د. فيصل عوض حسن يلعب الإعلام دوراً محورياً ورئيسياً في صناعة وصياغة رُؤى وأفكار المُجتمعات الإنسانية، سواء كان إعلاماً مرئياً أو مقروءاً أو مسموعاً، مُستفيداً من الكم الهائل للمعلومات والمعارف المُتاحة للمُؤسَّسات الإعلامية المُختلفة، وتزايد صياغة وتشكيل الرأي العام في المجتمعات من الأدوار الرئيسية التي تقوم بها وسائل الإعلام. وتزايد هذا الدور المحوري للإعلام في تحريك أو السيطرة على اتجاهات الرأي العام، مع تطور الثورة المعلوماتية الهائلة ومُعطياتها العديدة التي ساهمت في تسهيل التواصل وتبادل المعلومات، ليس فقط بين أفراد المُجتمع الواحد ولكن في ما بين الدول والقارات، ودونكم العبارة التي برزت وسادت مُؤخَّراً بوصف العالم كال(قرية). على أنَّ المعلومات المُتدفقة من وسائل الإعلام المُختلفة، لا سيما القنوات الفضائية، قد تكون صحيحة ومُحايدة أو ما يُسمَّى بالرسالة الإعلامية الأمينة، وبذات القدر قد تكون مُشوَّهة وغير أمينة. وبمعنىً آخر (مُوجَّهة)، على غرار ما تقوم به جماعة المُتأسلمين المُسيطرة في السودان، والتي سيطرت على مُؤسَّسات الدولة الإعلامية واحتكرت أنشطتها، ومارست أبشع أنواع الصلف ضد (القلة) من الشرفاء العاملين فيها، وسعت لتغبيش الوعي العام باحترافية منذ مقدمها قبل ربع قرنٍ مضى، مما انعكس سلباً على تقديرات الرأي العام في غالب السودان! من هذا المُنطلق، برزت أهمِّية إنشاء قناة فضائية للمُعارضة السودانية لمُعالجة الجوانب المُشار إليها أعلاه، خاصةً بعدما عايش الجميع ما أحدثه أثر التواصل الإلكتروني والمعرفي بوسائله المُختلفة، ومن بينها القنوات الفضائية، في تحريك الشعوب القريبة من السودان وإحداث التغييرات المنشودة في السلطة وتحقيق إرادة تلك الشعوب. وللحقيقة لا أدَّعي أبداً شرف الريادة في الكتابة في هذا الشأن، حيث سبقني أساتذة وشرفاء ومناضلين آخرين واستفاضوا في هذا الخصوص، وقدَّموا عُصارة أفكارهم العميقة وخبراتهم الثرَّة ومُبرراتهم الموضوعية لإنشاء قناة مُستقلَّة للمعارضة السودانية، مُقابل الآلة الإعلامية الإسلاموية المأجورة والمُضلِّلة. إنَّما يأتي مقالي هذا حاملاً البُشرى لشعبنا السوداني الحبيب والصابر على (مِحَنْ) المُتأسلمين، ولكافة قطاعات المُعارضة السودانية الثائرة والمُناضلة بأنَّ حُلْم القناة الفضائية سيُصبح واقعاً قريباً جداً، بعدما شرعت مجموعة من المُناضلين من مُختلف القوى السياسية السودانية والنشطاء والشرفاء من أبناء السودان في الإجراءات الفعلية لقيام هذه القناة، وجاري العمل الآن لتوفير التمويل اللازم واختيار مقر هذه القناة الذي انحصر في إحدى دولتين من دول العالم المُتقدِّم، بما يضمن حرية القناة وقيامها برسالتها الإعلامية والثورية والنضالية بحيادية مُطلقة، وفي إطارٍ من القوانين واللوائح المُحترمة. ولعلَّنا نحن السودانيون بحاجة ماسَّة وحقيقية لمُواجهة التغبيش الفكري الذي يُمارسه المُتأسلمون في حق البلد وأهلها، وجنوحهم المُتعمَّد لتشويه وإضعاف الشعب والمُجتمع السوداني وحجب مُشاركته في صناعة وصياغة حاضره ومُستقبله، بما يخدم أهدافهم السلطوية المُستبدَّة وسيطرتهم الكاملة على كافة مفاصل الحياة. من بين أهمَّ مُوجهات الفضائية، تفعيل عملية الحوار وتبادُل الرُؤى والأفكار وإتاحة مساحات أرحب للرأي والحرية الاجتماعية لكل أبناء السودان، وتعزيز سُبُل التواصل المُجتمعي والفكري والسياسي بين الأفراد، في صورة تشارُكية كاملة دون تمييز أو تفضيل فئة على أخرى من أبناء السودان. وتنفيذاً لهذه المرامي النبيلة والمنشودة، فقد عَمَدَ القائمون على إنشاء هذه القناة إلى تسجيلها كشركة إنتاج وفقاً لقانون دولة المقر (التي ستُحدَّد في غضون الأيام القادمة)، ثم استئجار شارة البث على القمر المعني والبدء في العمل فوراً، لأداء رسالتها بمهنية عالية، فضلاً تهيئة وخلق الثقة للمُتبرعين لإنشائها وتسييرها أو المُتعاونين معها. والدعوة مُوجَّهة لجميع القوى السياسية والنضالية السودانية والكفاءات الإعلامية الشريفة للالتفاف حول القناة التي تم الشروع فعلياً في إنشائها، والمُساهمة في تهيئة وتوفير الأموال اللازمة لقيام القناة (مصاريف التشغيل)، والتي ستُحسَبْ كمُساهمة أو شراكة على أن تُموِّل القناة نفسها ذاتياً مُستقبلاً عبر أكثر من وسيلة معمولٌ بها في هذا الخصوص. كما ندعوكم لدعم الحملة الترويجية الخاصَّة بها لإيصال الخطاب الإعلامي النضالي ضد الهيمنة الإسلاموية ومُجابهة تغبيشها الفكري والثقافي للأذهان، بما يقود إلى التغيير المنشود الاستقرار السياسي والاقتصادي المفقود في السودان، ورفع الظلم والاضطهاد الذي طغى على البلاد منذ مقدم هؤلاء.. وسنوافيكم بالمستجدات في مقالٍ آخر قريب جداً، وأهمَّها دولة المقر وكيفية المُساهمة في شركة القناة وغيرها من المعلومات الضرورية والهامَّة.