية وابقو عشرة على مصر.