ينتهج حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان سياسة الوعيد تجاه معارضيه لبث الرعب في صفوفهم وكسر عزيمتهم لتخفيف الضغط على الرئيس السوداني عمر حسن البشير. و برر القيادي في المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان إسماعيل الانتقادات العنيفة التي يوجهها قادة الحزب للمعارضة أثناء الحملات الانتخابية، وقال إن خطابهم مدروس، وعنف منتقدي حزبه قائلا "من يمد يده علينا سنكسرها". وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تصريحات لقادة المؤتمر الوطني، لا تخلو من الاستفزاز للقوى المعارضة التي تقاطع الانتخابات، كان أبرزها وصف وزير الدولة بالاعلام للمقاطعين بأنهم "أراذل القوم" وحديث لأسماعيل نفسه، قال فيه إن المقاطعين "لا يستحقون شرف قيادة البلاد". ومن جانبه قلل الرئيس السوداني من حملات قوى المعارضة التي تدعوه للرحيل عن سدة الحكم، وشدد على انها لا تخيفه، وقال انه يؤمن بأن "الملك بيد الله يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء". ويرى مراقبون أن سياسة التخويف لن تجدي نفعا للتضييق على المعارضين المتشبثين بالمشروع الاصلاحي الذي يجب إحداثه في السودان من خلال الإطاحة بالنظام السياسي الحالي. وترفض قوى المعارضة إجراء الانتخابات في أبريل/نيسان المقبل وتطلب تأجيل العملية لحين تشكيل حكومة قومية لفترة إنتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم قيام انتخابات معترف بها. وأفاد إسماعيل للصحفيين أن هناك معركة انتخابية ونقد من جهات أخرى، لكن حزب المؤتمر الوطنى يعرف كيفية الرد عليها من خلال مخاطبة الجمهور مباشرة باعتباره مستهدفاً لمقاطعة للانتخابات. وقطع بأن الحزب يدرس ويحلل كلمات خطابه للجماهير، مشيرا إلى أنه في كل الحملات الانتخابية يتم الرد على المنتقدين. ويرى متابعون ان ما يميز النظام السوداني الحالي هو التصريحات غير المسؤولة المبينة على خطاب العنف والتسلط، بعيدا عن كل مظاهر العمل الديمقراطي. وكشفت قوى المعارضة عن برنامج عمل مشترك، للانتفاضة واستعادة الدولة السودانية، ويدعو البرنامج لاطلاق حملات شعبية لوقف الحروب وإسقاط النظام، فضلا عن "سياسات بديلة" تشمل عدة قطاعات على رأسها الجيش والأمن والشرطة.