يا أستاذنا الهندي عزالدين لو كنت إسلاميا فأعلم ان المسلمين يسعي بذمتهم أدناهم فلماذا إذاً لم يعجبك أن تقص (ست شاي) شريط مبادرة شارع الحوادث؟ إلا ان يكون هذا بطرا منك وترفعا وتجبرا…؟ . فإن كنت تحط من قدرها لانها إمراة فأعلم ان المرأة في الإسلام أجارت وقبل رسولنا الكريم جوارها وتذكربحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . وان كنت تحط من قدرها لان مهنتها بائعة شاي فإن مصيبتك كبيرة لانها تكسب حلال من عرق جبينها ولا تسأل الناس إلحافا أعطوها او منعوها وإن كنت تستنكر انها تقدمت وزير الصحة المكروه شعبيا والذي يجفف في المستشفيات ويشرد في الخبرات ويعترف بأن40% نمن الادوية بالصيدليات مغشوشة فأنت مخطئ لانها لم تتقدمه بل هو تأخر عن آداء واجبه وهي سابقة بالخيرات ويلتف حولها كثير من الخيرين الذين يشعرون بآلام الاخرين الذين لا تعرف انت ولا وزيرك عنهم شيئا والسودان بلد فقير وكثير من الاعمال الجليلة ذات الأثر الفاعل في التنمية والنهوض سوي في التعليم او الصحة قامت علي اكتاف الخيرين رجالا ونساءا ساهموا بمالهم وفكرهم وكانوا هم أهل المبادرة والسبق . ولكن في زمنكم قلّ المعروف لذا من تطوع بماله ليخفف الم إنسان أو يجفف دمعة محزون ترون هذا الامر غريبا وكأنك لم تقرأ قوله تعالي (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم يقول : ( أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ) والسعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإنسانية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها , وجعلها من باب التعاون على البر وفي حديث أبوهريرة رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر)..البخاري ومسلم ولم يكن فعل الخيرات في الاسلام محصورا علي السلطان وسيدنا عثمان رضي الله عنه بادر بتجهيز جيش العسرة وسيدنا عمر بن الخطاب جاء بنصف ماله وسيدنا ابوبكر الصديق جاء بكل ماله. والصحابية الجليلة رفيدة عندما عاد المسلمون من بدر منتصرين كان بينهم بعض الجرحى ? فمنهم من عالجه اهله ومنهم من لم يكن له مال ولا سكن ولا اهل فى تلك الأثناء تطوعت رفيدة رضى الله عنها لخدمة هؤلاء باسعافهم وتضميد جراحهم ومداواتهم وتقديم الغذاء لهم ? فنصبت فى المسجد خيمة حيث تجمعهم وحملت معها ادواتها وعقاقيرها وعكفت على علاجهم اياما حتى برئوا واندملت جراحهم . ورفيدة هذه أسمها كعيبة بنت سعد الأسلمية وسميت برفيدة من الإعانة والعطاء أي الرفادة . ثمّ إن التقصير من السلطان في زمن دولة المشروع الحضاري اصبح شائعا في كل مناحي الحياة فهم لا يحسون بآلام الناس وجراحاتهم ولا يستمعون لصرخاتهم لذلك نحتاج أن يتحرك المجتمع افرادا وجماعات حتي لا يضيع الوطن بضياع إنسانه ولعمري هذا هو التغيير المنشود ان يتقدم الناس الدولة..!!! هذه مشاركة على عجالة ولو أردت المزيد لزودتك لتراجع نفسك و وأعلم أن الله لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه نأمل ان يتقبل الله من بائعة الشاي شبيهة رفيدة ويوفقنا لفعل الخيرات