الإنقاذ ومن خلفها المؤتمر الوطنى جماعة غير موثوق فيها لا كلمة لهم ولا عهد ، منذ خيانتهم للنظام الديمقراطى والإنقلاب علية وحنثهم لقسم الولاء والحفاظ على الدستور مروراً بخدعة إستلام السلطة بإسم القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وسرقتهم لكلمة السر الخاصة بالقائد العام من خلال رشوتهم لمدير مكتبة فى ذلك الوقت ، وخديعتهم للقوى السياسية بإعتقال قيادة الإنقلاب تحت شعار ( أذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً ) للتموية والخداع المحلى والإقليمى والدولى ، والرئيس البشير بنفسة فى احد اللقاءات الصحفية تحدث مفتخراً بقدراتة كضابط مظلات فى الخداع والتموية جماعة هذا هو سجلها فى عدم المصداقية لابد من الحذر الزائد فى التعامل معهم وعدم اخذ ما يقولونة مأخذ الصدق والجدية ،يجب إعتماد الحكمة الإنجليزية المعروفة( من خدعك فى المرة الأولى العيب علية و من خدعك فى الثانية والثالثة فالعيب فيك أنت المخدوع ). بعد كل هذا التاريخ من الخداع والمراوغة وعدم المصداقية جاء خطاب وثبة البشير فى يناير الماضى الذى وصفناة فى يومة الثانى بأنة خطاب فاضى وخمج ، إلا انة وجد بعض المصدقين المتعلقين بالحبال الدائبة من أجل سلامة الوطن ، فتم تعزيز المناورة ببعض القرارات الرئاسية حول حرية ممارسة العمل السياسى وحرية الصحافة ، هذة القرارات لم تصمد أمام التجربة والإختبار العملى ، فبعد ايام قليلة من سريانها بدأت الندوات الجماهيرية فى الميادين العامة وبدأ شباب القوى الوطنية مخاطبة جماهير الشعب السودانى فى الأسواق ومواقف المواصلات وبدأت الصحافة فى ممارسة دورها الرقابى على الحاكمين وكشف الفساد ، لم تحتمل الإنقاذ هذا المناخ الذى ما خُلقت لة أصلاً ، فهى جماعة متسلطة لاتحتمل رأى مخالف ، فتم التضييق على الحريات العامة وملاحقة الناشطين بالإعتقال والتعذيب ووصل بهم الخوف من مناخ الحرية إلى إعتقال زعيم حزب الأمة و إمام الأنصار فى سابقة هى الأولى فى تاريخ السودان السياسى ، أن يقوم نظام حاكم بإعتقال إمام للأنصار فالسيد الصادق المهدى هو أول إمام يتم إعتقالة ، ووضعة فى السجن فى قضية ملفقة القصد منها إرهابة والإساءة إلية ، وتبع ذلك إعتقال السيد الأستاذ ابراهيم الشيخ وإيداعة ومن معة سجن النهود المركزى وكذلك إعتقال عدد من طلاب جامعة الخرطوم على رأسهم الطالب محمد صلاح الذى قالت أسرتة فى مؤتمر صحفى أنة تعرض لتعذيب قاسى أفقدة بصرة ، مما يؤكد صحة رواية الأسرة رفض جهاز الأمن للخبير الدولى المستقل من زيارة المعتقلين رغم طلبة مقابلتهم وفقاً لإختصاصة ، كما شهد التعدى على حرية الصحافة مدى غير مسبوق فى إيقاف الصحفيين ومصادرة الصحف فى سلوك يومى القصد منة تكميمها وإرهاب أقلام الصحفيين فيها ، لقد شنق النظام خطاب الوثبة وقتل عملية الحوار مع سبق الإصرار والترصد ، ولم يبقى أمام الشعب المتطلع للحرية والتغيير من خيار سوى المواجهة الحاسمة من أجل إسقاط النظام . لقد إنتهى خطاب الوثبة وبدأ خطاب النصبة ، من خلال خطاب الرئيس البشير فى ختام إجتماعات مجلس شورى المؤتمر الوطنى ، الذى أكد فية على ثوابت الإنقاذ التسلط وفرض الرأى بقوة الدولة ، فقد ذكر البشير الآتى فى خطابة 1- (من أراد من القوى الوطنية أن يتحاور مع الجبهة الثورية علية بمغادرة البلاد والذهاب إلى كاودة أو الخارج ) هذة لغة فيها تعالى و إسفاف من شخص يشغل منصب رئيس دولة ، كيف تمنع قوى سياسية وطنية مسئولة من التواصل مع كافة فرقاء الساحة من اجل السلام والاستقرار الوطنى إذا كانت الأحزاب لاتقوم بدور من أجل إنهاء الحرب وتحقيق السلام فما قيمة وجودها فى الساحة السياسية الوطنية من الأصل ، من الواضح أن المؤتمر الوطنى يريد أحزاب مثل نياتات الزينة التى لاتتحمل ضوء الشمس ، والمفارقة الغريبة فى ذات مؤتمر الشورى تعرض رئيس المجلس الشيخ ابوعلي المجذوب فى خطابة لمجلس شورى حزب البشير مطالباً الحزب الإطلاع بدور اكبر من أجل تحقيق السلام والإستقرار وحقن الدماء ،( بمعنى حزب المك يسوى الدايرو و الباقين يمشوا السجن ) اعتقد ماقالة الرئيس البشير فى هذا الخصوص هو أكبر إساءة للأحزاب الوطنية فى البلاد لابد من الرد الحاسم عليها فى بيان مشترك يرفض هذا التوجة الجهول مع حركة سياسية عمرها تجاوز الخمسين عام . 2- ذكر الرئيس البشير فى خطاب النصبة ( أنة من المحرم على الأحزاب والاشخاص والصحافة التعرض للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى (الجنجويد) بالنقد أو التعليق على أنشطتها ، هذا مكمن التسلط والديكتاتورية ، أن يطالب رئيس دولة بالتستر على جرائم قواتة بقوة السلطة ، و أن تترك الأحزاب السياسية مسئوليتها الأخلاقية فى حماية الشعب من تجاوزوات الجنجويد إرضاءاً للرئيس وحزبة ، هذا الخطاب الذى أطلقتة ياسيادة الرئيس مسخرة سياسية تستحق التوبيخ عليها. 3- كما حذر الرئيس الصحافة والإعلام من تناول قضايا الفساد مدعياً ضرورة توفرالدليل والرئيس يعلم ان فساد قيادات الإنقاذ لايحتاج لدليل ، فالنبدأ بالسؤال المتواضع لقيادات الأنقاذ من أين لك هذا ؟ فكل هذة القيادات معروفة فى مجتمعاتها و أحيائها ماذا كانت تملك قبل الإنقاذ وماذا تملك الآن ، من الواضح ان الرئيس يريد التستر على الفساد ويريد أن يفرض على الحركة السياسية ذات السلوك غير الأخلاقى بقوة الدولة وسطوتها وهذا عين الديكتاتورية التى يجب مقاومتها 4- ختم البشير خطاب النصبة بان الحل الوحيد الذى يطرحة للأزمة السياسية القائمة فى البلاد هى الإنتخابات ، التى يعلم راعى الأبل فى دار الكبابيش انها مضمونة للمؤتمر الوطنى المحصن بالسلطة ومالها و أمنها وخدمتها المدنية لم يدع الرئيس البشير من خلال خطاب النصبة خياراً للقوى السياسية غير التوحد و الإستعداد للانتفاضة ضد النظام حتى إسقاطة مهما كانت الكلفة فهى أقل من كلفة إستمرارة فى السلطة والحكم ، وداعاً لمرحلة الوثبة ومرحبا بمرحلة النصبة والمواجهة من أجل الوطن .