الأثنين 7 مارس 2011م قال لي أبوذر في محاولة لتهيئتي لما ستؤول إليه الأمور: إنه حالما يقضي عقوبته المقررة وينتهي من سجنه، فإنه سيواجه بتهم جديدة موجهة ضده من جهاز الأمن، وسيجابه بتحريات جديدة، وحبس على ذمة التحقيق من نيابة أمن الدولة!!!!!!!، وكل ذلك نسبة للبلاغات الجديدة التي فتحها جهاز الأمن في مقالات أخرى كتبها ونشرها، ولكنها مرهونة بانتهاء حبسه، ثُم ستبدأ الإجراءات القانونية فيها!!!!!!!!!!. قلت له: أخبرني المحامون، بأن جهاز الأمن قد قام بفتح ثلاثة بلاغات جديدة تتضمن تهماً جديدة موجهة ضدك، في مقالات كتبتها!!!!!، وحاولت أن أعرف ما هية هذه المقالات، ولكن نيابة أمن الدولة لم تفصح لهم عنها!!!!!!!!. أضفت قائلة: الذي أعرفه، أنك، كتبت مئات المقالات، أتمنى أن تجد كلها، طريقها إلى المحكمة!!!!!!!!، كما أتمنى، ألا يغفلوا وينسوا أياً مما كتبته!!!!!، لأنها، كلها على غرار المقالة التي تمت محاكمتها “انتخابات فوز علي عثمان وليس البشير”!!!!، وأن يُصدر بشأنها حكم الإعدام والمؤبد، وذلك، لأنها مقالات رأي، وبها رؤى تحليلية، وخلاصات موجعة، الأمر الذي أصابهم في مقتل!!!!!، وما يفعلونه، هو محاولة يائسة لرد الصاع صاعين!!!!!. قال أبوذر: إنهم، أرادوا بها تأديب كل الصحفيين حتى لا يتجرأ أياً منهم للكتابة، وحتى يخرسوا بها كل الألسنة!!!!!!!!!. تحيرت في نفاد صبر المسئولين بالدولة وضيقهم ذرعاً بحرية الرأي والتعبير!!!!!!، وخاصة أن مقالات أبوذر في الكثير منها، تحليلات سياسية، تطرقت بطريقة أو بأخرى للسيد الرئيس ونائبه!!!!!!!، الأمر الذي جعل جهاز الأمن ينبرى للدفاع عن الرئيس ونائبه، ويستغل سلطاته المطلقة ويتخذ الذرائع سبلاً!!!!!!!، ويمتطي ظهر القضاء، ويفعل ما يشاء عبّره، بغية تصفية أحقاده الآثمة، ليصدر من العقوبات ما يشاء ويطلق من الأحكام جزافاً لتأديب أبوذر وأمثاله من الصحفيين الذين لا يلين لهم عزم أو يخور لهم أوار!!!!!!، ظانيّن، بأن الاعتقال بمكاتب الجهاز والتعذيب الذي تعرض له أبوذر ورفقائه، سوف يخيفهم ويرهبهم ويرعبهم!!!!!، وعندما تبين لهم خطأ ما ظنوه، لم يجدوا بُداً من تحويل الملف إلى القضاء!!!!!!، معتقدين أن ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث، وهو إصدار الأحكام بالمؤبد والإعدام الذي سوف يشل حركتهم ويصيبهم بالجبن والخوار!!!!!!!، ويضيّع سني عمرهم هدراً داخل أربعة جدران!!!!!!!!، وعندما يخرجون، لا يعرفون طريقاً للكتابة وإبداء الرأي!!!!!!!!!!. نهّج جهاز الأمن وسلك كل الطرق التي يعتقد أنها يمكن أن تخرس الأصوات المتعالية!!!!!، من تضييق الحريات على الصحف اليومية، والرقابة القبلية والرقابة الذاتية، والرقابة التلفونية، وغيرها!!!!!!!!، ومن جرجرة الصحفيين إلى النيابات والمحاكم، وإصدار التهم والأحكام جزافاً!!!!!!، ومن اعتقال وتعذيب وضرب وصعق بالكهرباء وغيره!!!!!!!، ولكن، في النهاية، كل ذلك لم يفلح في أن يسكت الأصوات وما زالت الأصوات تتعالى هنا وهناك!!!!!!!، الأمر الذي يبين أن كل ما أنتهجه جهاز الأمن وكل الحيل التي لجأ إليها في تأديب الصحفيين، باءت بالفشل!!!!!!!، وأن كل جهوده التي بذلها، لم تفلح في إسكات الأصوات!!!!!!!، وما زالت هنالك أصوات تنطق بالوحي ولا تخاف إلا الله!!!!!!!. وذهبت بتفكيري، إلى أن أبوذر ومهما طالت فترة حكمه في السجن، فإنه سيخرج، أقوى مما دخل، ولن يخيفه السجن، ولا صعق الكهرباء أو التعذيب الذي تعرض له!!!!!!، سيخرج أكثر تحدياً، وأقوى شأناً!!!!!!، لأن هذا هو ديدنه، شجاعة الرأي والفكر وقوة القلم والمجاهرة بالرأي!!!!!، ومهما ضُيقت أمامه المساحات فسيعرف أين يكتب، حتى ولو على جدران الحوائط!!!!!!!!!!، لا يعرف الخوف أو الحذر!!!!!!، وأن له ثأراً سيأخذ به، ولن يتركه!!!!!!، ولكن، ماذا ستكون الخطوة التالية لجهاز الأمن، بعد أن باءت مساعيه كلها بالفشل، وأصبحت هنالك قنوات أخرى غير الصحف، بها مساحات واسعة للحرية، ومقرؤءة من عدد مقدر!!!!!، وكان لها فاعلية السحر، في زلزلة كيان بلدان مجاورة وأن دورنا مقترب وقريب!!!!!!!!!!، وماذا يا ترى يمكن أن يفعل جهاز الأمن أكثر من تضييق الحريات وتعذيب الأبرياء واغتصاب الناشطات السياسيات، كأحد أحدث الوسائل المتفننة لإسكات الأصوات؟؟؟؟؟!!!!!!، وكيف سيستطيع أن يكبت، ويخمد الأصوات القوية المجلجلة بعد أن أفلس وأفرغ كل ما جيوبه؟؟؟؟؟!!!!!!. قلت في نفسي، عندما تحين ساعتهم، “ولكل أجل كتاب”، أتمنى أن يتعلموا من ضحاياهم الصبر في الشدائد وقوة التحمل وصمود العزيمة!!!!!، ومقارعة الحجة بالحجة!!!!!!، وأن يرفعوا هاماتهم وقاماتهم، كما رفعها أبوذر ورفقائه حين أصدرت عليهم المحكمة حكمها!!!!!!، ولحظتها، أذكر أنني كنت أشعر بالأسى والعار للقاضي مدثر الرشيد ولمهازل محكمته، ولتطاول نيابة أمن الدولة!!!!!!!!، وشعرت بصغرهم وكأنهم أقزام!!!!!!، وشعرت بعلو قامات أبوذر ورفقائه وسموهم فوق العلا!!!!!!!!!!. وتمنيت، أن لو حانت ساعتهم، ألا يجبنوا ويولوا الأدبار ويتركوا لنا فرصة واحدة لنحترمهم فيها، ونقول أنهم صمدوا عندما حانت ساعة صفرهم!!!!!!، ولكن كيف للجبناء أن يتعلموا غير شجاعة الجبن “يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون”.