عندما مجموعات تتبني الفكري الديني الاسلامي انتهاكات سمها فظاعات تحت هذا المسمي ، يخرج اليك الفقهاء والمنافقين الدينيين ان ذلك فقط تخطيط غربي ومؤامرة من اعداء الاسلام لضرب الامة الاسلامية من الداخل،انها مضروبة في الاصل من داخل نصوصها القاتلة الداعية ان القتل،هذا التنظيم الدموي لم يتبني البوذية ولا الهندوسية ولا اليهودية ولا المسيحية ، انه يتبني الاسلام كمنهج وعقيدة وكفعل في ذات الوقت،تنظيمات كداعش وبوكو حرام والاخوان المسلمين والجماعات السلفية الجهادية الداعية الي محاربة من داخل اراضيها لها منهج اسلامي في الحاضر والماضي وثم المستقبل ، كلها مبررات للخروج من عنق الزجاجة الذين فشلوا من الخروج منه .. اخيرا شبه علماء السودان،تنظيم الدولة الاسلامية داعش بالخوارج واعتبر التنظيم المتطرف حركة احتجاجية تعاني من ضعف التاسيس العقدي والفكري والسياسي ،السؤال هو هل تعاني داعش من هذا الضعف المزعوم ام الاسلام هو الذي يعاني من ذلك الضعف؟ من اين تستمد داعش فعلها هذا؟ ماهي الارضية التي تجعلها قوية بهذا الشكل ؟ ان ما صرحت به علماء السودان شيء متوقع جدا ، في هذا الوقت ، هم يدركون جيدا ان تنظيم داعش له الالية القوية المستمدة من الدين ، هم لا يريدون المواجهة معه من ناحية نصوصية ،لان ذلك يضعهم في مواجهة مع داعش المجرم،هي لا تعاني من اي ضعف فكري وسياسي وعقدي اطلاقا، هي له وثيقة تاريخية وعقدية مؤسسة في التراث الاسلامي الدموي في شكل حروباته وغزواته التي شنها ضد مخالفيه والرافضين للانتماء والايمان به منذ عهد محمد الذي ذهب الي يثرب ليؤسس داعش ، هذا التنظيم الذي في يثرب لم يكن يتبني الفكري اليهودي والمسيحي ولا الزرادشتي ابدا هو اسلامي قح ، ويعلم ما يقوم به ومن اين ينطلق .. في السياق المبرر اكد الامين العام لعلماء السودان ابراهيم الكاروري ان نحو 70 سودانيا التحقوا بصفوف داعش في ليبيا وحدها ، ذهاب هؤلاء للقتال ونيل الاستشهاد ، هذا اعتراف جيد ، لكن ماهو ليس بجيد ان خروجهم للقتال نتيجة طبيعية للتحريض المتداول علي منابر الدعاة والمتطرفين الاسلاميين في هذه الدول ، والمناهج التي يقرها الكاروري ويصمت عليها ، باعتبارها كتب صفراء بها ايات الجهاد والسبي واسترقاق النساء وهدم الاثار وقتل كل من يقف ضدهم ، هي مناهج تدرس يوميا وتبث علي الاذاعات المفتوحة الا يتوقع الكاروري ان ينضم هذا العدد الكبير للقتال في ليبيا وسوريا من اجل ماذا ، انه من اجل الاسلام وفي سبيله وفي سبيل الشهادة ايضا ، ان داعش ليست حديثة العهد ، هي لها جذور تاريخية عميقة جدا ، تستند الي نصوص قاطعة لا تقبل المساومة ابدا ،واضحة كوضوح الشمس ، ما يقوله الكاروري هو هروب من الواقع ، انا مقتنع ان الكاروري لن يناظر الجهادي الجزولي ابدا ،لان الجزولي سيحطم له ان داعش تعاني من الضعف الفكري والسياسي كما يدعي فالكاروري ينافق ، ليظهر وجه اخر لاسلام يعرفه وحده .. قال الكاروري ان ماتقوم به دولة الخلافة الاسلامية داعش فتنة وسوف تزول ان التنظيم صناعة غربية لضرب الاسلام والمسلمين ، هذا ما يستطيعون قوله في هذه الاوقات الحرجة ، فقط نظرية المؤامرة ضدهم وضد دينه ، لصرف الانظار عن الحقيقة المتخفية تحت ثوب التسامح ، والقاء اللوم علي الاخرين ، هذا القتل وهذا السبي والايات التي تسمح بالقتل كلها مؤامرة غربية لضرب الاسلام ، عندما يستند هؤلاء الي الايات الواضحة وتفسيرات المجرم ابن تيمية ، يعتبرون ذلك مؤامرة ضدهم ، عندما تحرق داعش شخص اسرته او تريد قطع راسه ، لا تقرا امامه نصوص من المعهد القديم ولا العهد الجديد ،ولا تقرا امامهم نصوصا من الهندوسية ولا البوذية ولا الزرادشتية ،بل نصوص اسلامية وتدعمها بكتب السنة وما قام به السلف الصالح في فترات سطوة محمد وفترة اصحابه المسمية ذورا بالراشدة ،لم تكن راشدة ، اذا كانت راشدة فعلا ما خرجت داعش وبوكو حرم والجماعات الجهادية والوهابية الموغلة في التطرف والعنف الاسلامي بتاريخيه وحاضره ومستقبله الذين لا يبشر بخير ابدا ، قول الكاروري مردود عليه لان داعش لم تاتي من الفضاء هي اتت من نصوص الدين الاسلامية الواضحة التفاسير ، وما قام به محمد من غزوات وبعدها اصحابه وما بعدهم بغزوات استعمارية تحت ذريعة نشر الاسلام ، وتصنيف الناس علي ارضية الكفر والاسلام من هنا خرجت داعش ، ومن هنا فشل الكاروري بالاعتراف ان داعش في النص الذي يؤمن به ، فقط انه يراوغ لاظهار وجه ليس موجودا ..