مسؤول الإطعام لمكتب حجاج السودان بالمشاعر المقدسة: هنالك بعض الأطعمة يطلبها الحجاج نحن نمنعها لأنها عرضة للتسمم    تعاقد الريال مع مبابي يرعب برشلونة    مهندس سابق في ميتا يقاضي الشركة لإقالته بسبب محتوى متعلق بغزة    باتمان الطائر    هجوم مسلح على السفارة الأميركية في عوكر.. لبنان    صاحب الأغنية الأشهر (يا أغلي من دمي، يا حبيبتي يا أمي) حادث ينهي حياة الفنان السوداني حمد البابلي    لرفع معدل الولادات في اليابان.. طوكيو تطبق فكرة "غريبة"    " صديقى " الذى لم أعثر عليه !!    وجدت استقبالاً كبيراً من الجالية السودانية...بعثة صقور الجديان تحط رحالها في أرض الشناقيط    "مركز بحري روسي عسكري" في بورتسودان.. تفاصيل اتفاق وشيك بين موسكو والخرطوم    بلينكن يناقش في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان تطورات الأوضاع في السودان    صراع المال والأفكار في كرة القدم    وانتهى زمن الوصاية والكنكشة    حب حياتي.. حمو بيكا يحتفل بعيد ميلاد زوجته    شاهد بالصور.. أبناء الجالية السودانية بموريتانيا يستقبلون بعثة المنتخب الوطني في مطار نواكشوط بمقولة الشهيد محمد صديق الشهيرة (من ياتو ناحية؟)    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس "مصرية" ترقص وتحتفل بزفافها على أنغام الأغنية السودانية (الليلة بالليل نمشي شارع النيل)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة "خواجية" تشارك عروس سودانية الرقص في ليلة زفافها وساخرون: (نحنا العلمنا الخواجات الزنق)    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    "إكس" تسمح رسمياً بالمحتوى الإباحي    شاهد بالصور: أول ظهور لرونالدو بعد خسارة نهائي كأس الملك يستجم مع عائلته في البحر الأحمر    حادث مروري بين بص سفري وشاحنة وقود بالقرب من سواكن    نيمار يحسم مستقبله مع الهلال    السودان..نائب القائد العام يغادر إلى مالي والنيجر    تونس.. منع ارتداء "الكوفية الفلسطينية" خلال امتحانات الشهادة الثانوية    السعودية.. البدء في "تبريد" الطرق بالمشاعر المقدسة لتخفيف الحرارة عن الحجاج    أخيرا.. مبابي في ريال مدريد رسميا    نائب البرهان يتوجه إلى روسيا    وفد جنوب السودان بقيادة توت قلواك يزور مواني بشاير1و2للبترول    صدمة.. فاوتشي اعترف "إجراءات كورونا اختراع"    بنك السودان المركزي يعمم منشورا لضبط حركة الصادر والوارد    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محنة الحوار..ثامبو مبيكي.. و الطريق السريع إلى الفصل السًابع
نشر في حريات يوم 19 - 08 - 2015

الحوار عملية تبادل للآراء حول قضية مشتركة الهدف بهدف الاستماع لوجهات النظر ، والوصول إلى أفضل التصورات بشأن الحلول الممكنة للقضيًة. .الغرض من الحوار تحديد نقاط الاتفاق و نقاط الخلاف بغرض إيجاد أرضيًة مشتركة تجمع المتحاورين و العمل مع بعضهم ضمن آليات واضحة….أمًا المفاوضات فهي عملية تنازع سلمي للحصول على مكاسب معيًنة " يحصل عليها طرف بموافقة الطرف الآخر..دور الوسيط مهم في الاثنين بدءاً من تحديد الأطراف المباشرة و الغير مباشرة و التأكد من أنً الأطراف يمثلون أصحاب المصلحة ، ثمً التوفيق بين وجهات النظر و استخدام أساليب "العصا" و الجزرة على الأطراف للوصول إلى إتفاق..إذاً دور الوسيط مهم في حالة الحوار و في حالة المفاوضات و كذلك في توفير الضمانات للطرفين عندما تكون الثقة معدومة مثل وضعنا الرًاهن.
الحوار السوداني دعت إليه الأسرة الدولية و الوسيط المفوَض ثامبو أمبيكي ..انتخب رئيساً لجنوب افريقيا خليفة لمانديلا في العام 1999، و انتخب رئيساً للمرة الثانية في العام 2004، لكنه استقال من الرئاسة قبل ان يكمل دورته بسبب مشاكل في حزبه تتهمه بالفساد، و في العام 2008 رئيساً للجنة حكماء افريقيا من قِبل الاتحاد الأفريقي، و بموجب ذلك أصبح رئيساً ل الآليًة الافريقيًة رفيعة المستوى ..، بعد ان استلم استلم ملف الحوار في العام الماضي ، و من قبله ملف دارفور الذي كان بيد البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة "اليوناميد" و ملف المنطقتين بموجب قرار مجلس الأمن أصبح بيده ملف السودان كاملاً نتيجةً لاستشعار المجتمع الدولي الحاجة الملحًة لمعالجة القضايا السودانية في إطار شامل للأزمة بدلاً من تجزئة القضايا ، فوجد أمبيكي الدعم الدولي ليصبح مسؤولاً عن ملف السودان بتفويض من الاتحاد الافريقي المفوض من الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 2046.
قرارمجلس الأمن الدولي رقم 2046، بتاريخ 2 مايو 2012 يتكون من ست بنود ، و في مجمله يحمل شقًين متداخلين ، كلاهما فوًض الآليًة الرفيعة بمتابعتهما و رفع تقرير لمجلس الأمن حيث نص يقول القرار في شقٍه الأوًل " يجب أن يستأنف السودان وجنوب السودان المفاوضات تحت رعاية فريق الاتحاد الأفريقي التنفيذي رفيع المستوى دون قيد أو شرط ، وذلك للوصول إلى توافق في الآراء بشأن النفط والمدفوعات المتعلقة به، ووضع رعايا كل بلد المقيمين لدى الطرف الآخر، وترسيم الحدود والوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها. وإذا فشلت هذه المفاوضات أن تؤدي إلى اتفاقات في غضون ثلاثة أشهر، طلب المجلس من الأمين العام، بالتشاور مع الشركاء الأفارقة، أن يقدم تقريرا عن وضع المحادثات. بعدها ستطبق عقوبات على الطرف الذي لا يمتثل بموجب المادة 41″..أمًا الشق الثاني من القرار فينص على " قرر المجلس أن حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال يجب أن يتعاونا مع فريق التنفيذ رفيع المستوى ورئيس الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) من أجل التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بشأن الترتيبات الأمنية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحث المجلس بشدة على قبول الاقتراح الثلاثي للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية إلى السكان في هاتين المنطقتين." ، إمتثل النظام جزئياً ، و جرت المفاوضات و تم التوصل إلى بعض الاتفاقات بشأن البترول مع الجنوب، و لم ينجز الباقي، فبدلاً من تنفيذ قرار مجلس الأمن سعى جاهداً لتأجيج نيران الصراع بين الجنوبيين (مشار)… ، أعقب ذلك قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي رقم 456 الصادر في 12 سبتمبر 2014 ، هذا القرار مرجعيته الرئيسية قرار مجلس الأمن المذكور، و مرجعياته الفرعية إعلان باريس و "حوارالوثبة"، و اتفاق أديس أبابا في 5 سبتمبر 2014 بشأن مبادئ الحوار الوطني وأهدافه والخطوات الرئيسية اللازمة لخلق بيئة مواتية للحوار لتحقيق تسوية شاملة للنزاعات المسلحة والمشاكل السياسية على حد السواء و في نفس منبر التفاوض في عدة مسارات بمعنى أن تكون هنالك أكثر من طاولة للتفاوض تشمل جميع الأطراف النظام و حلفائه ، قوى نداء السودان، الحركات المسلحة الدارفوريًة، الحركة الشعبيًة لتحرير السودان، الأحزاب السياسيًة ومنظمات المجتمع المدني.
مرونة السيد/ أمبيكي و مهنيًته العالية المبنيًة على الخبرة و الحنكة ، و الطريقة التي ترك بها الرئاسة في جنوب افريقيا، و كذلك زيارته للخرطوم في العام 2004 و اصحطابه رئيس النظام لمفاوضات نيفاشا و ربما مواقف أخرى أوحت للنظام أنً الرجل يمكن شراؤه ، يبدو أنه فهم مقصدهم منذ البداية فجاراهم في لعبتهم فحسبوه في جيبهم و بنوا حساباتهم كلها على هذا الأساس… ينسب للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : "السيئ لا يظن بالنًاس إلاً سوءاً لأنًه يراهم بعين طبعه"، فلذلك تكون حساباته خاطئه كثيراً عندما يكون الطرف الآخر نقيضاً له.. و من منطلق أنً الجميع مثله تعامل النظام معهم دون تمييز،..فمثلاً في المحضر المسرًب عن اجتماع الحركة الاسلاميًة بتاريخ 10 سبتمبر 2014 يقول غندور..التنازل الذي تم في موقف المتمردين حيًرني لأنًه طيلة التفاوض مع أبناء المناطق لم يغيروا موقفهم..، قلنا نمشي دى اتفاق اطاري و ما وقعنا معاهم بالتالي غير ملزمين، لكن نستخدم توقيعهم لنسوقه لحزبنا بأنًنا جادون في الحوار و نستطيع تضليل الدول الداعمة لهم و الاتحاد الأوروبي ، و فعلاً قلنا المؤتمر الوطني يرحب..و بعد داك لاقيت أمبيكي و اتفقنا على التوصيات التي يقدمها في تقريره..و يطالب برفع العقوبات، و نحن كدى كسبنا الجولة، و لما تجي التفاصيل الناس تراوغ و تكسب الزمن..و لن نستطيع مكافئة أمبيكي على ما عمله لأجلنا..و أصلنا الانتخابات جاهزين ليها" ..كل متحدث في المحضر أثنى على دور أمبيكي ، و جاء الثناء عليه كثيراً …كذلك بن شمباس و منكريوس (ممثل الأمين العام للأمم المتحدة) لتعاونهم مع النظام و أنه سيتم تحفيزهم من أموال الحركة الاسلاميًة بالخارج" يقول عبد الرحيم حسين " هايلي منكريوس و متعاون جداً معانا، و أمبيكي و محمد من شمباس ( رئيس البعثة المشتركة لقوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقى بدارفور، أقيل لاحقاً بسبب فضائح تستره على الانتهاكات في دارفور التي وثقتها الدكتورة عائشة البصري) بقو أحرص مننا…لمان مشوا قطر أكرموهم و ما قصروا معاهم..خلاص بقو في يدنا، ديل نفرتق بهم التمرد و إذا رفضوا يكتبوا عنهم تقارير إنًهم رافضين…ايضاً ورد على لسان غندور في المحضر المسرب في 4 يوليو 2014 في معرض حديثه عن خطتهم التفاوضيًة مع الحركة الشعبية شمال " .. نحن معنيون فقط بالحوار حول المنطقتين وفق المرجعيات القرار 2046 من مجلس الامن الدولي وكل قرارات مجلس السلم والامن الافريقي ، إضافةً الى ان اللجنة عالية المستوى برئاسة الرئيس ثابو امبيكي اكدت بان تفويضها حول المنطقتين فاتفقنا على الاجندة، .. و يقول مواصلاً بشأن الحوار: امبيكي فهمناه رؤيتنا واجتمعنا مع اغلبية معبرة عن صورتنا ومنظمات المجتمع المدني برئاسة د محي الدين الجميعابي ، و يواصل : الحركة تتحدث عن وقف اطلاق نار انساني وهذا يعني اننا نوقف اطلاق النار فقط من اجل الاغاثة الانسانية.. موقف الحكومة ثابت وقف اطلاق نار شامل يعني انه نهائي وهذا يعني البدء مباشرة في الترتيبات الامنية وفق جدول زمني يبدا بيوم صفركما يسمى ثم ينتهي بتفكيك القوات تفكيكا نهائي.. و يقول أنهم لن يسمحوا للحركة الشعبية أن تمارس نشاطها كحزب ما لم تسرح قواتها…و الكثير في محاضر الاجتماعات المسربة غلب فيها الحديث عن شراؤهم لثامبو امبيكي و تشتيتهم للحركات المسلحة و تفتيت الأحزاب المعارضة .
قراءة النظام الخاطئة و توهمه بأنً الرجل قد اصبح في جيبهم غرًهم كثيراً وقتها، و لكن بعد أن ابتلعوا الطعم و تبيًن لهم حقيقةً أنً الرجل لا يمكن شراؤه و أنًه كان يسايرهم في لعبتهم القذرة حتًى يفهم طريقة تفكيرهم ، هذا جعلهم يعيدون حساباتهم رأساً على عقب من الحوار برمًته، أمبيكي لا فرق بينه و بين بان كي مون فهو يقوم مقامه بالكامل و سلطاته الممنوحة له تخوله الامساك بخيوط كل شئ، حاولوا رشوته مراراً كما أفادوا لكنهم لم يجنوا سوى الخيبة فمن كانوا يعولون عليه في كل شئ و أعتمدوا كلياً على شراء مواقفه تبيًن أنًه عكس افتراضاتهم … فكان موقف النظام المعلن من الحوار التمهيدي للمفاوضات و الذي نقله ثابو أمبيكي قبل ثلاثة أيام هو رفضه القاطع لأي محاولة لنقل عملية الحوار الى الخارج، و بالتالي لن يلبوا دعوة الآلية الافريقيًة (رفيعة المستوى )للحضور إلى أديس أبابا للمرة الثانية،….في الواقع لا أحد طلب من النظام نقل الحوار إلى الخارج (بما في ذلك أمبيكي نفسه)، فالنظام آثر رفض دعوة موجهه بخصوص اجتماع تحضيري للحوار الذي دعا له هو في الأصل في خطاب الوثبة، كان من الممكن أن يأتي النظام لتلبية الدعوة و لا يضيره ذلك شيئاً، و كانت الفرصة متاحة أمامه ليفرق خصومه كما كان يفعل بالسابق…إنًه اليأس و فقدان البوصلة، لا تفسير بخلاف ذلك … سبق و أن وجهت الدعوة للنظام في مارس الماضي و قال أنًه سيأتي بعد الانتخابات لأنًه في المرة السابقة كان موقناً بأنً راعي الحوار في جيبه ، تأجيل الانتخابات كان أحد شروط الأطراف الأخرى" هذه المرًة قال بأنًه يريد من الأطراف أن تأتي له بالداخل، أمًا دعوة الآليًة الافريقيًة فهى مرفوضة مع أنًه لا يوجد سبب يجعله يرفض دعوة اجتماع تفاكري و ليس حواراً" كان من الممكن أن يذهب ليلبي الدعوة و يقول أنًه شاكراً و مقدراً و ها هو لبًى دعوتهم، و لكنًه يصر على أن تكون المفاوضات بالداخل و بذلك يجد المزيد من الوقت للمراوغة حتًى يستمر في تفتيت وحدة التحالف ضده….، تماماً كما فعلها في المرات السابقة.
لكن لا يمكنه ذلك لأنً طريقته في تفتيت التحالفات أصبحت مكشوفة و أمام الجميع لذلك فهى غير صالحة، فخططه باتت منشورة في الهواء الطلق و أسراره باتت في كل مكان وهو لا يعمل من يسربها..، و الأهم من ذلك أنً الجميع فهموا مخططات النظام و تحوطوا لها، فهذه الأسرار تعبر عن طريقة تفكير النظام بطريقة بسيطة و هى بمثابة امتحان مكشوف …فمثلاً في محضر الحركة الاسلامية المسرًب في أكتوبر يقول خلف الله الرشيد مسؤول الأمن الشعبي: وصلنا رسالة لي اولاد الصادق المهدي عبد الرحمن و بشرى انكم اذا خليتو ابوكم جنب نصر الدين حيقول له شوف أولادك مع النظام و نصر الدين يرث الحزب بعد والدكم و يطردوكم و يحرقكم سياسياً مع قواعد الأنصار..و بشرى قال أمشي كيف.. قول لي ابوك انا جاييك لحمايتك..و اتفقنا مع بشرى انه نحنا دايرين ابوك يجي و عشان يجي لابد نعمل مع بعض..تمشي له و ما تتدخل في شغله، ترصد من يقابله من يضرب له و تقيم معه في القاهرة لتعرف مقابلاته و تتونس معاه في بعض المواضيع..و ترسل لينا البتلقاه..نحن متفقين نخلص أبوك من التمرد..و اذا سافر اي دولة يقابل اي مسؤول تكون معاهو، و يواصل: قوى الاجماع لن يتفقوا مع التجمع أو اعلان باريس، عناصرنا داخل حزب البعث قالوا نحن رؤيتنا عربية و تجمع الحركات عنصري ..، و حق لعبوا دور كبير باعتبارهم حركة يسارية و لا بد من زيادة دعم هذا الحزب حتى يكون بديلاً لهذا الحزب لأن قيادته شبابية و رئيسته نشطه و بجيبو معلومات حية من التمرد و بيثقوا فيهم….، لا بد من اجراء تعديلات داخل المؤتمر السوداني و نجيب رئيس زولنا د. الفاتح عمر نائب ابراهيم الشيخ الآن لعب دور في تباعد قوى الاجماع و التمرد، و أبو عيسى مخترقينه بي ناس معاهو أي مكالمة أو رسالة ايميل بتكون عندنا ما منه خوف..، " ..حتًى فيما يتعلًق بالحركات المسلًحة خطط النظام لبث بذور الفتنة انكشفت كما هى..يقول صديق عامر في محضر الحركة الاسلاميًة: "في الجنوب دايرين ندعم الطرفين: سلفا سياسياً و مشار في مطالبه المشروعة..هم قالوا معانا، و حتى اذا تم اتفاق بيكون عندنا حلفاء داخل الجنوب، و أؤمن على انشاء اذاعة لهم، نديهم إعلام حرب و دعم لوجستيك. و هذا أول الطريق لنهاية التمرد..و استطاعوا ناس الفرقة الرابعة الدمازين انشاء مليشيا محلية من ابناء المابان بقيادة كمال لوما تعمل على طرد ناس معسكرات النيل الأزرق من مناطقهم، و دعمناه، و هناك محاولة من عبد الباقي قرفة بانشاء مجموعة من ابناء شات بمعسكر اييدا و الخطوات ماشة كويس.."
المؤكًد أنً النظام أصبح لا يمتلك شيئاً ، فهو في حالة من الضعف لدرجة أنً محاضر اجتماعات قادته المصيريًة باتت متاحة للجميع، و لا يعرف من يفعل ذلك فهو على يقين أنًه واحداً من كبار قادته لكن لا يعرفه، و استخباراته و أمنه فشلا في تحديده..و أمبيكي غير قابل للشراء، و المعارضة تحالفت ضدًه، و الحركات المسلًحة لازالت موجودة ، و كاودا لا زالت عصيًةً عليه، و الأزمات تحاصره من كل النواحي.
أمًا الأطراف الأخرى فقبلت جميعها دعوة الآلية الافريقيًة المفوضة من مجلس الأمن، هذا عمليًاً يعني أنً النظام رفض التجاوب مع الآلية الافريقية التي تمثل الاتحاد الافريقي و اليوناميد و الايقاد ، و هى مفوضة من مجلس الأمن بمتابعة تنفيذ القرار 2046 …، قوى نداء السودان كسبت نقطة هامًة على حساب النظام…أمًا النظام فخسارته فادحة…، خسر النظام كل شئ..
بموجب تفويضها الممنوح من مجلس الأمن رأت الآلية الافريقيًة أن تكون المفاوضات بشأن وقف القتال في المنطقتين ودارفور بطريقة متزامنة أي في نفس الزمان و المكان الذي ينعقد فيه الحوار مع التنظيمات غير المسلحة (رغم أنف النظام) ، كما حددت أن يعقد اجتماع للأطراف السودانية لمناقشة القضايا ذات الصلة بعملية الحوار ، من أجل تمهيد الطريق للحوار الوطني، في مقر الاتحاد الافريقي وبتيسير الآلية الافريقية رفيعة المستوى… بدت المسائل متشابكة، النظام سابقاً كان يستوعب أنً مسألة المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال و جنوب السودان كل على حدة ليست خياراً و إنًما رغماً عن أنفه و إلاً فليبشر بالفصل السابع، لذلك هرول مسرعاً للتفاوض مع الجنوب و تلكًأ في التفاوض مع الشمال، و حاول في أكثر من مرة أن يفرق الصف الشمالي و يضرب الحركات المسلحة ببعضها و تحديداً كان هدفه أن ينفرد بالتفاوض مع الحركة الشعبيًة و يصل معها إلى اتفاق شراكة تسرح بموجبه قواتها و تشاركه في السلطة، مستنداً إلى اتفاق عقار و نافع كمرجعيًة في ذلك، كان معولاً كثيراً على ذلك فهو سيضمن جانب الحركة التي ستطرد كل حركات دارفور من مناطقها و بعد ذلك ينفرد بها، وبعدها لن يتبقى له سوى التنظيمات السياسيًة، لكن خاب أمله ، و تبددت كل أحلامه بعد توقيع اتفاق باريس الذي جمع القوى المدنية و المسلحة في جسم واحد.. كان النظام غبر متحمساً كثيراً للحوار بعد اتفاق باريس، فكان هدفه من وراءه واحد أفصح عنه في المحاضر المسرًبة و حتًى هدفه الذي حدًده حدًد له الوسيلة و هى التحاور منفرداً مع كل فريق على حده…و كانت حساباته أنً الوسطاء في جيبه و هى حسابات كلها اتضح أنًها خاطئه بمرور الوقت…، يقول خلف الله الرشيد في محضر الحركة الاسلاميًة المسرًب: وصلنا رسالة لي اولاد الصادق المهدي عبد الرحمن و بشرى انكم اذا خليتو ابوكم جنب نصر الدين حيقول له شوف أولادك مع النظام و نصر الدين يرث الحزب بعد والدكم و يطردوكم و يحرقكم سياسياً مع قواعد الأنصار..و بشرى قال أمشي كيف..قلنا لو قول لي ابوك انا جاييك لحمايتك..و اتفقنا مع بشرى انه نحنا دايرين ابوك يجي و عشان يجي لابد نعمل مع بعض..تمشي له و ما تتدخل في شغله، ترصد من يقابله من يضرب له و تقيم معه في القاهرة لتعرف مقابلاته و تتونس معاه في بعض المواضيع..و ترسل لينا البتلقاه..نحن متفقين نخلص أبوك من التمرد..و اذا سافر اي دولة يقابل اي مسؤول تكون معاهو، و يواصل: قوى الاجماع لن يتفقوا مع التجمع أو اعلان باريس، عناصرنا داخل حزب البعث قالوا نحن رؤيتنا عربية و تجمع الحركات عنصري ..، و حق لعبوا دور كبير باعتبارهم حركة يسارية و لا بد من زيادة دعم هذا الحزب حتى يكون بديلاً لهذا الحزب لأن قيادته شبابية و رئيسته نشطه و بجيبو معلومات حية من التمرد و بيثقوا فيهم….، لا بد من اجراء تعديلات داخل المؤتمر السوداني و نجيب رئيس زولنا د. الفاتح عمر نائب ابراهيم الشيخ الآن لعب دور في تباعد قوى الاجماع و التمرد، و أبو عيسى مخترقينه بي ناس معاهو أي مكالمة أو رسالة ايميل بتكون عندنا ما منه خوف..، "
و في محضر أغسطس (قبل اعلان باريس) يقول الرشيد فقيري:الأحزاب أصبحت مهدد أمني و عملنا علي طريقتين أولاً اسلوب الانشقاقات و ثانياً توريط الكوادر النشطة في قضايا جنائية مع الاشاعة و حرق المراحل و التشويه، و في الخارج لدينا خمسة سيناريوهات لتفكيك الحركة الشعبية..بزراعة كوادر في مكاتبهم في الخارج (34) مكتب و ركزنا على العنصر القبلي و الديني و الايديولوجي"..قمنا بتجنيد العديد من المعتقلين بطرق مختلفة و ياسر عرمان عنده معتقلين قكوهم من السجن شغال عمل سري لكن سبقناه في التجنيد و العديد منهم معاهم و يتواصلوا معاه و عبد الباقي قرفة جندنا معاه كتير مما جاء لأن العديد منهم أوضاعهم المادية صعبة..و نحن تركيزنا في الوقت الراهن على جنوب كردفان و عبر منظماتنا بنعمل مع المواطنين التم تحريرهم ديل معلومات هائلة ممكن الاستفادة منها..في الخرطوم غطينا كل حي و أي زول شغال شنو و نشاطه السياسي و منطقته الأصلية و تركيزنا على الاشخاص الفي مناطقهم تمرد..و تغطية شاملة لاجتماعات الأحزاب و حتى الونسة فيما بينهم بواسطة كوادر مؤهلة.."
أمًا صديق عامر فيقول: "في الجنوب دايرين ندعم الطرفين: سلفا سياسياً و مشار في مطالبه المشروعة..هم قالوا معانا، و حتى اذا تم اتفاق بيكون عندنا حلفاء داخل الجنوب، و أؤمن على انشاء اذاعة لهم، نديهم إعلام حرب و دعم لوجستيك. و هذا أول الطريق لنهاية التمرد..و استطاعوا ناس الفرقة الرابعة الدمازين انشاء مليشيا محلية من ابناء المابان بقيادة كمال لوما تعمل على طرد ناس معسكرات النيل الأزرق من مناطقهم، و دعمناه، و هناك محاولة من عبد الباقي قرفة بانشاء مجموعة من ابناء شات بمعسكر اييدا و الخطوات ماشة كويس.."
و يقول بكري في محضر يوليو 2014″ (أيضاً قبل اتفاق باريس ) ..هناك قيادات بتحب التعامل مع السياسيين مثلا عبد الباقي قرفة كان بتصل بالطيب حسن بدوي وبعدها اطلعنا الطيب علي رغبة غرفة في لانه بعداك ربطناه بالاجهزة الامنية لذلك اي سياسي لديه يرفعه للامانة السياسية فورا حتي يتم التعامل مع المعلومة ونحن الان في حال هنالك قنوات للتواصل مع احزابنا ولابد من اشراك الكوادر القوية من الاحزاب المعانا في الملفات الامنية والعسكرية والسياسية وتكون عضويتهم ب2او3 مع الامن الشعبي والامن والاستخبارات والامانة السياسية ممكن كل حزب لوحده والتركيز علي الاحزاب الخارجة من الحركة الشعبية وحركات دارفور حتي نستطيع تدميرهم وطرد التمرد خارج الاراضي السودانية لان العام القادم حملتنا في الصيف تكون اقوي للخلاص نهائيا.
عبد الباقي قرفه الذي يتحدثون عنه كان قائد التوجيه السياسي بالفرقة التاسعة مشاه بجبال النوبة بدأت اتصالاته مع النظام منذ مايو العام 2013 حيث نشرت أخبار اليوم مذكرة ارسلها للحكومة و اسماها مذكرة تفاهم بين المؤتمر الوطني و جبهة جبال النوبة أصحاب القضية الحقيقيين والمؤسسين للحركة الشعبية لتحرير السودان…لكنه لم يعلن انسلاخه رسمياً إلاً في 18 سبتمبر 2013م.. لاحقاً عمل عبد الباقي قرفة حزب اسماه الحركة الشعبية أصحاب القضية الحقيقية، بدأ نشاطه في يونيو 2014م، و خاض به الانتخابات الأخيرة و دعم ترشيح البشير..ورد إسمه في جميع المحاضر المسربة الأربعة ..
فيما يتعلق بالحوار كانت توصيات الاجتماع: رفض أي حوار أو تفاوض يفضي لحكومة انتقالية..أي اتفاق مع حركات التمرد التسريح أولاً..الاستفادة من قوات الحركات الموقعة في مناطق الحرب..رفض أي اتفاق شبيه بنيفاشا أو أي شراكة مع المتمردين بالمنطقتين..و أخيراً: الحركة الشعبية لا يتم السماح لها بالعمل السياسي أو المشاركة في الحوار الا بعد تسليم السلاح للدولة و اعلان ذلك صراحةً".
مراهنات النظام غير الواقعيًة تجلت في المحضر المسرب بتاريخ 31 أغسطس 2014 يقول عبد الرحيم حسين (... امبيكى سيشارك فى الحوار من الداخل كمراقب . قابلت ايضاً على الزعترى ( الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانيًة) وهو معنا . والتقيت ب صلاح حليمة ( ممثل الجامعة العربية في السودان) وهو ايضاً يدعمنا ، وهايلى منكريوس وهو ايضاً معنا... )…و في نفس المحضر يقول بكري ( ..و عندما شعرنا بأن هناك محاولة لتوحيد المنابر لمفاوضة الحركات جلسنا مع الأخ التجاني و بحر أبوقرده ليتشاوروا مع محمد بن شمباس لقيام مؤتمر دارفوري، و تم قيام المؤتمر و قدمت لنا توصيات المبادرة الشعبية لشعوب دارفور بحضور بن شمباس.."و هى كسب الوقت حتى قيام انتخاباته، النظام أن ينجح في المرة الفائتة في مارس لكن غيابه حال دون نجاحه، و اتيحت له الفرصة مرة ثانية ليشق صف المعارضة، لكن أيضاً تعنته حال دون نجاحه، فهو في الواقع يلف الحبل حول رقبته بتعنته لأنًه فوًت الفرصة الأخيرة، فهو لا يملك شئ سوى أن يترك الحبل على الغارب.
سيغيب النظام عن الحوار و ستحضر الأطراف الأخرى، و سيرفع ثامبو امبيكي تقريره لمجلس الأمن و يقول أنً النظام غير متعاون، و هذا كلًه في صالح قوى المعارضة السلميًة و المسلًحة ، عندها ستسقط آخر الخرق المهترئة و لا مفر أمام النظام فالمجتمع الدولي سيكون له بالمرصاد، و الحركات المسلًحة قد استوعبت الدرس و عرفت كيف يفكٍر النظام ، كذلك التنظيمات السياسيًة أمامها الفرصة لتصحيح أوضاعها..أمًا الشًارع السوداني فهو غير مهتم كثيراً فالذي بينه و بين النظام دم و أرواح أزهقت ووطن سلب، لم يترك النظام الخيار لأي من الحركات المسلًحة أن تجاذبه في مصالح الشراكة أو التحالف معه.
أمًا ال74 أو 83 حزب التي صنعها النظام لتكون معه مثل حزب عبد الباقي و السيسي و أبو قرده فهى أصبحت بيئة خصبة للصراع على المكاسب حول من باعوا قضايا أهلهم و أتوا لحضن النظام..فهم لا يملكون تفويضاً من أرامل دارفور و مغتصباتها، و لا يملكون تفويضاً ممن تدك قراهم بالأنتينوف و يضربوا بالطيران بهدف ابادتهم.. و أحزاب الميرغني و ما في حكمها لا تملك تفويضاً من شهداء بورتسودان و كجبار و الخرطوم و نيالا ومدني الذين قنصتهم مليشيات النظام..، الدم لن يتحول إلى ماء، و ما بين الشعب السوداني و النظام لا يمكن أن يمحوه حوار.
ربًما الذين هادنوا النظام قد شعروا باليأس، إن كان هذا هو الحال عليهم التأمل في مقولة ارسطو " تعمٍر أنظمة حكم الاقلية و الاستبداد إلى فترات أقل من غيرها، فالاستبداد قليلاً ما يعمٍر" و عليهم أن يقرؤوا التاريخ و يستحضروا التجارب القريبة، ليقرؤوا عن مصير الأنظمة الديكتاتورية في بولندا و ألمانيا و السلفادور و الاكوادور و غيرها التي انهارت جميعها خلال أيًام و أسابيع , و أشهرمعدودة رغم أنًها أكثر قوةً من نظام الاخوان الذي أصبح لا حليف له غيرهم، و حلفهم له على حساب أهلم و عشيرتهم و أقاربهم.
فمهادنة النظام ليست البديل الوحيد لاستمرار حرب الابادة أو الاستسلام، فالخيار الوحيد الفاعل للذين يريدون الحريًة و التقدم هو التحدي السياسي، أمًا الذين يسعون لحل مشاكلهم الشخصيًة على حساب ضمائرهم فشأنهم آخر.
كما هو بائن للعيان النظام أضعف مما نتصور جميعاً و نقاط ضعفه مكشوفة للعيان لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال ذلك، فهو مكشوف الظهر تماماً و كل المطلوب منًا ضربه في نقاط ضعفه لا التفاوض معه، عندها يمكننا التفاوض معه على أساس تأمين مهرب آمن لرموزه و استرداد كل ما سرقوه..
مصطفى عمر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.