اعلن المشير عمر البشير بان حكومته بصدد انشاء مفوضية لمحاربة الفساد بالبلاد. وتعهد بمحاربة الفساد والمفسدين وعدم المسامحة في أي تجاوزات. وقال البشير لدى مخاطبته المصلين بمسجد النور،عقب صلاة الجمعة 18 فبراير ، ان المفوضية ستضم شخصيات قومية،مؤكداً ان الدولة لن تتسامح مع المفسدين،واعتبر ان المسؤولية في المقام الاول دينية واخلاقية. وتجدر الاشارة الى ان مسجد النور يتبع لاحدى الجمعيات التي يرأسها أخ عمر البشير ، وبني بواسطة قرض ( لحكومة السودان) ، وبضمانة الحكومة السودانية ، ولكن لجهة غير حكومية ! اي ان مسجد النور نفسه الذي القيت فيه خطبة محاربة الفساد يشكل احد مظاهر فساد البشير واخوانه !! مما يشير الى ان حديث البشير عن محاربة الفساد لا يعدو كونه (نفاقا) لاسكات الانتقادات المتزايدة عن فساد البشير واسرته ، خصوصا وسط القوات المسلحة السودانية ، والتي عزل البشير ووزير دفاعه أهم قياداتها في الايام القليلة السابقة . وعلى كل لا يمكن محاربة الفساد بدون منظومة كاملة من القيم والمؤسسات ، ابرزها حق المحكومين في مراقبة ومساءلة الحكام ، واستقلال القضاء ، وحرية التعبير ، وحرية وسائل الاعلام ، والتداول السلمي للسلطة ، واستقلالية وحيدة اجهزة الخدمة العامة ، وهذه هي المنظومة التي دمرها البشير ونظامه مما جعل الفساد يتحول من مجرد تجاوزات الى فساد مؤسسي والى نهج في الحكم ، يتم بتواطؤ ومشاركة وحماية الرئيس نفسه .