كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    الديوان الملكي السعودي: خادم الحرمين الشريفين يغادر المستشفى بعد استكمال الفحوصات الروتينية    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد السر احمد سعيد يرد على الفاتح عروة
نشر في حريات يوم 21 - 07 - 2015


ردا على افتراءات فى حقه
العميد السر احمد سعيد يرد على الفاتح عروة
تقديم
أجرى الأستاذ ماهر أبو الجوخ المحرر بصحيفة الصيحة السودانية ،في حوالى 16 حلقة ،مقابلات مطولة مع العقيد أمن (الفريق طيار) الفاتح عروة وهو حاليا العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة زين للاتصالات . في إحدى هذه الحلقات اتهمنا بالتقاعس في واجباتنا العسكرية وبالتهرب من المسئولية . وجاء حديثه مليئا بالكذب والافتراء . لم أكن أنوى الرد عليه لأنني أعتقد أنه لا يستحق ولكن لأنه يمثل أحد رموز الانقاذ وأحد أبرز أعضاء المجموعة الأمنية والعقلية الأمنية التي تتحكم في البلاد رأيت أن أتصدى له ،لأن السكوت على هؤلاء الطغاة يزيدهم طغيانا .
أرجو أن أنوه أن الصحيفة التزمت بنشر ردى على خمس حلقات ولكن في الحلقتين الأخيرتين جرى حذف بعض الجمل والتي كنت أرى أنها ضرورية . مرفق نص الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الفاضل ماهر أبو الجوخ
تحية طيبة…وبعد ،
وصلتني عبر الوسائط الإلكترونية مقابلاتكم الصحفية مع السيد "الفاتح محمد أحمد عروة " على صحيفة (الصيحة ) ، وقد جاء ذكري في بعض حلقات المقابلات وبعض الآراء حول عملي وأدائي في القوات المسلحة ، وعن كتابي (السيف والطغاة ). أعتقد أن هناك بعض المعلومات التي أثيرت في المقابلة تحتاج لتصحيح كما أن هناك بعض النقاط تحتاج لإلقاء الضوء عليها حتى تتضح الصورة كاملة للقارئ الكريم . ولذلك وعملا بحق الرد والتعليق أرجو نشر هذا الرد حول ما جاء في المقابلة عن شخصي، مع الشكر .
أولا : السؤال الذي طرحته على السيد الفاتح عروة ، بعد حديثه عن عملية جبل بوما ،والتي ذكر اسمي فيها ، جاء كالتالي نصا وكما جاء في الصحيفة:
(لدي ملاحظة في ما أوردته الآن بخصوص عملية (بوما) فرغم أنك تتحدث عن دورك فيها إلا أن العميد السر أحمد سعيد والذي كان طبقاً لإفادتك السابقة ركناً للاستخابرات لكنه لم يشر لأي دور لك فيها في كتابه المنشور (السيف والطغاة) وانتباني احساس عميق بأن بينك وبين الرجل ما صنع الحداد خاصة أنه أفرد لك فصلاً كاملاً في ذلك الكتاب بعنوان (ظاهرة الفاتح عروة)، ما هي خلفية الخلافات بينك وبين الرجل؟)
الأستاذ ماهر
اسمح لي أن أعلق على سؤالك هذا في أربعة نقاط ، وهذا ضروري ، لتوضيحه للقارئ الكريم :
1) حينما كان يذهب إلي الجنوب مرافقا للرائد إبراهيم شمس الدين وبعض متنفذي الاستخبارات كان يتدخل في عمل القادة بصورة غير سليمة تضايق منها كثير من القادة ص238.ووقتها لم يكن يحمل أي صفة عسكرية كما أشرت .
2) تدخل في عمل الطيارين وجلس في برج مطار جوبا يوجههم وفي نهاية الأمر وصفهم ب(الجبناء) فتمرد الطيارون ورفضوا الطيران وكان مطلبهم الوحيد هو : إبعاد الفاتح عروة عن مسرح العمليات ص245.
3) إصراره على ضرورة هبوط طائرات النقل الاستراتيجية في مطار جوبا ليلا وهو غير مجهز لذلك ‘ فسقطت أول طائرة C130 واستشهد جميع من فيها(5 ضباط +126 رتب أخرى + الطاقم ) عدا ضابط صف واحد. ص 246.
ثانيا : إجابات السيد الفاتح محمد أحمد عروة على سؤالك
أوجزها في خمس نقاط رئيسية ولكن قبل أن أتناول هذه النقاط الخمس بالتعليق أسمح لي بأن أوضح الملاحظات التالية :
الأولى : إن الفاتح عروة بدل أن يوضح الدور الذي لعبه في عملية جبل بوما (إن كان له أي دور فيها! ) ، أو يوضح النقاط التي جاءت عنه في الكتاب ( تمرد الطيارين حينما وصفهم بالجبناء ، سقوط الطائرة ال C130 واستشهاد جميع من فيها ، تدخلاته في عمل القادة في جوبا والأضرار التي لحقت بالعمليات ) وكل واحدة من هذه النقاط يمكن أن تقوده لمحكمة عسكرية ترك ذلك وراح يتحدث عن أشياء لا قيمة لها . .
الثانية: سأحاول أن أكون موضوعيا ومباشرا رغم أن الله سبحانه وتعالى يقول(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )سورة النساء الآية 148 ،إذ إنه في رد ه على سؤالك لجأ إلي الكذب والافتراء ، لكني أعدك أن أكون عنيفا عندما تقتضي الضرورة حتى يعيَ تماما قول عنترة العبسي :
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب
الثالثة : إنني لا أضع نفسي مقابل الفاتح عروة إطلاقا لأنه ليس كفؤا أو ندا لي ، لسبب بسيط هو أنني جنرال حقيقي ولا فخر (عميد ركن = بريجدير جنرال ) تدرجت في الرتب وخدمت في عدد من القيادات و وظائف الأركان ،وتأهلت في عدد من المعاهد العسكرية الراقية وآخرها شهادة القيادة والأركان من جمهورية باكستان، وحائز على نوط الواجب في عمليات حفظ السلام في لبنان، ونوط الواجب في عمليات إعادة السيطرة على معسكرات الكتيبة 105 بور، ووسام الشجاعة في عملية تحرير الرهائن بجبل بوما .أما هو فقد ترك القوات المسلحة ملازم أول وكل تأهيله دورة قادة فصائل مشاة ! ثم أعيد إليها برتبة العميد ورُفَع لواء ثم فريق دون أي تأهيل أو خبرة ! يذكرني هذا ببعض الذين جلبوا للسلام من الإخوة الجنوبيين العائدين من الغابة فيما عرف ب "السلام من الداخل" فمنح بعضهم رتبة ( فريق سلام) وبعض من هؤلاء أعطى نفسه لقب "أركان حرب" حينما علم أن فيها علاوة مقدرة. وفي تقديري هو واحد من هؤلاء لا يتميز عنهم بشيء.
الرابعة : القضية ليست السر أحمد سعيد وإنما هي قضية وطن يمزق ويهان يوميا على أيدي أناس مثل الفاتح عروة وكنت أنادي وما زلت على جميع المثقفين في كل المهن أن يتصدوا لمثل هذه الترهات ، وهي كثيرة وفي كل مناحي الحياة كنوع من الرقابة الشعبية ، والسكوت عنها يشجع العملاء والجواسيس والانتهازيين على الخروج إلى العلن وملء الأرض جورا ونفاقا وفسادا . ومن هنا جاء كتابي السيف والطغاة وقد أوردت هذا في مقدمته . ومن هنا يجئ ردي على الفاتح عروة حتى يعلم الأبناء والأحفاد تاريخهم الحقيقي .
بعد هذه الملاحظات نأتي لإجابة السيد الفاتح عروة وقد أوجزتها في خمس نقاط مع ردي وتعليقي عليها :
النقطة رقم 1: أنا لا أرغب في أن أخوض في هذا الأمر أكثر من هذا والشهادة متروكة للآخرين لأن شهادتي ستكون مجروحة.
هذا هو السطر الأخير في إجابته وهو ختام مسك لحديثه ولابد من الوقوف عليه : فأقول ؛
أولا : شهادة مجروحة !! يا رعاك الله ، لم يوضح لنا لماذا مجروحة ومن جرحها ! في تقديري أن شهادته ليست مجروحة فقط بل في العناية المكثفة لأنها ميتة (أكلينيكيا) ولا ينبغي أن يؤخذ بها ليس لأنها كذب وإفك فقط ، ولكن للآتي :
[ يعد مرتكبا جريمة الخيانة والتجسس ويعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد أو السجن لمدة أقل مع جواز التجريد من جميع الأموال أي شخص يحرض جنود أي من القوات النظامية على الانخراط في خدمة أية دولة أجنبية أو يسهل لهم ذلك مما يترتب عليه أضرار بسمعة البلاد أو يتدخل عمدا بأية كيفية في جمع الجنود أو الرجال أو الأموال أو المؤن أو العتاد أو تدبير أي شيء من ذلك لمصلحة دولة أجنبية مما يترتب عليه أضرار بمصلحة البلاد ]
[عاشرا : كما يلاحظ القراء ظهر أحد عرابي الفلاشا السابقين وهو اللواء الفاتح عروة ضمن المراسلات أعلاه وفيما يبدو أنه استخدم علاقاته السابقة سواء تلك التي كانت (العملية موسى ) طرفها أو علاقات مع أصدقائه في الهضبة الإثيوبية وذلك بالتمهيد لعلاقات جديدة إذ تشير المكاتبات وبوليصة الشحن الجوي إلى أن الشحنة المبهمة هو وسيطها ] المراسلات المشار إليها رسائل متبادلة بين الفاتح عروة وأجانب عبارة عن وثائق تتحدث عن شحنة قادمة من مطار تل أبيب إلى جهاز الأمن ألإثيوبي بالخطوط الجوية الإثيوبية ص281صورة أصلية من بوليصة الشحن . شبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي واضحة حسب الكاتب وأن الرجل كان يلعب فيها دورا كبيرا .
النقطة رقم : 2
أن السر أحمد سعيد لم يشر إليَ في كتابه السيف والطغاة وعن دوري في عملية جبل بوما ولم يكتف بإخفاء التاريخ ولكنه تعرض لي ولزملائه وقادته بالتجريح وأن السر أحمد سعيد كان جيد الهندام ونظيف الملابس ولا أرى فيه غير ذلك وأضاف (هناك نوعية من البشر تعتقد أن الدنيا تدور في فلكها ويغفلون وجود الأعين والشهود والوقائع فالحق أبلج والباطل لجلج، ومصير الباطل في النهاية كالزبد يذهب جفاء)
أ‌. لم أتعرض لتلك العملية في ذلك الكتاب بالمرة كما أوضحت فكيف إذن أذكره أو أخفى التاريخ المدَعي هذا.
ب‌. واقع الأمر والحقيقة التي لا مراء فيها : هي أنه لم يشترك في هذه العملية مطلقا ، وكيف يشترك وهو عبارة عن مدني لم يتدرب ولم تكن له القدرة على القتال أو اللياقة البدنية وكل الشروط الأخرى ، هل يحسب المسألة لعبا أم ماذا ؟؟ وأرجو أن تسأله ماهي الوظيفة التي تولاها في العملية ؟؟؟لكنه بالفعل حضر مع أمريكيين أثنين كمرافق لهما إلى جوبا واللذين أحضرا معهما صورة جوية لجبل بوما .هذان الأمريكييان جلسا معنا في مكتب القائد في جوبا وكان هناك عدد من الحضور من القادة ولم يكن الفاتح عروة من ضمنهم . أمَن أحد الرجلين اتصالا مع واشنطن بعد أن نصب هوائيا على شكل صحن لاقط(دش) صغير ثم طلبني بصفتي ضابط ركن الاستخبارات( استخبارات القتال معنية بالأرض والطقس والعدو) أن أجلس بجانبه بعد أن فتح الصورة الجوية ثم تحدث مع واشنطن ثم قبل أن يعطيني الهاتف قال لي (معك على الطرف الآخر أفضل مفسر للصور الجوية في العالم فاطلب منه ما تحتاج من معلومات) وجلسا معنا حوالى الساعتين ثم انصرفا .كان ذلك كل الدعم الذي قدمه الأمريكان للعملية ولم نرهم بعد ذلك إلا بعد انتهاء العملية بصحبة اللواء البنا ومرافقهم الفاتح عروة . وبالنسبة لنا كأركانية استخبارات يعتبر أمن الدولة كله مصدر لنا مثله مثل المصادر الأخرى والتي من ضمنها المستوى الأعلى لنا وهي إدارة الاستخبارات بالقيادة العامة ، كذلك قوات الشرطة التي كانت تعمل في المنطقة كذلك قوات حرس الصيد منهم بعض الضباط الذين كانوا قد عادوا إلى جوبا ، ثم الأجانب الذين عملوا هناك ثم الطيارين الذين كانوا يحضرون من كينيا للمنطقة وكذلك الملحق العسكري في نيروبي كل هؤلاء مصادر لنا . من المصادر أيضا والقوية جدا قائد مجموعة الإشارة بالفرقة الأولى الرائد آنئذِ حيدر عوض محجوب وهو ضابط متميز وذو كفاءة عالية فقد استطاع أن يتنصت على المفاوضات التي كان يجريها السيد فيليب أوبانق مبعوث الخرطوم مع المتمردين .وكان ذلك ضروريا لنعرف أين يتجمعون وأين يضعون الرهائن وكيف يتحركون الخ . كل هؤلاء كان لهم دور في العملية أما الفاتح عروة فلا أعرف له دورا ولا أعرف حتى اللحظة من الذي منحه وسام الشجاعة اللهم إلا إذا أراد هو أن يغسل ما لصق بملابسه من قاذورات (العملية موسى ) و لا أعتقد أن الرئيس نميري يوزع الأوسمة هكذا .
ثانيا : يقول الفاتح عروة (هناك نوعية من البشر تعتقد أن الدنيا تدور في فلكها ويغفلون وجود الأعين والشهود والوقائع فالحق أبلج والباطل لجلج، ومصير الباطل في النهاية كالزبد يذهب جفاء)
هذا قول فطير لا يصدر إلا من شخص يزدري الناس والرأي العام !!!هل أنا المقصود بهذا أم هو يقصد نفسه ؟ عجبا، لقد خرجت من السودان طائعا مختارا بعد ذلك الموقف الذي وقفته في مقابل القيادة العامة كلها في العام 1995 بعد مضايقات أمنية عاشها الناس وعرفوها ، و لم أرجع حتى اليوم وسأكمل عشرين عاما في المنفي نهاية هذا العام ،ولم أظهر في أي برنامج تلفزيوني أو في أي قناة فضائية ولم أفعل سوى أنني كتبت ونشرت ثلاثة كتب بحمد الله وتوفيقه. أما هو فلا تفتح قناة سودانية إلا وتراه حاضرا ، ولا يوجد حفل إلا ويشرفه ، ولا تسمع عن صفقة شراء طيارات إلا ويظهر فيها اسمه أو شحنة سلاح إلا وكان له فيها دور ، وتجده في مؤتمرات صحفية يوزع فيها الاتهامات يمنة ويسرة ، ولا تجد مناسبة إلا وكان فيها يذكرنا ذلك بقول أحدهم عن طُفيلي (مثل نبتة يسميها أهلنا الرجلة وتسميها العرب البقلة الحمقاء تنبت في أي مكان وزمان وبلا داعي ) . وبينما نحن نعيش بعيدا في المنافي حتى أننا لم نودع أعزاءنا الذين رحلوا عنا يأتي السيد الفاتح عروة بأقربائه ويوزع عليهم الألقاب و الأموال الطائلة من أموال الشعب السوداني وأمام كل الشعب السوداني في مناسبات مثل (الأم المثالية ) وغير ذلك والمسألة لا تحتاج لشرح ويعرفها الجميع .
أما عن وجود شهود العيان وأن الحق أبلج ومصير الباطل لجلج فأقول له بخٍ بخ وصلت !!. وتصديقا لمقولته هذه يا أستاذ ماهر أ رجو أن تحمل أوراقك ومسجلك وتذهب إلى العميد الركن عصام الدين ميرغني طه فهو قائد العملية والرجل الذي خطط لها من الألف إلي الياء وسيعطيك كل الحقائق وأقول لك أنه لولا العميد عصام لما كانت العملية فحينما كنا(المقدم الركن عصام ميرغني والعميد طيار كرار وشخصي) بقرب طائرة القيادة في منطقة نهر كارون (بين بوما وكبويتا ) وكنا نتهيأ للانطلاق جاءنا ضابط الصف المسئول من الاتصالات يركض وقال مخاطبا العميد عصام وهو يحمل الجهاز ويعطيه السماعة : ( القيادة العامة على الجهاز و بتقول ليكم أ لغوا العملية!!) اسمع معي الحقيقة : عصام ميرغني لم ينظر إلي كرار أ و شخصي ولم يشاورنا فقال للرقيب يصوت آمر وواضح (أقفل الجهاز!!!) ولم يكرر ذلك ففهم الرقيب وقفل الجهاز . وهكذا فهو بطل العملية الأوحد وشهادته هي الأهم . ونقطة هامة أخرى هي أنه حينما كنا في جوبا ,عرف السيد الفاتح أن العملية يتم التخطيط لها وكانت السرية والتأمين كاملة فإذا به يأتي ويطلب نسخة من خطة العملية بحجة أنه سيوصلها للواء عمر محمد الطيب . من المؤكد أننا رفضنا له ذلك وبلا تحفظ . فطلب أن نعطيه قنوات التردد الإشارية التي سنعمل عليها في أثناء العملية !!! فما كان من المقدم آنذاك عصام ميرغني إلا أن طلب منه مغادرة ليس المكتب فقط وإنما مبنى قيادة الفرقة كلها . فخرج صاغرا .
النقطة رقم 3: أن السر أحمد سعيد لم يخض أي معركة حربية في تاريخه العسكري ولو تحدث عني بعض الضباط الذين قادوا العمليات "وذكر بعض الأسماء" لأحنيت لهم رأسي.
هذه النقطة لا تستحق الرد لأنه كما ذكرت لك ليس كفؤا لي أو ندا لي ، كما أنه ليس من حقه أن يقيَم أي ضابط في القوات المسلحة من وجهة نظر العمليات لسبب بسيط هو أنه غير مؤهل للعمل العسكري وقد ابتعد عنه منذ 1975م تقريبا وبالتأكيد فإنه لا يحمل لقب أركانحرب . وللأسف كان يذهب إلي مناطق العمليات مع إبراهيم شمس الدين ،مرافقا متطفلا ، وبعض ضباط الاستخبارات فيقيَم الضباط الذين يقودون القوات ويأتي ويتحدث عنهم بصوت عال وقد أطاح بعدد كبير من الكفاءات أمثال العميد الركن حامد جبارة والعميد الركن محمد على عيساوى وغيرهم وأذكر أنه في إحدى المرات حينما كان يأتي للقيادة ، متطفلا ومحتميا بمن يأتي مرافقا له ،أراد مناقشتي عن محور عمليات جوبا نمولي ،فقلت له لن أناقشك . فقال لي لماذا ؟؟ فأجبته (أنا أركان من باكستان )!!!! فابتلعها ومضى !!! بالنسبة لي فمستواه لا يتجاوز أي وكيل عريف مستوعب بعد اتفاقية أديس أبابا ، وأشك إن كان يعرف الفرق بين المستوى التعبوي , العملياتي أو الاستراتيجي .
النقطة رقم 4: يقول السيد، شاهد الملك صاحب الشهادة المجروحة ، أنه نادم على توسطه لي "بناء على طلب أناس كرام من أهله زاروني لأتشفع له في محاكمته في أعقاب تهربه من الخدمة في العمليات فهدأت من روعه وكان منهارا ويرتجف وتترقرق الدموع من عينيه."
هذا حديث سخيف يصدر من عقل يعاني من داء التوحد والبله والهبل ..وأتصور أن الرجل يحمل جينات منها . ودعني أقول لك لماذا ؟
أولا : القضية نفسها كانت محسومة منذ الأسبوع الأول لإيقافي فتوصية اللجنة ،التي أجرت معي التحقيق الأولى (تسمى في الإجراءات العسكرية خلاصة بينات ) كانت: أنه لا توجد مخالفة ( No Case)وأن ينقل العميد السر أحمد سعيد إلى خارج العاصمة وقد عرفت ذلك في اليوم التالي .رئيس اللجنة كان اللواء أزهري عثمان عبيد الله وقد أكدَ لي ذلك لاحقا كما أن اللواء عبدالله إبراهيم جلك مدير القضاء العسكري آنذاك أكد لي هذه التوصية لاحقا ايضا. إذن لم ارتجف أو يصيبني الهلع ؟ ثم أنني بعد فترة كنت أخرج بصورة عادية يوميا بعد نهاية يوم العمل وأعود في اليوم التالي صباحا بل وكنت أسافر إلي مدني لزيارة الأهل بشكل عادي وكان يمكنني أن أغادر البلاد دون أن يدري أحد كما فعل ذلك آخرون . ولكن لماذا ؟ فالموضوع لا يستحق .
ثانيا : مبدأ الوساطة كان مرفوض لدىَ تماما لأنني لم أرتكب جرما أو مخالفة ولم أحمل سلاحا ولم أقود تمردا وكل القضية هي أنني كنت قائد مدرسة المشاة في جبيت وحضرت إلي الخرطوم في مأمورية خاصة فتفاجأت بأمر نقلي إلى الجنوب . ولم أرفض النقل فقط أبديت بعض التحفظات فقيل لي أن القائد العام هو الذي عينك فطلبت مقابلته بصفتي قائدا لوحدة مستقلة ، وكان ذلك من حقي، فرفضت هيئة الأركان ذلك وتم وضعي في الإيقاف فكتبت للقائد العام مذكرة شاملة كانت هي الفكرة الأساسية لكتاب السيف والطغاة بعد ذلك . فهذه هي القضية كلها ! فلم الخوف ولم الارتجاف !! ألم أقل لك أن الرجل به نوع من البله و الهبل والتوحد .
ثالثا: جاءني وفد مكون من أكثر من 7 ضباط يقوده اللواء الركن صلاح أحمد محمد صالح واللواء الركن محمد عبد القادر وبعض العمداء من أبناء دفعتي وكلهم تربطني بهم علاقات طيبة واحترام عميق وطلبوا منى القيام إلي جوبا والعودة بنفس الطائرة فيلغى الأمر وكأن شيئا لم يكن . فرفضت ذلك رفضا باتا وطالما وصلنا تلك النقطة فلتحسم الأمور فإن كنت مخطئا فلأحاسب أو يحاسب الآخرون .حتى اليوم لا أعرف هل جاءوا بمبادرة منهم أم أن شخصا ما في القيادة العامة طلب منهم ذلك .ولم أسأل عن ذلك و إن كنت أرجح أنهم أرسلوا ليكون ذلك مخرجا لحفظ ماء وجه القيادة العامة .ولكن أسألهم يا أستاذ ماهر وهم أحياء يمشون على الأرض هل كنت مهتزا أو خائفا أو مترددا ودعك من البكاء المتوهم .
رابعا : إن أردت وساطة هل يعتقد الفاتح عروة أنه الشخص المناسب لذلك ، بحمد الله وتوفيقه كان لدي من الأصدقاء والأقارب والمعارف والقادة الذين عملت معهم من يستطيع أن يحل الأمر في دقائق و منهم من أبلغني أنه سيتوسط لي فرفضت ذلك بأدب شديد واحترام بالغ لأنني كنت رافضا للمبدأ ولأن المسألة لا تستحق. فلم هذا التوهم أو الافتراء .ألم أقل لك أن الرجل يعاني من البله والحمق والتخلف.
خامسا : وأخيرا في هذه النقطة ، جاء الفاتح عروة فعلا زائرا وراح يحدثني عن المذكرة التي رفعتها للقائد العام وقال لي بالحرف ( هذه غلطة الشاطر يا السر والمذكرة وصلت عمر البشير وقفلها في مكتبه ولكننا لن ندعك تقابله !! ) قلت له: (إن أردت مقابلته سأفعل ولكن لا أريد ذلك إلا من الابواب الأمامية ولكن من أنتم؟ ). فضحك وقال لي (" نحن " عارفنك زول شاطر ومقرم لو خليناك تقابلو ، و انت عارف صاحبك من المظلات ، سمَيع و (……. ) وستغير له رأيه !! ) ضحكت وقلت ليه يا سبحان الله!!! . فضحك مرة أخرى وقال لي (يا أبو السرة (هذه كانت كنيتي ) نحن عارفنك من زمن تنظيمكم الكان شغال !! وأنكم انكشفتوا حينما توفيت والدتك وكل أعضاء التنظيم ركبوا عرباتهم و "فرر" طاروا إلى مدني " ) قلت له (يا زول أنت معتوه تنظيم شنو وزفت شنو ؟) ضحك ببلاهة معهودة فيه وقال ( يا السر تنظيم شنو ؟! يا أخي أنا ذاتي كنت معاكم في التنظيم ومعانا عبدالعزيز خالد وفلان وفلان وعدَد بعض الأسماء ) . كان هذا في العام 1995 وكان عبد العزيزخالد وقتها قد خرج من السودان وأسس تنظيم القيادة الشرعية وكان المطلوب رقم واحد للإنقاذ !!! هذه هي الوساطة التي تحدث عنها وأنني كنت منهارا و… و.. إلخ . أرايت هذا الافتراء وفي وجهك ؟فما بالك وانت بعيد في المنفى ؟؟ ولكن ماذا تظن وقع هذا الكلام لو نقله شاهد الملك وصاحب الشهادة المجروحة للقائد العام الذي وصفه بالسميع و(……….)؟؟؟ لكن دعني أقرر حقيقة هنا لقرائك الكرام : أنني طيلة فترة عملي في القوات المسلحة 1970 1995م لم انتمي لأي تنظيم سياسي داخل أو خارج القوات المسلحة وكنت أرفض ذلك تماما وأعتز بذلك اليوم أيما اعتزاز .
النقطة رقم 5: أن السر أحمد سعيد تجَنَى على قادته لأنه ظن أن التعيين من كيدهم (ولكن الحقيقة هي أن السيد الرئيس القائد العام نفسه هو الذي عينه بنفسه، وذلك لأنه رأى فيه بعض المستقبل في القيادة حيث عمل معه بالمظلات وأراد أن يمنحه الفرصة ليضع في ملفه خبرة قيادة عمليات حربية في الميدان)
دعني أوجز تعليقي حول ذلك في الآتي :
1 . هذا كلام يقال لرجل غر ، ولشخص أحمق لقد خدمت في القيادة العام لفترات وآخرها تلك الفترة التي كنت فيها رئيسا لشعبة العمليات بفرع العمليات و كان احتكاكي بأعضاء هيئة القيادة يوميا وبالقائد العام نفسه وكنت أقوم بالتنوير اليومي عن العمليات ورأيت ولمست كيف تدار القيادة العامة وقد ذكرت كل ذلك في السيف والطغاة . ورأيت كيف يستغل أعضاء هيئة القيادة اسم الرئيس في تمرير كثير من الأمور .وهناك أكثر من حالة نقل وإعفاء وإحالة للتقاعد وأوامر أرسلت باسم القائد العام تمت من خلفه ولم يعلم بها إلا بعد أن وقعت . ورأيت كيف أن بعض قادة الجبهة أمثال د نافع على نافع يأتون من الأبواب الخلفية ويقابلون مدير الاستخبارات اللواء مصطفى الدابي لتمرير أجندة المكتب القيادي ودون أن يدري القائد العام .
الأستاذ ماهر
قبل الختام أرجو أن تنقل لمحدثكم ما يلي :
بدلا من الحديث عن السر أحمد سعيد وأن القائد العام كان يرى فيه مستقبل القيادة ويعطيه فرصة خبرة في العمليات فليحدث الناس عن الضباط الأبطال الذين دخلوا توريت في يوم خرجت فيه الجماهير تهتف حينما أذيع البيان فإذا بهم يحالون على التقاعد بواسطة المجموعة الأمنية , وقد كانوا وقتها داخل توريت نفسها وهم ( المقدم محمد حامد فريحة ، المقدم لطفي تربال ، المقدم صلاح الصادق والمقدم سيف الدين ميرغني ) أين ذهبت خبرتهم وأين قبر عملهم الميداني دعك من البطولي وماذا فعل قادتهم الذين كانوا معهم ؟.
عن هذا وأمثاله يقول الرئيس القائد صدام حسين علي طريقته:
(يا با….. متل هذا العربان لا تصب له القهوة ) !!
ختاما
في كتابنا السيف والطغاة حاولنا تبيين الحق لأن هذه مسئولية ولم نسعى لتجريح أحد أو نتحدث عن أخلاقيات أو سلوكيات أو أًسر ولم نصدر أحكاما ولا ينبغي لنا وإنما هي أراء قابلة للمناقشة ،ولكن هناك جرائم ارتكبت لا يجب السكوت عليها بل ينبغي أن تفتح ملفاتها وتعطى للناس حقوقها .(في رسالة سيدنا عمر الإمام العادل لواليه على مصر عمرو بن العاص حينما صادر أرضا لنصراني ليقيم بها اعوجاجا في المسجد وذهب الأخير واشتكاه لأمير المؤمنين :جاء فيها :[من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى العاص بن العاص (وكان يخاطبه هكذا في الشدة )
إن جاءك خطابي هذا فاقرأه في المسجد . لأن يعوج المسجد خير من أن يعوج الحق . اعط النصراني حقه.
وأقسم له أن قريبا جدا سيستقيم الحق في السودان بإذن الله. عميد ركن السر أحمد سعيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.