العدل والمساواة: المشتركة قدمت أرتال من الشهداء والجرحى والمصابين    مواعيد مباريات كأس العالم الأندية اليوم السبت 21 يونيو 2025    يا د. كامل إدريس: ليست هذه مهمتك، وما هكذا تُبنى حكومات الإنقاذ الوطني    بحث علمي محايد    عضو المجلس السيادي د.نوارة أبو محمد محمد طاهر تلتقي رئيس الوزراء    "وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)    السودان.. وفد يصل استاد الهلال في أمدرمان    الجيش السوداني يعلّق على الهجوم الكبير    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    إيران تغرق إسرائيل بالصواريخ من الشمال إلى الجنوب    كامل إدريس وبيع "الحبال بلا بقر"    "الكنابي": تهجير المواطنين بإزالة السكن العشوائي في الجزيرة والخرطوم تطور خطير    إنريكي: بوتافوجو يستحق الفوز بسبب ما فعله    "كاف" يعلن عن موعد جديد لانطلاق بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي    عندَما جَعلنَا الحَضَرِي (في عَدّاد المَجغُومِين)    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    الاهلي المصري نمر من ورق    الجمعية العمومية الانتخابية لنادي الرابطة كوستي    ميسي يقود إنتر ميامي لقلب الطاولة على بورتو والفوز بهدفين لهدف    عودة الخبراء الأتراك إلى بورتسودان لتشغيل طائرات "أنقرة" المسيّرة    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    فقدان عشرات المهاجرين السودانيين في عرض البحر الأبيض المتوسط    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من ضبط منزل لتزييف العملات ومخازن لتخزين منهوبات المواطنين    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    بين 9 دول نووية.. من يملك السلاح الأقوى في العالم؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    السودان والحرب    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص كلمة المهدى بمناسبة عيد ميلاده الثمانين
نشر في حريات يوم 26 - 12 - 2015


بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع الذات لعام مضى وعام آت
الإمام الصادق المهدي
24 ديسمبر 2015م
أخواني وأخواتي. أبنائي وبناتي
السلام عليكم
أجزل الشكر لأصدقائي، وأسرتي، ومكتبي، وزملائي، وأحبابي لحرصهم على إحياء ذكرى مولدي إحياءً حولنا مضمونه من مجرد احتفال إلى وقفة مع الذات لعام مضى وعام آت. فكتاب الله ما برح يقول: تفكروا، وتدبروا، واعتبروا.
الاعتبار الأول: مسألة السن والعطاء
بعض الناس يسلك سلوكاً يقرض عمره كما قال أبو الطيب:
وَفي الجسْمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بشَيْبِهِ
وَلَوْ أنّ مَا في الوَجْهِ منهُ حِرَابُ
يُغَيِّرُ مني الدّهرُ ما شَاءَ غَيرَهَا
وَأبْلُغُ أقصَى العُمرِ وَهيَ كَعابُ
ومحمد سعيد العباسي يقترض من عمره فإذا به يقول:
سبعون قَصّرتِ الخُطا فتركنَني
أمشي الهُوينى ظالعاً مُتَعثِّرا
أو كما قال الشيباني:
إنَّ الثَّمانينَ وبُلِّغْتَها قد
أحْوَجَتْ سَمعي إلى تَرْجُمانْ
إن عطاء الإنسان لا يقاس بعمره كما الأنعام.
قيمةُ الإنسانِ ما يُحسنُهُ أكثرَ الإنسانُ منهُ أمْ أقَلْ
انتخبتُ لرئاسة أكبر حزب سياسي في البلاد في العشرينيات من عمري. ولرئاسة الوزارة في الثلاثين فقيل ما أصغره!
مع أن الوقائع منذ أسامة بن زيد إلى الأسكندر المقدوني تقول مع أبي الطيب:
فَمَا الحَداثَةُ عن حِلْمٍ بمَانِعَةٍ
قد يُوجَدُ الحِلمُ في الشبّانِ وَالشِّيبِ
في التاريخ كثير من هذه النماذج كما قالت الخنساء عن أخيها: قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا. ولكن هذه ليست قاعدة دائمة ففي السودان باسم التجديد وولاية الشباب نكبنا مرتين. مرة على يد فريق 25 مايو 1969م وتأسيس الحكم الشمولي الذي كان الحصة الأولى من تدمير الدولة الوطنية والاقتصاد الوطني، والمرة الثانية على يد فريق 30 يونيو 1989م الذي زعم إنقاذ الوطن وحقق الإجهاز عليه.
الشاهد، واجهت استصغارا في بداياتي، وواصلت العطاء بحمد الله حتى الثمانين فقيل ما أكبره! مع أن الحقائق تقول مع الحكيم:
إِذَا طَالَ عُمْرُ المَرْءِ فِي غَيْرِ آفَةٍ
أَفَادَتْ لَهُ الأَيَّامُ فِي كَرِّهَا عَقْلاَ
التاريخ جامعة مفتوحة لأولي الألباب:
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[1].
الاعتبار الثاني:
قال إمام المتقين عليه السلام (عرفت ربي بنقض العزائم). عندما خرجت من السودان في أغسطس 2014 لم أكُ عازما أن أغيب من الوطن حتى يومنا هذا. والحقيقة إن أهم محطات حياتي لم تكُ بقرار مني. محطات: دخولي العمل السياسي، ورئاسة حزب الأمة، ورئاسة الوزارة، والإمامة كلها كانت رغم تحفظاتي. ولكن أملتها العناية.الحبيبة رباح بنت روحي قبل ظهري جمعت سيرتي من أوراقي. نشرت في ثلاث مجلدات. تفصل هذه الحقائق.. ومع أنني لم أخطط لها عندما وليتها تفانيت في واجباتها بانهماك حتى كأنني في كل يوم في امتحان أو كما قال الشيخ الطيب:
نبذ الرقاد لأجلها فكأنه عسس يراقب عادي الفساق
يشدني قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[2] . وحديث رسوله:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ) .
الاعتبار الثالث:
كان هذا العام الذي يرشحه ناس لمقولة:
كأني والعصا في يدي أهش
بها على الثمانين لا على غنمي
من أكثر الأعوام خصوبة:
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
محمدة وصفها أبو تمام:
وطولُ مقامِ المرءِ في الحي مخلقُ
لديباجتيهِ فاغتربَ تتجددِ
أسفار واجتماعات أثمرت ثماراً يُرجى أن تكون مفيدة هي:
الاعتبار الرابع:
من ليس يفتح للضياء عيونه
هيهات يوماً واحداً أن يبصرا
وبهذه المناسبة فإنني ما برحت أشكر الله على نهج أولادي ذكوراً وإناثاً. فكثير من أولاد المشغولين بالعمل العام إما ينصرفون إلى اهتمامات خاصة أو إلى نهج معاكس لموقف والدهم. أولادي سواء الذين انخرطوا في العمل العام أو العمل المهني نهجوا نهجاً فيه الإخلاص للدين والوطن بصورة اختيارية لا إملائية. ولو طلب مني أن اختار ذرية لما اخترت خيراً منهم. والمدهش أن أصهاري حتى الذين لأسباب تحفظت عليهم أظهروا في نهجهم الخاص، والعام، والمهني، سمواً وجدية ومودة منقطعة النظير دون أن يكون ذلك على حساب ذواتهم الشخصية ولا نتيجة لضغط إملائي، حفظهم الله.
بعض الناس ينتقدون موقف ابني عبد الرحمن. بل بعضهم يتهم أن موقفه هذا توزيع أدوار خططتُ له. الحقيقة أنني حرصت عل التحاق عبد الرحمن بالقوات المسلحة ووافقتُ أن يسند إليه أي عمل في النطاق العسكري، ورفضت إسناد مهمة سياسية. ولكن قبل هذا الإسناد. عبد الرحمن منذ دخوله القوات المسلحة لم يعد عضواً في حزب الأمة. لم اعتد التعامل مع أولادي بالتعليمات ولكنني قلت له إن قبول منصب سياسي في ظل هذا النظام خطأ لا يمثل موقفنا السياسي. ولكن مع تأكيدي النأي بموقفي وموقف حزبنا من هذا التعيين قلت له وأكرر أنا أخطّئ موقفك السياسي ولكنني لا اتهم نواياك. إنك تعتقد أن هذا الموقف سوف يمكنك من القيام بدور في جر النظام نحو الأجندة الوطنية. قلت له سوف يحكم الناس والتاريخ على هذا الموقف على أساس بثمارها تعرفونها. فإن استطاع أن يؤثر على موقف النظام في اتجاه الأجندة الوطنية سيحمد له ذلك وإلا سوف يحكم على موقفه كما يحكم على موقف النظام.
نعم القرار قراره ويتحمل مسؤوليته وليس فيه تقسيم أدوار كما يحاول المرجفون أن يصفوه. ومع ذلك فقد اختلف موقفه من مواقف من سبق من أقربائي إلى مناصب رسمية. أولئك استخدموا وظائفهم للكيد لنا والأذى. ابني عبد الرحمن لم يفعل ذلك بل حاول صد أذى النظام لنا في حدود استطاعته، وخدمة المحتاجين قدر المستطاع.
هذه حسنات ولكن الحكم على موقفه سوف يتوقف على نتيجة الموقف الذي اتخذه بقبول المشاركة في نظام يرفضه الشعب.
وفي العام الماضي جاء ليحضر هذه المناسبة الأمير عبد الحميد الفضل الذي أبلى بلاءاً حسناً في العمل الوطني والعمل الأنصاري والعطاء الثقافي، فلقي ربه راضياً مرضياً، رحمه الله رحمة واسعة ونفع بقدوته الأجيال.
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
الاعتبار الخامس:
بعض المرجفين يتحدثون دون انقطاع عن أموال يدفعها لنا النظام الحاكم في البلاد طعناً بذلك في ذمتنا.
أقول: نظام الإنقاذ يدفع مالاً يستميل به بعض الناس سياسياً. وعندما سأل أحدهم من المؤلفة قلوبهم مسئولاً "إنقاذيا" ماذا فعلتم بأموال البترول؟ قال له اشترينا به أمثالك!
النظام يدفع مقابل الولاء السياسي. نحن وحدنا بين كافة القوى السياسية لم نشترك مع هذا النظام. بل كنا وما زلنا في صدارة معارضيه فلماذا يدفع لنا؟
الحقيقة التي فصلها الحبيب الصديق الصادق المسئول الاقتصادي في المكتب السياسي أن النظام مدين لنا بمبلغ يساوي بالدولار 6 مليون دولار والمستلم منه بصورة متقطعة حوالي مليون دولار. هذه هي الحقيقة ونحن مستعدون للمحاسبة إذا أتاحت الظروف ذلك. إن كياننا معروف بعفة اليد ومن سقط في هذا المجال معروفون ألزمهم النظام بالتسبيح بحمده.
الاعتبار السادس: العام القادم
الاعتبار السابع:
سوف نبذل مجهوداً كبيراً في الاستعداد لانتفاضة سلمية تبدأ بحملة هنا الشعب المتصلة بحملة (ارحل) الناجحة. ولكن هنالك فرصة أن يسعد السودان بربيع يماثل الربيع الأفريقي في جنوب أفريقيا في التسعينيات، وربيع نيجريا، وبوركينافاسو مؤخراً.
نقول لقد اقتنع النظام الحاكم بأن يكون الحوار الوطني جامعاً لا يعزل أحداً ولا يهيمن عليه أحد. واقتنع بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 539.
هنالك خلافات تجاوزها ممكن أهمها:
– بيان مواقع القوات. هذا موضوع ينبغي أن يسند لليوناميد ولتراقب هي الالتزام بما يتفق عليه.
– لوجستيات الإغاثة الإنسانية ومعلوم حسب الاتفاقيات الدولية الإغاثات الإنسانية تحكمها مبادئ دولية أربعة هي: الإنسانية- والحياد- والنزاهة- والاستقلال. وبالتالي يمكن إسنادها للمبادرة الإنسانية الثلاثية (الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية).
– أما طول فترة وقف العدائيات فتستمر إلى أن ينتهي الحوار الوطني ثم تجدد حسب ما يتفق عليه.
– إجراءات بناء الثقة وهي: وقف العدائيات، وحرية الإغاثات، والحريات العامة، وإلغاء الأحكام الصادرة في قضايا سياسية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإسقاط التهم.
– إعلان مبادئ الحوار الوطني وهي: مخاطبة أسباب النزاع وإبرام اتفاق سلام عادل شامل، وإقامة حوكمة ديمقراطية تلتزم بحقوق الإنسان، وإقامة عدالة انتقالية.
– الاتفاق على عقد مؤتمر قومي دستوري داخل السودان والاتفاق على أجندته.
هذه مسائل إجرائية ويرجى أن يتفق عليها في الحوار التحضيري المتفق عليه بموجب القرار 539. ولكن وقع خلاف حول هل يعقد في رئاسة الاتحاد الأفريقي كما نص على ذلك القرار ويشمل كافة الأطراف السياسية المدنية والمسلحة كما نص على ذلك القرار أم يجزأ كما اقترح السيد أمبيكي؟
تقديري أن هنالك تقارباً في كثير من قضايا الحوار وسوف يقدم حزب الأمة ورقة عمل شاملة لكل الأطراف بمناسبة الاحتفال باستقلال السودان في أول يناير 2016م.
لقد انتقل النظام الحاكم في السودان من الإملاء بالقوة كم في نهجه الأحادي إلى الحوار مع المعارضين المسلحين ثنائياِ. ثم إلى المناداة بحوار جامع. وانتقل من شكل استعلائي للحوار إلى تطلع أوسع تجاوز لقاء العاشر من أكتوبر الماضي وقبول القرار الأفريقي رقم (539).
ما قد يعني الاستعداد للوفاء باستحقاقات الحوار الوطني الحقيقي.
وانتقل أصحاب الرأي الآخر من تباين مواقف إلى هيكل جامع ومن إطاحة النظام بالقوة إلى الانتفاضة السلمية أو الحوار الوطني باستحقاقاته ومن مطلب تقرير المصير إلى السودان العريض العادل وقبول القرار الأفريقي رقم (539).
هذا يبشر بتضييق الفجوة بين أطراف المعادلة السودانية وعامل ضغط مهم في هذا الاتجاه أن أزمات البلاد لا حل لها إلا بالحوار الجاد الحاسم أو الانتفاضة الشعبية إذا بطل الحوار. أن مشاكل السودان مع المجتمع الدولي لا حل لها إلا عبر اتفاقية سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي حقيقي.
ينتظر أن يحقق السودان منافع كثيرة إذا أبرم أهله اتفاقاً يحقق السلام العدل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل أهمها تعامل مع القرار الدولي (1593) يوفق بين المساءلة والاستقرار، وإعفاء الدين الخارجي، ورفع العقوبات الاقتصادية، واستئناف الدعم التنموي للبلاد.
لقد وقع ممثلو 195 دولة اتفاق المناخ في باريس في 12/12/2015م. نحن نرحب بهذا الاتفاق. وذكر الموقعون في ديباجة الاتفاق التزامهم بدفع مائة مليار دولار سنوياً للعدالة المناخية. يجب أن ينشط السودان المعافى من الملاحقة الدولية دوراً قيادياً في جبهة الدول الأقل تنمية (LDCs) لنطالب بالنصيب الأكبر من هذا التعويض ما يمكننا من غرس تريليون شجرة وأعشاب مناسبة في المناطق شبه الجافة لتخضير السودان وللعمل على استخدام الطاقة الشمسية في كل الأغراض المنزلية. هذه منافع مهمة للسودان وتساهم كذلك في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ليس غريباً على عبقرية الشعب السوداني أن يعبر إلى الفلاح وليس غريباً على العناية أن توفق أهله.
الاعتبار الثامن: السؤال الذي طرحه بعض الناس: متى تترجل؟
حزب الأمة في نظري ذخيرة الوطن السياسية وواجبي أن أطمئن على مؤسسيته أن يملك داره، ومصادر أمواله، لتعمل المؤسسة دون خضوع لأحد بل لقراراته الديمقراطية.
كيان الأنصار في نظري ذخيرة الوطن الدينية وواجبي أن أطمئن على مسؤسسيته أن يملك داره ومصادر تمويله لتعمل المؤسسة بكفاءة.
السودان في مفرق طريق يتطلب أن يحكمه دستور يكفل حقوق الإنسان والحرية الدينية ويراعي الوحدة داخل التنوع.
عندي قدرات يمكن أن تساهم في تحقيق هذه المهام وإمكانية تحقيقها في نظري قريبة فإذا تحققت فسأكون أسعد الناس بالانصراف إلى مهام إسلامية، وفكرية، وعربية، وأفريقية، ودولية. اهتمامات تتصدرها مهمة التنبيه إلى أن التطلع للإسلام مهمة إحيائية لا ماضوية وأهم ما فيها:
– العمل على تفسير تدبري للقرآن.
– وتحرير سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من أدلجة تحنطها في ثقافة غابرة لأبلجة تزكيه رسولاً للإنسانية.
– فك أسر الأحكام الفقهية من المنطق الصوري إلى المنطق المقاصدي حيث العقل، والمعارف، المستجدة، والمصلحة، والإلهام في فهم نصوص الوحي.
– والتخلي عن التقديس إلى الموضوعية وبالتالي الانتفاع بالقدوة في تناول تاريخنا.
ومن القضايا المهمة المطلوب بيانها لتجنب الفتن الدينية والمذهبية هي:
– الانكفاء الاجتهادي المذهبي، للتسامح المذهبي.
– النهج الديني الذي ينفي مشروعية التعايش السلمي بين الأديان لا سيما الكتابية.
– اعتبار اختلاف الملة أو المذهب علة للقتال بينما علته العدوان.
– تجريد القتال حتى الشرعي منه من ضوابط تحمي غير المقاتلين وتمنح حقوقاً للجرحى والأسرى. بينما للقتال ضوابطه الإنسانية.
– الفرقة الناجية مبدأ الالتزام بالثوابت لا يبرر احتكاره لاجتهاد بشري يعزل الآخرين.
الانحراف في هذه الأمور فتح باباً واسعاً للتكفير والغلو والفتن وسفك الدماء.
هذه المهام الاجتهادية أرجو أن يكون في العمر متسع للوفاء باستحقاقاتها.
وعندما يسترد صاحب الأمانة أمانته أرجو أن يكتب في الشاهد: جاهد واجتهد من الركاب إلى التراب. (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[3] .
[1] سورة يوسف الآية رقم (111)
[2] سورة التوبة الآية رقم (105)
[3] سورة الكهف الآية رقم (110)
*******


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.