الأربعاء 8 ديسمبر 2010م … لم أعرف كيف يمكن أن نتواصل مع أبوذر، بعد أن أنقطعت كل أواصر الاتصال بيننا!!!!!! فلم أستطيع أن أزوره بحجة أن الموظفين بالاستقبال قد تعرفوا على شخصيتي ولا يمكن أن يستثنوني، كما صرح بذلك السيد العميد، نائب مدير السجن!!!!!!. فبدل أن يقنع الموظفين الذين يعملون بالزيارة بالسماح لي، أخذ يبحث لهم عن الأعذار!!!!!!. وتحيرت في أمر المؤسسات التي يتشارك في إدارتها أو بالأحري يتحكم فيها أناس لا يمتون لها بصلة مهنية أو فنية ولكن واقع الحال فرض علينا أن نتعايش مع ذلك، دون طرح لأسئلة منطقية، تعتبر تطاول، وتجاوز وتعدي على حدود المألوف!!!!!!!!!. وعلمتني التجربة، أن من أكبر الكبائر لدي ذوي السلطان هو أن تتحداهم بالنقاش وتطرح عليهم الأسئلة الصعبة، لأن هذا في حد ذاته يتجاوز الشرك بالله!!!!!. وتعجبت كثيراً في ألا أجد آذاناً صاغية تسمعني بوضوح وحتى وإن سمعتني فما نطقت به هو خروج عن طائلة الأدب وتعدي على السلطات والأشخاص!!!!!!!!. وفي معظم الأحيان ليس هناك فصل بين السلطات والأشخاص، فكل شخص سلطة وكل سلطة هي شخص يمشي برجليه!!!!!!. ولم أعرف كيف يمكن أن أستأنف لكرامتي التي تمرغت بالوحل دون مراعاة لانسانيتي أو لانتمائي لفصيلة البشر!!!!!!!. وأحسست أنه ليس هناك من يعير اهتماماً لمطالب الضعفاء وقليلي الحيلة بل تقفل بوجوههم الأبواب!!!!!!!!، وعلى العكس نجد هناك اهتمام زائد يليق بوجاهة من ينتمون إلى ذوي المناصب الرفيعة والسلطان، فهؤلاء لا ينطبق عليهم القانون فهم يعلون ولا يُعلي عليهم!!!!!!. وتساءلت في نفسي، هل يا ترى إذا كنت أنتمي إلى ذوي المناصب الرفيعة والجاه، هل، يمكن أن يجرؤ أحداً ويحرمني من زيارة زوجي؟؟؟؟؟ وهل ستكون زيارتي مع عامة الناس أو ستخصص لي زيارات تتجاوز حدود لائحة السجن؟؟؟؟؟؟ وهل سيُحكم على زوجي بهذا الحكم؟؟؟؟؟ أو ستكون إدانته بواسطة المحكمة بمثل هذه الإدانة؟؟؟؟؟؟ أو هل كان سيقدم أصلاً لمحاكمة؟؟؟؟؟. قلت مرة لأبوذر، أن يحاول طلب زيارة للمنزل، فهذا أمر مسموح به في اللوائح كأن يذهب إلى المنزل ليقضي يوم أو يومان، سواء أكانت مناسبة عيد أو غيرها!!!!!!!. قال أبوذر، إن هذا متعامل به في عرف السجون، ولكنه لا يعتقد أنه قد يسمح له بذلك!!!!!!!. ووجدت أن أبوذر على حق من اعتقاده بعدم السماح، قياساً على الأحوال التي عايشناها والتي ما زلنا نعيش ويلاتها، ولا نملك إلا أن نقول، حسبنا الله ونعم الوكيل!!!!!!.