نظام الإنقاذ عندما إستولى على الحكم فى السودان عبر إنقلاب 1989م . اول شئ قام به هو فرض سياسة التمكين على كافة الدوائر الحكومية . حيث قام بتجفيف المؤسسات الحكومية من كل الكوادر المؤهلة والنشطة وإستبدالهم بكوادرهم الذين تم توظيفهم على حسب الإنتماء التنظيمى لهذا النظام وأصبحت الدوائر الحكومية ملك لهؤلاء الجماعة . وتم تطبيق سياسة الخصخصة فى كل الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة وعندنا مشروع الجزيرة نموذج لهذه الخصخصة حيث إنهار مشروع الجزيرة الذى كان يعتبر أكبر مشروع فى افريقيا والوطن العربى وكانت عائدات هذا المشروع بتساهم فى دفع الاقتصاد السودانى . لكن بسبب سياسة هذا النظام تم تجفيف هذا المشروع وإنهار هذا المشروع فى عهد هذا النظام . ربع قرن من الزمان وهذا النظام يمارس الفساد الادارى فى جميع مفاصل الدولة . ربع قرن والشعب السودانى لم يرى من هذا النظام سوى القتل والإغتصاب والتشريد . فى طيلة هذه الفترة تعرضت الدولة السودانية لعجز تام فى الإقتصاد وشلل تام فى مربع التعليم والصحة وغيرها . فى عهد هذا النظام إشتعلت الحروبات فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بسبب التهميش والقمع الذى كان يجده مواطن تلك الأقاليم . فى عهد هذا النظام إنفصل جنوب السودان فى 2011 . فى الوقت الذى تدور فيه الحروبات فى جنوب النيل الازرف وجبال النوبة ودارفور بين قوات هذا النظام وثوار الجبهة الثورية يحتفل النظام اليوم بمرور 25 عاماً على إنقلابه المشؤوم فى 30/يونيو / 1989م . 25 عاماً من الفساد والقمع الذى أحدثته سياسات هذا النظام فى أرض السودان . الأزمة الإقتصادية التى تمر بها الدولة السودانية كانت نتاج لسياسات اقتصادية خاطئة إتخذها هذا النظام فى 2013 م لمعالجة العجز الاقتصادى حيث قام برفع الدعم عن المحروقات والسلع الضرورية وغيرها . فى تقديرى هذه المعالجات الإقتصادية جعلت المواطن يواجه واقع سيئ جداً . حيث إرتفاع الأسعار الجنونى للسلع الضرورية التى أرهقت كاهل هذا المواطن البسيط حيث أصبح المواطن لا يقدر على مجابهة هذه الأسعار . هذا فضلاً عن بقية الإلتزامات من إيجار وكهرباء وماء ومصاريف دراسية للأطفال . معظم الشعب السودانى من الطبقة الوسطى موظفين واصحاب مهن هامشية حيث دخلهم الشهرى لا يكفى لسد كل هذه الإلتزامات . إن الجامعات السودانية سنوياً تحتفل بتخريج الآف الطلاب من حملة الدرجات العلمية المختلفة فى جميع التخصصات . تبدأ معاناة الخريج من إنتسابه للخدمة الوطنية وبعدها ينتسب الى بعض المؤسسات الخاصة أو الدوائر الحكومية لغرض التدريب لأخذ خبرة فى تخصصه . الجدير بالزكر ان فترة التدريب تكون من غير أجر أو راتب لذا الخريج يتحمل كل تكاليف هذه الفترة من مواصلات وفطور وغيره و تكون الفترة ما بين 3 او 4 شهور . وبعدها يبدأ الخريج فى رحلة البحث عن وظيفة تسد رمق العيش ليستطيع من خلال هذه الوظيفة الصرف على ذويه لأنهم إجتهدوا كثيراً فى توفير المصاريف الدراسية له فى طيلة الفترة الجامعية . الخريج بصورة عامة يجد صعوبة بالغة فى ايجاد فرصة عمل له . وهذا يرجع الى أن ديوان الخدمة المدنية يخضع لسياسية هذا النظام التى تتمثل فى عامل المحسوبية والوساطات الشئ الذى جعل فرص العمل محدودة . كثير من الخريجيين يمتهنون مهن هامشية من أجل سداد التزامات الاسرة التى تعبت كثيرآ من أجل ان يحصل إبنها على شهادة جامعية حيث صرفت الغالى والنفيس من أجل ذلك الهدف السامى . لذا كثيراً من الخريجين يتركون شهاداتهم الجامعية جانباً ويتجهون الى الأعمال الحرة . نجد هناك من يعمل سائق (أمجاد او ركشة) وهو يحمل شهادة جامعية فى الهندسة أو فى العلوم التطبيقية أو فى الادارة .. الخ ..؟ هنالك من يعمل مندوب مبيعات وهو من حملة شهادات الهندسة او القانون او غيره من التخصصات .. الآن وبسبب الأزمة الإقتصادية التى تمر بها الدولة السودانية قد تضاعفت نسبة العطالة بسبب عدم وجود فرص عمل .وتفشت البطالة وإنتشرت المخدرات بصورة كبيرة جداً وسط فئات الشباب المختلفة وهذا كله بسب سياسة هذا النظام الفاشلة . الآن نسبة الفقر داخل المجتمع السودانى تعدت ال 92% هذا على حسب آخر احصائية لمنظمات العون الانسانى التى تعمل فى مجال حقوق الانسان العاملة فى السودان . فى تقديرى قلة الإنتاج الزراعى بسبب عدم توفر الحبوب والبذور وارتفاع اسعار الجازولين ساعد فى قلة الانتاجية الزراعية لبعض المشارع الزراعية فى السودان . وايضاً توقف صادرات الثروة الحيوانية من المواشى لبعض الدول الخليجية لبعض الوقت ايضاً ساهم فى ضعف ايرادات الدولة . ذيادة الواردات من المنتجات والسلع ايضاً ساعد فى ضعف خزينة الدولة . فى تقديرى سياسة هذا النظام التى أضعفت دور ديوان الخدمة المدنية وذلك بسبب عامل المحسوبية والوساطات الشئ الذى جعل كثير من الكوادر المؤهلة تهاجر الى دول أخرى لعدم وجود فرص عمل داخل وطنهم . كثير من الاطباء والمهندسين والمحاسبين والادارييين والفنيين منتشرون فى بقاع الارض وهم يبدعون ويحصدون الجوائز من خلال تفوقهم فى عملهم فى شتى المجالات ولدينا أمثلة كثيرة مثل المهندس الكيمائى /بابكر البلولة فى دولة الامارات الذى إخترع جهاز لتنظيم مرض السكرى عبر الهاتف السيار والبلولة من ضمن 500 شخصية مشهورة فى العالم . ولقد تم تسميت شارع بأسمه فى إمارة عجمان تقديراً لدوره فى رفعة العلم والمعرفة فى الوطن العربى والعالم . ولدينا طالبة الطب التى أحرزت اكبر معدل فى جامعة هارفرد والتى دعاها الرئيس الأمريكى اوباما لتناول وجبة الإفطار مع فى البيت الأبيض ليحتفل بها وهى امريكية من إصول سودانية ولدينا دكتور مصطفى ماهر مقترع علاج لمرض الزهامير الذى يهدد المجتمع السودانى معه دكتور مصرى . ودكتور مصطفى ماهر من مدينة سنار مقيم فى امريكا ويحمل الجواز الامريكى هذا على ضرب المثال . الكل يعلم إن وجود هذا النظام فى الحكم هو السبب الرئيسى للأزمة السودانية . فى تقديرى لا خيار لنا سوى الإتفاق على إستراتيجية محددة تقودنا الى التغيير . لذا الدعوة موجهة الى دعاة التغيير من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدنى ومستنيرين وجميع حركات المبادرات الشبابية التى تدعو الى التغيير ان ييتم التخطيط والتنسيق بينهم ووضع الخطط الحكيمة التى تؤدى الى إنجاح عملية التغيير . لذا علينا ان ندعو الجماهير الى عملية التغيير عبر الندوات فى الاحياء والحارات وحثهم على العمل الثورى عبر العصيان المدنى فى جميع المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات والمدارس والنقابات . نريدها ثورة قوية تهز عرش هذا النظام الفاسد ثورة تخرج فيها كل الجماهير من كل الاحياء والمدن ثورة زنوج وعرب فى تقديرى اى عمل ثورى اذا لم يتم التخطيط والتنسيق له سوف يفشل اذاً علينا وضع الخطط الجيدة لانجاح عملية التغيير وبناء دولة العدالة والمساواة التى تسعنا جميعاً بمختلف مكوناتنا .