الاثنين 21 فبراير 2011م ……أستيقظت في الصباح الباكر وتأهبت للذهاب إلى إدارة السكن الشعبي، وخاصة بعد ما تلقيت اتصال هاتفي (أمس) من ابن خالتي، يخبرني، مذكراً، بأنني يجب أن أذهب لسداد القسط الأول، ويبلغ في جملته 3,500 ألف جنيه سوادني (عداً ونقداً). وكنت قد تقدمت بطلب لإدارة السكن الشعبي منذ يوم 22 فبراير 2005م، لإعطائنا مسكناً شعبياً وقمت بمباشرة الإجراءات، وبعد عام كامل في 22 فبراير 2006م، تمت مقابلة اللجنة والتي من اختصاصها تحديد المستحق وغير المستحق، حيث تقوم برصد درجات المستحقين!!!!!!، بعد مراجعة كل الأوراق الثبوتية وغيرها، أجتزت مقابلة اللجنة، وقررت اللجنة أنني مستحقة!!!!!، وخاصة، أنا أو أبوذر (كلانا) لا نملك قطعة أرض في أي خطة إسكانية حكومية أو غيرها!!!!!!، ونسبة لمشغوليات أبوذر الكثيرة (حينها)، فقد قمت بكل المتابعات اللازمة!!!!. ذهبت وبحوزتي المبلغ المطلوب لدفع القسط الأول، بعد إنقضاء ستة أعوام، بالتمام والكمال، من بدء مباشرة التقديم!!!!!. وصلت لإدارة السكن الشعبي، وبرفقتي ابن خالتي، ووجدنا المكان مكتظاً بالناس، حيث تكدسوا، خارج المكاتب وداخل الصالات، ازدحام شديد وصفوف طويلة!!!!!!، قام ابن خالتي بتنويري، وأخبرني أن مهمة الموظفة بهذا الشباك، تتلخص في إعطائي إذن دفع لأتمكن بواسطته من تسديد مبلغ القسط الأول في شباك التحصيل، وذلك بعد التحقق من الأوراق!!!!!!، طال صبرنا من طول الصفوف وملل الانتظار، وما لبثت أن رأيت لافتة معلقة بالحائط أمامنا، كُتب فيها (فترة الانتظار أملؤها بالأستغفار)، وتعجبت، لإقرارهم الصريح بأن هنالك فترات انتظار تطول وتجعلك تشعر بأن يومك كله قد ضاع!!!!!!!!. بعد، معاناة، وجهد، وصلنا إلى الشباك المطلوب، وتمكّنا من تجاوز الصف الطويل وتقدمنا، إلى حيث تجلس موظفة في مواجهتنا!!!!!، سلمنا للموظفة، كل الوثائق المطلوبة، حيث قامت بفصحها!!!!!، وجهت لنا سؤالاً: أين (منى)، قلت : نعم، قالت: أبرزي إثبات شخصيتك!!!، وسلمتها، البطاقة الشخصية!!!!!، ثم سألت أين زوجك، قلت لها، زوجي بالسجن!!!!!!!، قالت لي: أبرزي، ما يثبت أن زوجك بالسجن!!!!!!!، قلت لها، وما المشكلة في ذلك، سواء حضرت أنا، أو زوجي، فأياً منّا، يمكنه أن يقوم بالسداد، والمطلوب هو دفع المبلغ المطلوب، كما، وعدتها بأن أحضر لها مايثبت سجن زوجي!!!!!!. رفضت الموظفة إعطائي إذن الدفع وأعادت لي الأوراق!!!!!!!. تعجبت وتحيرت في هذا السؤال، ولم أعرف ما دخل زوجي في امتناع السيدة ورفضها استخراج إذن الدفع!!!!!!!. قال أبن خالتي، للموظفة: يا أخت، نحنا جايين لدفع القسط الأول، وحضور زوجها أو عدمه، الآن غير ضروري، بل في مرحلة الاقتراع للقرعة، وعندما، يحين أجل ذلك، سوف نجلب لك ما طلبتيه!!!!!!. لم تقتنع الموظفة بهذه الحجة وأصرت على الرفض!!!!!!. تحيرت وتعجبت، من رفض الموظفة لدفعنا للمبلغ!!!!، وأشار عليّ ابن خالتي أن نذهب للمستشار القانوني لنصحنا!!!!!!. ذهبنا وأنتظرنا، لأن هنالك اجتماعاً بمكتبه!!!!!!، وهدانا تفكيرنا، لمقابلة مدير إدارة السكن الشعبي، فربما يقنع الموظفة بأن تستخرج إذن الدفع، ونتمكن من دفع المبلغ!!!!!!!!. دخلنا مكتب مدير إدارة السكن الشعبي، وأخبرتنا السكرتيرة بأن ننتظر لأنه مشغول!!!!!!!، انتظرنا بالاستقبال، وبعد برهة أشارت علينا السكرتيرة بالدخول!!!!!!!، دخلنا عليه، وكان يقرأ بانهماك بعض الأوراق التي أمامه!!!!!!، حييناه، ولم يرد التحية!!!!!!!، أحسست أنه لم يشعر بوجودنا، أو يتعمد تجاهلنا!!!!!، ظللنا واقفين أمامه لعدد من الدقائق، ولكنه لم يحرك ساكناً!!!!!!، وكررنا التحية للمرة الثانية!!!!!!، رفع رأسه من الأوراق، وبدأ عليه الغضب لإلحاحنا!!!!!!، وقال باقتضاب، نعم!!!!!!!، شرحنا له الأمر، قلت له، أنا منتظرة لي ستة سنين، لأدفع مبلغ القسط الأول، والآن، الموظفة، تمسكت بعدم استخراج إذن الدفع، إلى أن نحضر لها ما يثبت غياب الزوج، وعندما طلبنا منها أن تمهلنا يوماً أو يومين، رفضت ذلك، كما أن ذلك لا يتعارض مع إجراء دفع القسط الأول!!!!!!!!، رد بكل برود، قائلاً: أن هذا الأمر يقع تحت اختصاص الموظفة، فقط، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً أزاءه، فهذه مسئوليتها!!!!!!!!. قلنا له، كيف يعقل ألا تستلم المبلغ المستحق الدفع!!!!!!!، رفع صوته عالياً في غضب، أن الموظفة عندها إقرارات، وإذا وافقت، عندها يمكنني أن أكتب إقراراً، وكرر لنا، إذا سمحت لي الموظفة بذلك!!!!!!!، قال ابن خالتي، لا مانع لدينا من كتابة الإقرار، بأن نحضر ما يثبت غياب الزوج لاحقاً!!!!!!!!. خرجنا من عنده، وأعتبرنا أن الموضوع انتهي عند هذا الحد!!!!!!!!!. رجعنا للموظفة، وقلنا لها ما اقترحه، مدير إدارة السكن!!!!!!!!. تعللت الموظفة قائلة، بأنها لا يمكنها أن توافق على كتابتي للإقرار، ولا يمكن أن تستلم المبلغ، وخاصة إذا كنت لا أعرف إن كان الزوج سيحضر القرعة أم لا!!!!!!!!!. قلت لها، ربما عندما تحين إجراءات القرعة يكون قد خرج!!!!!!!، وربما لا، فهذا الأمر يعتمد على قصر أو طول الإجراء لديكم!!!!!!. تحيرت حيرة شديدة في أمر الموظفة، فبعد أن كان الموضوع هو إثبات أين يوجد الزوج الآن، تحور الموضوع وأصبح حضور الزوج لإجراء القرعة!!!!!!!!. أقترح ابن خالتي أن نذهب لرؤية المستشار القانوني، وخاصة بعد التعنت الذي لاقيناه من المدير!!!، فلربما أستطاع اقناع الموظفة باستخراج إذن الدفع واستلام المبلغ على أن نحضر ما يثبت لاحقاً!!!!!!!!. توجهنا لمكتب المستشار ووجدنا الباب مفتوحاً ودخلنا عليها، شرحنا لها المسألة، وقالت: أنه ليس هنالك ما يمنع من إيداع القسط الأول بالخزانة، ولاحقاً، يمكننا أن نحضر الإثبات، وقالت، في هذه المرحلة، المهم هو تسديد القسط الأول، وليس إثبات غياب الزوج، ولكن حضور الزوج ضروري لإجراء للقرعة، وإن تعذر ذلك، فلابد من إحضار ما يثبت غيابه في مرحلة لاحقة!!!!!!!، أضافت قائلة، أن الأمر بسيط، وأننا، يجب أن نذهب لمقابلة السيد المدير، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يقنع الموظفة باستلام القسط الأول!!!!!!، قلت لها، ذهبنا للسيد المدير وقال أن ذلك الاختصاص يقع تحت مسئولية الموظفة، وأنه يمكنني كتابة إقرار، ولكنها رفضت ذلك!!!!!!!!!. علقت قائلة باندهاش، في كل مكاتب الحكومة، يتسارع الموظفون لاستلام المبالغ النقدية، إلا في السكن الشعبي يرفضوا استلام المبالغ وتوريدها في خزنة الحكومة!!!!!!!!!!، وأعتذرت لنا قائلة، أنه بعد أن قال المدير ذلك، فلا يمكن أن تتدخل!!!!!!!!. قال لها ابن خالتي: يا أستاذة، أنا دفعت مبلغ القسط الأول، دون حضور زوجتى ولم يسألني عنها أحد، فما الفرق الآن؟؟؟؟؟!!!!!. وقلت لها: يبدو أنه ما زال هنالك فرق كبير!!!!، وتمييز وعدم مساواة بين المرأة والرجل في منظور ومفهوم المسئولين بالدولة، رجالاً كانوا أو نساءاً، فإذا حضر الرجل ليدفع القسط الأول، فمرحباً بذلك، وإذا حضرت المرأة، يرفضوا استلام المبالغ، ويتعللوا بالسؤال أين الزوج؟، ويقع عليها عبء الإثبات في ذلك، إن كان مريضاً أو مسافراً أو مسجوناً أو غيره، والمهم في الأمر، حضور الزوج وليس دفع مبلغ القسط المستحق!!!!!!!!. شكرناها، لتفهمها، ولإبداءها حسن النوايا، وانصرفنا من مكتبها!!!!!. خرجنا ووقفنا بالخارج نفكر ماذا سنفعل!!!!!، وبينما نحن كذلك، سمعت صوت رجلاً مسناً تعلو نبراته في غضب وانفعال واضحين، وهو يقف أمام شباك ويصرخ في وجه موظف شاب!!!!!!، قال الرجل المسن، هذه المرة الثانية التي أحضر فيها أمامك وتتعمد أن تذلني، انتوا تدّعوا أنكم إسلاميون ولكنكم لا تعرفون ما هو الإسلام!!!!!!!، قال له رجل بجانبه محاولاً تهدئة الموقف، يا حاج براحة، صحتك!!!!!!!، قال الرجل المسن، هؤلاء الناس، يستمتعون بإذلالنا وإحتقارنا، وأن ذلك حدث معي في المرة السابقة، وتكرر الآن، هذا الشاب يمعن في إذلال الجميع!!!!!!!. ثم سمعنا صوتاً أخر يصرخ، ما معقول البحصل ده، الله بسألكم مننا يوم القيامة، عذبتونا!!!!!!!!!. ولم أعرف أأندب حظي أم حظ الواقفين والجالسين نساءاً ورجالاً، وهم يئنون بالشكوى ويجأرون من بطء الاجراءات وسوء معاملة الموظفين!!!!!!!. نظرت إلي وجوههم، وإذ بهم يكدحون ويتكبدون المشاق وراء سكن شعبي يتكون من غرفة واحدة فقط، يحلمون بأن يكون لهم سقف يقيهم شر المطر والبرد ومنزل يأويهم وعيالهم!!!!!. وأحسست أنهم يعانون ويتعذبون تحت رزح المعاملة السيئة!!!!!!!. ذهبت، على أمل أن ألقاهم بعد إحضار ما يثبت سجن أبوذر وحبسه!!!!!!!، وغادرتهم، لإحضار قرار المحكمة الذي صدر من محكمة مدثر الرشيد بإدانة أبوذر، لتقديمه كإثبات لإدارة السكن الشعبي، التي رفضت استلام مبلغ ال3,500 ألف جنيه كقسط أول لتمليكنا مسكن شعبي بحجة أن أبوذر بالسجن، وتعجبت متسائلة، إلى متى ستستمر معاناة البشر، وهل هذه سنة الحياة، أن يعيش الناس في كبد!!!!!!!!!، وقلت في نفسي، أستغفر الله العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!!!!!!.