[email protected] في كوريا الجنوبية غرقت عبارة فيها بضع عشرات من البشر الغاليين على أهاليهم ووطنهم بالطبع وهي ماسأة إنسانية بكل المقاييس تستوجب الحزن والمواساة ! رئيسة البلاد لم تكتفي بإرسال تعازيها لأهل الضحايا بل هرعت الى حيث تقوم فرق الإنقاذ بمحاولة إنتشال الناجيين وجثث الغرقى ! لم تغالط الأرقام المُعلنة لتقول أنهم فقط كذا وليسوا كذا .. كما دحض رئيسنا الهمام ما أعتبره إفتراءات النجاسة الدولية التي بالغت في أرقام ضحايا جيشه في دارفور بتصعيد مؤامرتها على نظامه الذي يطبق مبدأ التحلل والتطهر من دنس سرقة المال العام بإعادة المسروق حتى بعد البلاغ الجنائي ضد المتهم على خلاف ما يقره ذلك المبدأ .. ! ولا يستقيل عندنا والى شمال دارفور كبر..ذلك المزمن..بعد ان إعترف أنه فقد زمام السيطرة على الأمن في ولايته ، لكن تستقيل بدلاً عنه السيدة الشابة المغربية عائشة النصيري مضحية براتب الدولار لأن ضميرها لم يحتمل ما يجري في دارفور من طناش المنظمات الدولية على تجاوزات الحكومة في إبادة المدنيين وهي تلقم مندوبي تلك المنظمات نقداً لشراء صمتهم المطبق ..! أحد أهالي ضحايا العبارة الكورية يوجه صفعة الى وجه رئيس الوزراء الذي إنحنى مقدرا مشاعر من صفعه ، ثم بكى المسئؤل الكبير ليس من أثر الكف على وجهه وإنما توجعاً من وخزات ضميره معترفاً بمسئؤليته الأخلاقية تجاه ما جرى ، ثم وضع إستقالته تحت تصرف الرئيسة ، ولم يلعن أو يهتم بحبس قائد العبارة ويحمله مسئؤلية التقصير ! نائب مدير المدرسة التي غرق عدد من طلابها في ذات الحادث وجد منتحراً وقد شنق نفسه على شجرة حزناً على فقد إبنائه الغرقى ! والينا المقال في الجزيرة يمد لسانه لقرار إقالته ويثقب الدستور بمؤخره عصاه ويورث من يراه مناسبا لحماية عهده الآفل ومستقبله الجافل ، ثم يذهب متحديا إقالته ليقتتح طريق الهدي الفريجاب مخاطباً الجماهير بأنه لا يزال موجوداً بعد إستقالته الأجبارية ليؤكد أن صحابة الإنقاذ من المجاهدين فوق الإقالات ! ورئاسة الجمهورية على لسان إبن الإمام شخصياً تعلن تجديد ثقتها في والي الخرطوم لانه فقد ثقته في حرامية مكتبه الذين خانوه ، فاصبح هو الضحية وليس المسئؤل عن تبديد تلك الثقة في غير محلها ! وصفقة المخدرات المليارية في حاويات بورتسودان التي صدح منددا بها حسين خوجلي وقال نريد أن نعرف من هو إبن المقنعة الذي إستجلبها فهو في نظره لابد أن يكون أشهر من السيدين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني و الشيخ الترابي ولم يقل المشير البشير تادباً ، هاهي قد خمدت سيرتها فجاة و مُليء فم حسين ماءاً ، لأن ابن المقنعة المفترض إياه ، يبدو أن أمه مقتّعة بثوب إنقاذي تخين يستعصي على كشف المستور تحته ! ماذا يعني غرق وطن كامل في دماء أهله من ضحايا الإنقاذ ودموع الثكالى من أهلهم و الغوص في وحل الفساد النتن الرائحة ! وماذا ينتظر شعبنا بعد إستشهاد التلاميذ الصغار بسلاح الإنقاذ الذي صفعه في الخد بل وفي الأكباد إبان هبة سبتمبر من العام الماضي ، غير أن يصّعر خده الآخر لصفعات وصفقات مابعد الوثبة ، إذ لم يعد له بقية كبد يستشعر به الم ماذا يعني غرق الوطن بالنسبة لأهله الغافلين ! فهو في نظرنا كشعب مغيّب وطن أصغر بكثير من عبارة تغرق ولا يستحق أى مسئؤل فيه صفعة على وجهه ، فقد اخذها عن مسئؤليه الراشدين في عهد الخلافة العادلة .. برحابة السماح ، هذا الشعب .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ..!