المجموعة السودانية للديمقراطية أولا في ذكرى إستشهاد محمود محمد طه واليوم العربي لحرية الفكر والتعبير يحتفل العالم والسودانيون باليوم العربي لحرية الفكر والتعبير الذي تم إعتماد 18 يناير من كل عام أحياءً لذكرى رحيل شهيد الفكر السوداني الأستاذ محمود محمد طه. وكان إعدام محمود محمد طه قد تم في 18 يناير 1985 على يد محاكم العسف الأيدولوجي التي مارسها نظام نميري ضد السودانيين وفي مواجهة الإخوان الجمهوريين، بعد إعتراضهم على تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية بشكل انتهك كافة الحقوق الأساسية. نحن في المجموعة السودانية لحقوق الانسان نعتبر ان إعدام الاستاذ محمود محمد طه، من أشنع الأمثلة على إنتهاكات حرية الفكر والتعبير السلمي بالكلمة والفكرة التي إعتمدها الجمهوريون في مناهضتهم لتطبيق قوانين الشريعة. إن إعدام الاستاذ محمود محمد طه واقعة لم تتكرر في التاريخ الإنساني بتلك الحيثيات سوى في حادثتي إعدام سقراط وإعدام الحلاج. إستند النظام السوداني في تبرير جريمة إعدام الأستاذ محمود إلي مناهج تغييب الوعي وتجييش العاطفة الدينية ضد أفكار الاخوان الجمهوريين، وللأسف فبعد مرور 31 عاما على تلك المأساة نجد نظام المؤتمر الوطني الحاكم الان يستخدم ذات المناهج والوسائل للاستمرار في انتهاك حقوق حريات الفكر والتعبير. فقد شهد اليوم اعتداء القوات الأمنية على الاعتصام السلمي الذي قادته الأستاذة أسماء محمود محمد طه أمام وزارة العدل لتسليم مذكرة تطالب بتعديل القوانين المقيدة للحريات بعد تمنع الوزارة عن استلام المذكرة، هذا بالإضافةإلى استمراراعتقالات ومحاكمات قساوسة الكنائس المسيحية بشكل تعسفي من قبل الأجهزة الأمنية وتسليط القوانين المقيدة للحريات في مواجهتهم. كما يشهد ذات الأسبوع محاكمة ثمانية من الشباب وطلاب مؤتمر البجا بشرق السودان بتهمة التعبير السلمي لإحياء ذكرى شهداء مجزرة بورتسودان في 29 يناير 2005. وكذلك تشهد حريات الإعلام والصحافة تضييقا متزايدا، خاصة منذ اعلان الرئيس البشير عن توليه لملف الاعلام بنفسه، لتشهد حرية التعبير إيقاف المزيد من الصحف ومنع الصحفيين من الكتابة بتوجيهات من الأجهزة الامنية، هذا بالإضافة الى الإستمرار في التضييق على حرية التعبير للمجموعات الثقافية والإثنية في السودان. اننا في المجموعة السودانية للديموقراطية اولاً، وفي ذكرى إستشهاد الاستاذ محمود محمد طه، نعتقد بان احترام الحق المبدئي في حرية التعبير والفكر هو من اول الواجبات التي يجب على الدولة الرشيدة القيام بها وحمايتها، وان حماية وتعزيز الحق في التعبير الحر هو الخطوة الاولى في إتجاه بلوغ السلام العادل والتغيير الديموقراطي. وفي مسيرة هذا الطريق من النضال، نحيي ذكرى إستشهاد الاستاذ محمود محمد طه، ونحي إستشهاد كل من دفع بروحه ثمنا من اجل مجتمع سوداني حرالإرادة ومحتفي بتنوع وتعدد نسيجه الفكري والسياسي والثقافي. *** 19 يناير 2016 .