الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
القوة المشتركة تكشف عن مشاركة مرتزقة من عدة دول في هجوم الفاشر
كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني
شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية
شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)
اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ
حملة في السودان على تجار العملة
اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!
خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر
من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟
المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث
الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م
إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان
غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها
ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا
توضيح من نادي المريخ
حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا
تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً
شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)
امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!
ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي
تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟
محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..
وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم
"تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !
"الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي
الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين
المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"
أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني
أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان
بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران
لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها
انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر
مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم
خبر صادم في أمدرمان
اقتسام السلطة واحتساب الشعب
شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟
شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)
شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم
إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية
رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة
زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني
وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا
احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان
السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة
تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان
استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة
مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم
دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني
أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي
الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين
شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان
السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"
ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !
بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية
نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%
عَودة شريف
لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أُسْكبيكِ في دَمي خمْرَ طُهْرٍ!
فاطمة يوسف ذياب
نشر في
حريات
يوم 03 - 05 - 2015
عزيزتي الشاعرة آمال عوّاد رضوان.. أتناولُ قصيدتَكِ (أُسْكبيكِ في دَمي)، وأنتِ مِن فيروزِ الحُروفِ تصنعينَ عقدَ الكلماتِ، فنُعاقرُها بغزَلٍ فوضويٍّ يَتماهى مع مخزون الوجعِ ومَكدوس الأماني، فنحلُمُ كما تَحلُمينَ، بغدٍ يَخرُجُ مِن شرنقةِ حُلمٍ لذيذٍ، يَفردُ أجنحتَهُ بلوحاتٍ فنّيّةٍ تأخذُنا إلى النّصِّ، وتَسحَبُنا إلى عالمِكِ المُترَعِ بالتّجلّي، فنرى اللّوحاتِ جزءًا مُتناغِمًا معَ حُروفِكِ، وندخلُ دائرةَ السّؤالِ؛ مَن جاءَ أوّلًا، اللّوحةُ أم النّصوص؟
عزيزتُنا الشّاعرة آمال، سيَظلُّ الهَمُّ ذاتُهُ يَتقلّبُ على جمرِ النّصوصِ الّتي تُميّزُكِ ببلاغتِها وشدّةِ غموضِها، والّذي مِن جهَتي، كنتُ أُفضّلُ أن يُسلّمَني ذاتَهُ مِنَ المُعاشرةِ الأولى، فهذهِ لغتُكِ العصيّةُ المُستعصيةُ كما نوارس أحلامِنا، لها فضاءاتُها وعوالمُها، فتحيّة أختي الشّاعرة، وتحيّةً لمَداد حِبرِكِ الماسيٍّ المائيّ.
(1)* نَسائِمُ شُرودٍ.. تُحَلِّقُ/ تَصْفَرُّ أَعْوادُها .. تَصْفِرُ ناياتُها/ و.. تَسْفَحُ غَمامَ مُنىً/ عَلى .. أُفُقِ الصَّباحاتِ البِكْر
أسكبيكِ في دَمي؟ نَسائمُ تصفَرُّ أعوادُها؟ ياااااااااااااه، حينَ تَجفُّ الكلماتُ، وتُورقُ الأماني مِن ثنايا صُفرةِ أعوادٍ تعّرّتْ مِن وُريقاتِها، وشَلحَتْ براعمَها، في زمنٍ تئنُّ فيهِ النّاياتُ، ويَشلحُ الفجرُ بكارتَهُ مُرغمًا، ويُعلّقُ ثوبَهُ العُذريَّ على سفحِ الغمام!
عزيزتي الشّاعرة آمال عوّاد رضوان، الفاردةُ جَناحيْ أبجديّتِها ومَشاعرِها في أفقٍ يُراودُها وتُراودُهُ، مُترعًا بأماني العذريّةِ المُتمنّاة، معك نحن أيضًا، نبحثُ عن فجرِنا البكرِ، ونَمضي إلى فقراتٍ أخرى مِن صُورِكِ الإبداعيّةِ، علّنا نجدُنا بينَ ستائرِ ليلِكِ وليلِنا الأزرق!
(2)* أَمِنَ المُنْتَهى.. / تَنْقَشِعُ طُفولَةٌ/ غافِلَةٌ.. عَارِيةٌ/ تَخْتَبِي.. / في أَغْلِفَةِ عَبَقٍ عُذْرِيّ؟
هكذا نولدُ مِن رحمِ العبقِ العُذريِّ، ونَحسَبُ أنّنا باقونَ بعُذريّتِنا وطهارتِنا وطُهرِنا، لكنّنا عند المنتهى نكونُ قد فقدناها عذريّةَ الفكرِ والمقاصدِ والمرامي! وكأنّنا نحِنُّ إليها، كلّما غرَزَ الزّمنُ أنيابَ دنسِهِ وخِزيِهِ وعارِهِ في جلودِ واقعِنا العاري، مِن عبَقِ العذريّةِ التائهةِ في مَلاهي الطفولة؟ عزيزتي آمال، أنظلُّ هكذا قابعينَ في رحم حُلمٍ ما بينَ القوافي، نرسمُنا في حدودٍ ضيّقةٍ، تكادُ لا تتّسعُ لمَسافات أحلامِنا وآمالِنا؟ نرانا هنا في تجَلٍّ عذريٍّ يَسحبُنا إلى حدودٍ لم تُحدَّدْ بعد، وما زلنا على أكفِّ أمّهاتِنا نرنو للفضاءِ الرّحبِ الّذي يَرسُمُ لنا الوطن الآخر، كما كلّ أجنّةِ العالم.
(3)* أَرْياشُ عَينَيْكِ../ تُرْبِكُ.. وَهْجَ مَوْجِيَ العاصِفِ/ تَسْرِقُ.. وَمْضِيَ السَّاهي/ لتُشْرِقَ..
هَمْسَةً بَيْضاءَ/ ضَمَّخَها.. طَلُّ حَياءٍ
هكذا نمضي نستوطنُ الأهدابَ والعيونَ، نبحثُ خلفَ الأرياشِ عن وجودِنا المُرتبكِ مِن وهج موْجِنا العاصف، والمَدى ومضٌ ساهٍ يُغافلُنا، يُصادرُ منّا الحنينَ والأملَ بفجرٍ أبيضَ، ولو كانَ بحياءٍ واستحياءٍ، يُطِلُّ علينا مِن شبابيكَ طُرّزتْ بأنياب، وتَضمّخت بدمِ عذريّةٍ كنّا نملكها، لكن! أيّتُها الشاعرةُ، أراها ريشتُكِ ترسُمُ أهدابَها سياجًا، أتبغيهِ لُحمةَ وطنٍ مُستباحٍ، أم سِياجًا يُقيّدُ مدى الحُلم ومَدى الوطن؟ وتظلُّ لنا فرصةٌ للتّجلّي خلفَ مَرامي النّصّ، تتعلّقُ بأهدابِ الحُروف أمنيةٌ ترنو إلى وطنٍ مِن غيرِ أسوارٍ وسياجٍ، لكن شتّانَ ما بينَ الأهداب وما بينَ قسوةِ الأسوار!
(4)* هِيَ ذي حُروفُك/ تَتَهادَى.. عَلى سَحابَةِ جُنونٍ/ تُذيعُ بَوْحَ اللَّيْلَكِ.. في مَنافِيَ لَيْلِكِ/ وَ.. تَتَسايَلينَ.. في ثُقوبِ الرُّوحِ
معَ حُروفِكِ تتهادى حُروفُ أبجديّتي، تكادُ تُعلنُ جُنونَها مِن غموضِ مَغازيكِ وما الوراء، وفي فيافي النّصّ أسطورةُ الأساطيرِ مُبهَمةٌ، تتمنّعُ بعنادٍ وكبرياء، وأطرحُ شالي الحريريَّ مِنوالًا يُدغدغُ اللّغةَ العَصيّةَ المُستعصيةَ، في مُحاولةِ الوُلوجِ إلى نصِّكِ، ولو جاءَ مِن بينِ ثُقوبِ الرّيح! ألعلّي أعتذرُ وأمضي في مَنافي اللّيلكِ، أبحثُ عن زمنٍ مِن غيرِ ثُقوب؟ أيّتُها المُسافرةُ إلى الما وراء، هي ذي حُروفُكِ تتهادى كالوطن في أرجاءِ حُلمٍ، تقفُ على متنِ سحابةِ جُنونٍ، بانتظارِ نسمةٍ باردةٍ تُسقِطُها مَطرًا، يُنبِتُ واقعًا مَنشودًا قد تَرَيْنَهُ بعيدًا، ولكنّنا نَراهُ بينَ أرجاءِ القصيدةِ، في قبضةِ اليَدِ وفي بوْحِ اللّيلك يتنفّسُ الفجْرَ، وإنْ كانَ الفجرُ يَتسَحّبُ مِن بينِ ثُقوبِ الرّوح!
(5)* هِيَ ذي رُموشُكِ/ تَخْتَلِسُ قَميصِيَ البَحْرِيَّ/ تَتَماوَجُ في هالاتِ العَوْسَجِ/ تَتَوالَدُ نَعيمًا../ تَكْوينًا يَتَخَلَّدُ..
ترى هل ذهبْتِ في حُرقتِكِ إلى حدودِ اللّومِ والعتاب، أم تجاوزْتِ إلى حدِّ الاتّهامِ لهذا السّور الّذي توخّيْتِ أن تجعَليهِ حارسًا، يَحرُسُ العيونَ وكلَّ ما تحت الجفون؟ أهي صرخةٌ مُتفجّرةٌ أم همسةٌ مِن عتابِ حانية؟
سيّدتي الشّاعرة آمال عوّاد رضوان، لا يَحمي الجَنينَ غيرُ رحمِ أُمٍّ أنجَبتْ، وكلُّ ما هو مُستورَدٌ يَظلُّ يَتماوجُ ويتلوّنُ، ويَقطُرُ بمِلحِ صمْتِهِ وتَخلّيهِ، لأنّهُ يَظلُّ كما الأهداب مُعرَّضًا للكسَلِ والتّكاسُل! عزيزتي، أينَ نحنُ مِن هالاتِ العوسجِ المًخلَّدِ، وقد تقصّفتِ الأهدابُ واكتوَتِ العيون، فلا نعيمَ ولا يحزنون، وربّما نَظلُّ نَحضُنُهُ حُلُمًا يولدُ في طيّاتِ الجفونِ وما تحتَها، نستمرئُ العيشَ معَهُ ومُعايشتَهُ، لكن هيهات أن يَتساوى الواقعُ بأرتالِ الظنون! بقدرِ ما يَستفزُّني غموضُ قوافيك،فأراني مُجبرَةً أن أخاطبَكِ بصراحةٍ جَماليّة، أما حانَ الوقتُ أن تكونَ لغتُنا مُباشرةً، مادامَ الغموضُ يتسربلُنا حتّى لم نعُدْ نَرانا؟ فكم هم الّذين يُتقنونَ الماوراء؟ ألا تكونُ أبجديّتُنا أقلَّ تعقيدًا، ما دُمْنا مَجبولينَ بطينِ عُقدِنا، وكالنّعامة بتنا لا نريدُ رؤيةَ صيّادٍ بحُلمِنا الأزرق؟
(6)* بِأَعْشَاشِ فَرَحي الآتي/ دَمْعَةٌ.. شااااارِدَةٌ.. / تَتَفاقَسُ مَبْهورَةً.. بِمَنْحوتَةِ ابْتِهاجٍ/ تَحُطُّ.. عَلى أَجْنِحَةِ بَسْمَةٍ شَفيفَةٍ/ تَهْمِسُ بِضَوْءٍ قُدْسِيٍّ:/ ما مِنْ حَمائِمَ تَسْتَوي/ عَلى بَيادِري/ إِلاَّك../ أشْتاقُك/ وَالشَّوْقُ إِلَيْك.. مَعْصِيَةٌ/ لا تُغْتَفَر!
نعم، مُؤلِمٌ ومُوجِعٌ أن نراهُ فرحَنا القادمَ على عتباتِ حُلمٍ أزرقَ يُغادرُنا إلى الفضاءاتِ الأخرى، يَبحثُ عن عُشٍّ آخَرَ، والأعشاشُ سيّدتي مِلءَ السّمعِ والبَصر! فهل تَملكُ العَصافيرُ منعَ الذّئابِ والرُّماةِ والصّيادينَ مِن اصطيادِ زَغاليلِها وفِراخِها؟ مُوزّعونَ نحنُ على مساحاتِ أغصانٍ جافّةٍ، وكلّما بنيْناهُ عُشًّا يَطالونَهُ بألفِ بندقيّةٍ ومكنسة، فمَن تبقّى للعصافيرِ الشّاردةِ كي تُراودُهُ على ظلِّ عُشٍّ، وربّما على قشّةٍ بينَ أمواجٍ عاتية؟
(7)* مُلْهِمَتي/ طِبْتِ.. بِفَيْضٍ مِنْ إبْداعٍ/ اِسْطَعي أُنْشودَةً/ تَذْرِفُ نوَّارِيَ الشِّعْرِيَّ/ بَعْثِريني في لُجَّةِ الشِّعْرِ حَدائِقَ بَرِّيَّةً/ تَغْمِسُ حَبَقَ عَبَراتِي الفَوَّاحَةِ/ بِأَثيرِ أَحْلامِيَ العَذْبَةِ
مُلهِمَتي آمال، وما ظَلَّ في المَكانِ ولا الزّمانِ فرصةٌ واحدةٌ للإبداع، ولا حتّى لِحَلٍّ نَرجسيٍّ، فباقاتُ الحُلولِ كلّما أينعتْ في خواطرِنا، وجَدَتْ مَن يَنثرُها وينعفُها على الطّرقاتِ ويَدوسُها تحتَ الأقدام، ونحنُ نبحثُ في دوائرِ الحُلمِ عن بارقةِ حَلٍّ، تُعيدُ للعصافيرِ بقعةً مِن فيْءٍ وضوْء!
(8)* عَباءاتُ نَواطيرِكِ.. تُهَفْهِفُ/ فَوْقَ .. مَساماتِ وَجْدي/ تُحَلِّقينَ.. مَغْمورَةً / بِشُعاعٍ .. مِنْ ظِلِّ دُعائي/ وأُرَقِّيكِ.. مِنْ كُلِّ يَبابٍ/ بِاُسْمِ أَشْجارِيَ الوارِفَةِ/ فَلْتَحُلَّ عَلَيْكِ بَرَكَةُ خُضْرَتي/ مُبارَكَةٌ أنْتِ بي/ مُبارَكَةٌ هِيَ أَنْساغُكِ .. أَجْراسُكِ/ وَمورِقَةٌ هِيَ الحَياةُ .. بَيْنَ كَفَّيْكِ
عباءاتُ نواطيرِكِ؟ تُضحِكُني الجُملةُ الوهميّةُ، حينَ ظننّا أنّ عباءاتِ العروبةِ ستُظلّلُنا، وتشتري لنا غابةً مِن وطنٍ نُزاولُ فيها عيْشَنا وحُلمَنا، ونُحلّقُ في الفضاء، كما كلّ عصافير الدّنيا فوقَ أرضٍ وتحتَ سماء، فلا العباءاتُ المُهفهفةُ أسْمَنَتنا ولا أغنتنا من جوع، ولا آمَنتنا مِن خوفٍ، والشّعاعُ لم يَزلْ بعيدًا، أبعدَ مِن مَدى أحلامِنا وتَصوُّرِنا في اليقظةِ والحُلم؟
(9)* نَضارَةَ الحُبِّ.. أَعيديهَا / في جُذوعِيَ العَلِيلَةِ/ بأَغْصانِيَ العارِيَةِ/ لِتورِقَ.. لِتُزْهِرَ/ وَأَتَذَوَّقَكِ ثِمَارًا.. / تُونِعُ في فَمي
مُتجذّرونَ نحنُ في أرضِنا وحُلمِنا بكلِّ ما فينا مِن كُهولةٍ وطفولةٍ، ولم نزلْ نُصلّي ونرفعُ الأيادي والعيونَ والقلوبَ، وبأطرافِنا المَبتورةِ نَحلُمُ برحمةِ السّماءِ ورَبٍّ السّماء، وأن تسقطَ علينا غيمةٌ حُبلى بمَطرِ الكرامةِ حدّ الامتلاءِ والارتواء، كي تتورّقَ أغصانُنا الجافّةُ، وننهَضَ مِن رُكامِ ذُلِّنا، ونُواصِلُ كخلقِ الله عيْشَنا فوقَ أرضٍ وتحتَ سماء!
( (10* يَا مَنْ بَحَريرِ حَرْفِها وخوْفِها/ تَغْزِلُني.. شَرنَقَةً/ تَبْعَثُني نَحْلَةً.. في صَوْمَعَةِ اللَّيْلِ/ هِي ذي أَطْرافُ الدَّهْشَةِ/ تَسْتَعْسِلُني/ كُلَّما ساحَ في مُقْلَتَيْكِ.. رَقْراقُ عَيْنَيَّ
حَريرُ حرْفِها وخوْفِها؟ ببلاغةٍ مُتناهيةٍ تستخدمُ شاعرتُنا آمال عوّاد رضوان حروفَ أبجديّتِها، فيُصبحُ الحرفُ والخوفُ لديها كما الحرير ناعمًا، يَرتدينا ونَرتديهِ ويسكُنُنا،ويتجمّلُ بنا ونتجمّلُ به، ونظلُّ مسكونينَ به، ونسكُنُ على أطرافِ دهشتِنا، نغازلُ ونُهادنُ صمتَنا، ونُراوغُ كلَّ ما حولَنا مِن عبثيّةِ الحُلولِ وفرَضيّةِ المُستحيل، وتتجذّرُ الدّهشةُ فينا قدَرًا لا يُفارقنا؟
(11)* لَوِّنيني.. بِعَبَثِيَّتِكِ/ اُنْقُشي هَمَجِيَّتَكِ.. دُروبًا/ عَلى تِلاواتِ نَشيدي/ اُسْكُبيكِ.. في دَمي/ لأَخْمَرَ.. لأَسْكَرَ بِسِحْرِ طُهْرِكِ!
أختي آمال القابضةً بأصابعِ أبجديّتِها المُتعلّقةِ بأمانيها السّرمديّةِ، هل مازالَ في علبةِ الأماني ألوانٌ أخرى، لم تَتناوَلْها العقولُ ولم تتفتّقْ عنها الأذهانُ؟ كلّا، لم يتبقَّ للحُلمِ لوحةٌ لم تُستهلَكْ، فكلُّ لوحاتِ العرضِ والطلب تطايرَتْ تحتَ فضاءِ الفرقةِ المقصودةِ وغيرِ المقصودة! لكن لا بأس، نحنُ ماضون نسكُبُ نشيدَنا الأبديَّ صلاةً فيروزيّةً على عتباتِكِ يا قدسُ مدينةَ الصّلاة، وإنّنا نُصلّي والطّفل في رحمِ أُمِّهِ وبين ذراعيها، تحملُهُ حُلمًا يُراودُها في غفلةِ الضّمائر!
أُسْكُبيكِ في دَمي/ آمال عوّاد رضوان
(1)* نَسائِمُ شُرودٍ.. تُحَلِّقُ
تَصْفَرُّ أَعْوادُها .. تَصْفِرُ ناياتُها
و.. تَسْفَحُ غَمامَ مُنىً
عَلى .. أُفُقِ الصَّباحاتِ البِكْر
(2) * أَمِنَ المُنْتَهى..
تَنْقَشِعُ طُفولَةٌ
غافِلَةٌ.. عَارِيةٌ
تَخْتَبِي..
في أَغْلِفَةِ عَبَقٍ عُذْرِيّ؟
(3) * أَرْياشُ عَينَيْكِ..
تُرْبِكُ.. وَهْجَ مَوْجِيَ العاصِفِ
تَسْرِقُ.. وَمْضِيَ السَّاهي
لتُشْرِقَ..
هَمْسَةً بَيْضاءَ
ضَمَّخَها.. طَلُّ حَياءٍ
(4)* هِيَ ذي حُروفُك
تَتَهادَى.. عَلى سَحابَةِ جُنونٍ
تُذيعُ بَوْحَ اللَّيْلَكِ.. في مَنافِيَ لَيْلِكِ
وَ.. تَتَسايَلينَ.. في ثُقوبِ الرُّوحِ
(5)* هِيَ ذي رُموشُكِ
تَخْتَلِسُ قَميصِيَ البَحْرِيَّ
تَتَماوَجُ في هالاتِ العَوْسَجِ
تَتَوالَدُ نَعيمًا..
تَكْوينًا يَتَخَلَّدُ..
(6)* بِأَعْشَاشِ فَرَحي الآتي..
دَمْعَةٌ.. شااااارِدَةٌ..
تَتَفاقَسُ مَبْهورَةً.. بِمَنْحوتَةِ ابْتِهاجٍ
تَحُطُّ .. عَلى أَجْنِحَةِ بَسْمَةٍ شَفيفَةٍ
تَهْمِسُ بِضَوْءٍ قُدْسِيٍّ:
ما مِنْ حَمائِمَ تَسْتَوي
عَلى بَيادِري.. إِلاَّك..
أشْتاقُك
وَالشَّوْقُ إِلَيْك.. مَعْصِيَةٌ
لا تُغْتَفَر!
(7)* مُلْهِمَتي
طِبْتِ.. بِفَيْضٍ مِنْ إبْداعٍ
اِسْطَعي أُنْشودَةً
تَذْرِفُ نوَّارِيَ الشِّعْرِيَّ
بَعْثِريني في لُجَّةِ الشِّعْرِ حَدائِقَ بَرِّيَّةً
تَغْمِسُ حَبَقَ عَبَراتِي الفَوَّاحَةِ
بِأَثيرِ أَحْلامِيَ العَذْبَةِ
(8) * عَباءاتُ نَواطيرِكِ.. تُهَفْهِفُ
فَوْقَ .. مَساماتِ وَجْدي
تُحَلِّقينَ.. مَغْمورَةً
بِشُعاعٍ .. مِنْ ظِلِّ دُعائي
وأُرَقِّيكِ.. مِنْ كُلِّ يَبابٍ
بِاُسْمِ أَشْجارِيَ الوارِفَةِ
فَلْتَحُلَّ عَلَيْكِ بَرَكَةُ خُضْرَتي
مُبارَكَةٌ أنْتِ بي
مُبارَكَةٌ هِيَ أَنْساغُكِ .. أَجْراسُكِ
وَمورِقَةٌ هِيَ الحَياةُ .. بَيْنَ كَفَّيْكِ
(9) * نَضارَةَ الحُبِّ.. أَعيديهَا
في جُذوعِيَ العَلِيلَةِ
بأَغْصانِيَ العارِيَةِ
لِتورِقَ.. لِتُزْهِرَ
وَأَتَذَوَّقَكِ ثِمَارًا..
تُونِعُ في فَمي
(10) * يَا مَنْ بَحَريرِ حَرْفِها وخَوْفِها
تَغْزِلُني.. شَرنَقَةً
تَبْعَثُني نَحْلَةً.. في صَوْمَعَةِ اللَّيْلِ
هِي ذي أَطْرافُ الدَّهْشَةِ
تَسْتَعْسِلُني
كُلَّما ساحَ في مُقْلَتَيْكِ.. رَقْراقُ عَيْنَيَّ
(11) * لَوِّنيني.. بِعَبَثِيَّتِكِ
اُنْقُشي هَمَجِيَّتَكِ.. دُروبًا
عَلى تِلاواتِ نَشيدي
اُسْكُبيكِ.. في دَمي
لأَخْمَرَ.. لأَسْكَرَ بِسِحْرِ طُهْرِكِ!
من ديوان (سَلامِي لكَ مَطرًا/ آمال عوّاد رضوان).
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
آمال عوّاد رضوان : أسْكُبِيكِ في دَمِي
عصفورةُ الإبداعِ المُشرقِ آمال عوّاد رضوان!
قراءةٌ في قصيدةِ العطرِ الأزرق– للشاعرة آمال عوّاد رضوان
الأسطورةُ في قصيدةِ "مَرِّغُوا نَهْدَيَّ بِعِطْرِهِ الْأَزْرَق للشاعرة آمال عوّاد رضوان!
علوان السّلمان : قراءةٌ في تضاريسِ عنوانٍ مفقودٍ للشاعرة آمال عوّاد رضوان
أبلغ عن إشهار غير لائق