السبت 11 ديسمبر 2010م …. حار دليلي ولم أعرف ماذا أفعل، فقد أغلقت كل الأبواب في وجهي، وأحسست بالحصار ضارب أطنابه علينا من كل جانب!!!!!!!. وفكرت ملياً، وقررت بأن أذهب للزيارة وأتحمل العواقب أياً كانت نتيجتها!!!!!!!، وكنت أعرف أنه سيتم تحويلي من البوابة الشمالية للبوابة الجنوبية، ومن ثّم إلى مقابلة الإدارة و……و………..!!!!!!!. كان أبوذر قد أوصاني بإحضار بعض الأدوية والمواد الغذائية حملتها وتوجهت نحو السجن!!!!!!!، وصلت حوالي الساعة الحادية عشرة تماماً، وهو المواعيد المقررة لبداية الزيارة ولكني وجدت الباب مقفولاً!!!!!!. و قفنا كالعادة تحت هجير الشمس في انتظار أن تبدأ الزيارة!!!!!!!!. وعندما قاربت الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً، تقدم أحد شرطة السجون وتأهب لفتح الباب!!!!!!!. فرحنا كثيراً بهذا وهيأنا أنفسنا للدخول!!!!!!!. وقف الشرطي أمام الباب وبادر بقوله أن الشخص المسؤول عن التذاكر لم يحضر وعلينا أن ننتظره!!!!!!!. طال انتظارنا، ثم حضر الشخص وبدأنا بقطع التذاكر، لاحظت أنهم سمحوا للرجال بالدخول وأقفوا كل النساء بحجة أن المسؤولة عن تفتيش النساء لم تحضر وعلينا أن ننتظر قليلاً!!!!!!!. بعد برهة، حضرت مسؤولة تفتيش النساء، وتم تفتشينا، وبعدها ارتميت على أقرب مقعد وجدته شاغراً ولم أصدق نفسي ذلك، إذ أن السجن كان مزدحماً جداً!!!!!!، شعرت بالتعب الشديد ونظرت من حولي، ورأيت النساء كبيرات السن يبدو عليهن آثار الإعياء حتى أوشكن أن يغمى عليهن من فرط التعب من جراء الانتظار الطويل تحت وهج الشمس لما يقارب الساعتين والنصف حيث لا توجد مظلة أو كراسي ولا شئ يقي من أشعة الشمس الحارقة فوق رؤوسنا!!!!!!!. وتأسيت على هؤلاء النسوة اللائي قدمن إلى السجن وتحملن مصاعب الدنيا التي تفوق طاقتهن وقدرتهن، وللأسف لم يعبئ بهن أحد!!!!!!!!. أحسست أن الجميع ما زال يلهث من التعب وطول الانتظار الذي أدمى القدمين وأصبح واقع يومي نعيشه كل ما حضرنا إلى السجن، فديدن السجن هو عدم الانتظام في مواعيد الزيارة، والتأخير المتعمد الذي يصل لساعات طويلة دون اعتذار أو إخطار مسبق أو حتى إعلان يعلق أمام الباب!!!!!!. فلا أحد يحترم المشاوير الطويلة التي يتكبدها كبار السن، وخاصة من يحضر مسافراً، ليقطع الفيافي ويزداد هماً على هم حين يجد المآسي أمامه!!!!!!!. جلست، وبعد برهة أتي أبوذر، وقال، إنه يشعر بالتهاب حاد في صدره وحمدّ الله كثيراً، لأنني جلبت له مضادات حيوية ومسكنات، كما أكد أن آلام الكلية عاودته بضراوة هذه المرة!!!!!!!. سألني أبوذر كعادته، ما آخر الأخبار، أخبرته أنني تلقيت إيميل اليوم أرسلته (جوانا) من منظمة (مبادرة المجتمع المفتوح لشرق أفريقيا) (osiea) تعلمني فيه بأن جمعية الصحافيين لشرق أفريقيا-The Eastern Africa Journalists Association (EAJA)، قد ناشدوا السيد الرئيس لإطلاق سراح صحفيي رأي الشعب، دون شروط، وذكروا “أن مواصلة احتجاز هؤلاء الصحفيين ومعاناتهم في السجن يشكل انتهاكا لحقوقهم في حرية التعبير وقد قبض عليهم وسجنوا ويتعرضون للاضطهاد لأنهم صحافيون. و إننا نطالب، مرة أخرى ، أن يتم الافراج عنهم فورا وبدون شروط حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم “، وقال الأمين العام ، عمر فاروق عثمان في إشارة لخلفية الاعتقال: في 16 مايو 2010 ، السلطات السودانية ألقت القبض على ثلاثة من الصحفيين العاملين في صحيفة رأي الشعب Alshab إزاء التقارير التي يزعم أن الحكومة السودانية بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن ، وأنه كانت هناك اسلحة ايرانية في الخرطوم. ووصفت السلطات هذه التقارير بأنها أكاذيب تهدف الى تدمير العلاقات الخارجية السودانية”. انفرجت أسارير أبوذر لدى سماعه هذا الخبر وفرح به كثيراً، وقال لي، إنه سيبلغ به أشرف والطاهر!!!!!!!. غادرت السجن مودعة، وانصرفت لحالي!!!!!!.