السبت 5 مارس 2011م……. عاودت الرجوع إلى السجن اليوم، وجلبت معي الأدوية المسكنة بعد أن نفدت الكمية التي يستعملها أبوذر!!!!!!، وصلت إلى السجن وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والربع صباحاً!!!!!!، ووجدت البوابة مقفلةًً، رغم أن مواعيد الزيارة قد جاوزت بحوالي ربع الساعة!!!!!!!. وقفت مع الجموع المتراصة بالخارج، وأنتظرت لما يقارب الساعة!!!!!!!، تململ الناس، وبدأ البعض يستفسر حول التأخير، ثمّ عرفنا، أن الموظفة المسؤولة عن تفتيش النساء لم تحضر بعد، ولن يُفتح الباب إلا أن تحضر هذه الموظفة!!!!!!!، شعرت بالضجر، إذ في كل مرة تتكرر نفس الأعذار، مرة تأخير المسؤول عن التذاكر، ثّم المسؤول عن البوابة، فالمسؤول عن الاستقبال، والآن تأخير المسؤولة عن التفتيش، وهكذا دواليك!!!!!. ضجّ المنتظرين، وهمهموا، وضاقوا ذرعاً من طول الانتظار، وتململ الأطفال، وعلا صراخهم من شدة الحّر!!!!!!!!، وبلغ التعب والإرهاق كل مبلغ، وأصاب النساء كبيرات السن في مقتل!!!!!!!، وما لبثنا لم نراوح مكاننا!!!!!!، ما يحيرني، أن هذا هو ديدن السجن، وما أعرفه أن الأصل هو التأخير في مواعيد الزيارة الذي يتراوح بين الساعة ونصف إلى الساعتين ويزيد!!!!!!!، وتمنيت لو أن يعتذر لنا يوماً أحداً من المسئولين بسجن كوبر، من أن هناك تقصيراً حدث، وأن هنالك مواعيداً للزيارة، يجب أن يلتزموا بها!!!!!، أو أن يأتي أحد المسؤولين وينتفض لرؤيته، منظرنا الذي يتكرر، ونحن متكدسين أمام بوابة السجن بالمئات ننتظر فتح الباب!!!!!. وبينما نحن على هذه الحال، أتى إلينا أحد أفراد الشرطة الأمنية الذين يحرسون أمام البوابة، وأخطرنا بقوله، بأن نبعد من أمام باب السجن، ونذهب للانتظار بعيداً عن هنا!!!!!!!!!، تفرق غالبية الجموع في صمت، وذهبوا في اتجاهات شتى!!!!!!!، وأحسست، بأن الدم يغلي في عروقي، وأصررت على عدم التحرك، وكان معي سيدات كبار في السن!!!!!!، حاولن التحرك، ونهضن متثاقلات!!!!!!!، قلت للشرطي: لو سمحت، هؤلاء سيدات كبار في السن، ومريضات لا يستطعن الذهاب إلى أي مكان، وحتى، أنه، لا يوجد ظل ليذهبن للوقوف تحته، ولا توجد مقاعد للجلوس عليها، فأين يمكن أن يذهبن؟؟؟؟!!!!!!!!، قال لي: إن الوقوف هنا ممنوع!!!!!، قلت له، وقد ضقت ذرعاً: نحن لم نقف لنتظاهر، وإنما أتينا حسب المواعيد المقررة للزيارة، وننتظر فتح الباب!!!!!. أصر الشرطي على موقفه، وكأنه أصم لم يسمع ما قلته، أو كأنه أعمى القلب، لا يعرف الرحمة لأمهات كبيرات في السن، وتبدو عليهن آثار المرض!!!!!!!، قالت لي إحدى السيدات: يا بتي، تعالي نمشي، من هنا!!!!!!!!. تحركنا، ووقفنا بعيداً، وأشعة الشمس تتوهج فوق رؤوسنا!!!!!!، وبعد لحظات، أتت الموظفة المسؤولة وهي تتبختر، عابسة الوجه، مقطبة الجبين!!!!!!!!!. أصطففنا حولها، الكل يريد أن ينتهي من التفتيش سريعاً، ويلوذ بالظل!!!!!!!!. بدأت الموظفة المسؤولة عن التفتيش، عملها، وتعسفت كالعادة في إجراءات التفتيش، بحجة أنها تطبق لوائح السجن!!!!!!، فأستبعدت كل الأدوية والمسكنات من شنطتي، وقالت لي: أنها ستبقيها معها، وبعد أن أنهي الزيارة، يمكن أن آتي لأخذهم!!!!!!!. لم تجدي نفعاً، توسلاتي، ورجائي لها، بأن تسمح لنا بها، وخاصة أنهم في السجن، رفضوا أن يسمحوا لنا بمقابلة الطبيب المختص!!!!!!، قالت إن لا علاقة لها بموضوع الطبيب، وأنها تنفذ التعليمات فقط!!!!!!!، كما تعسفت بإبعاد عدد من المواد الغذائية والمأكولات بحجة أنهم يعانوا من مشكلة تجارة المأكولات بالسجن!!!!!!!!. قلت لها: وما ذنبنا، في مشكلة، أنتم عجزتم عن حلها، ولماذا تحمليننا مسئولية فشلكم في ذلك؟؟؟؟. ردت قائلة: أنني، أرغب في افتعال مشاكل بالسجن، وأنها لا تسمح لي بهذا القول!!!!!!!!!!، قلت لها، إن كلامها، لا يهددني!!!!!!!. تدخلت بعض السيدات، في محاولة لإسكاتي، بأن الموظفة، تؤدي واجبها، وأنني يجب ألا أعترضها!!!!!!. قلت لهن: إنها، هي التي أعترضتنا كلنا، بلوائحها غير المفهومة والمبهمة!!!!!!. توقعت، أن يتم إقصائي من الزيارة، واستبعادي، كما حدث من قبل، ولكن لم يحدث!!!!!!، انتظرت إلى أن حضر أبوذر، وحدثته بما دار بيني والموظفة!!!!!، ضحك، كعادته، وقال: إنهم، لا يحبون من يجادلهم، ويريدون لكل الناس أن يذعنوا ويرضخوا لهم دون تحدي للوائحهم وقوانينهم!!!!!!!!. قلت له، أصابنا، وجع القلب من هذا الوضع المقرف!!!!!!، فهؤلاء، لا رحمة في قلوبهم، ولا يعرفون كيف يوقرون الكبير ويرحمون الصغير!!!!!!!، وأضفت قائلة، أنهم يتعاملون مع جميع من يرتاد السجن ويطرق بابه، بطريقة فيها تشفي وانتقام وحقد وغل، وفي كل مرة، أسأل نفسي، ماذا فعل لهم الناس، ولماذا يكيدون لهم الكيد!!!!!، ويتفنون في إذلال الجميع دون فرز لصغير أو كبير!!!!!!!!!. وأكاد أجزم، أنه كل من عبّر برجليه، هذه البوابة إلا وتعرض لشتى صنوف الاحتقار والانتقام والتشفي دون ذنب جناه، سوى أنه حضر لزيارة حبيب أو قريب أو صديق!!!!!!!!. وتحيرت في تصرفاتهم، وقلت في نفسي، لو أن الموظفين الذين يعملون بالسجون، بتصرفون بهذه الطريقة، لأنهم لا يجبون مهنتهم، فمن الأفضل أن يتركوها ليبحثوا عن مهنة أخرى!!!!!!!، وإذا كانوا يتصرفون معنا بهذه الطريقة لأنهم لم يعرفوا في حياتهم طريقة أفضل، فهم أصحاب عاهات نفسية وعصبية، يجب تأهيلهم وتقديم الرعاية النفسية والعصبية اللازمة لهم، ومن باب أولى، يجب عزلهم ووضعهم في المكان المناسب لهم!!!!!!، كما لا يجب أئتمانهم على العمل مع المساجين، إذ هنالك خطر حقيقي، من عملهم المباشر مع المساجين لأنهم سوف يعرضونهم لمشاكل وأزمات نفسية لا قبل لهم بها، وبالتالي، تنتفي الحكمة التي من أجلها شُرعت السجون!!!!!!!!. شعرت، بإنقباض أنفاسي، وأن صدري يختنق، ولم أعرف ما أقول، سوى، حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!!!!!.