انتقد البروفيسير اريك ريفز – الخبير الامريكى فى الشؤون السودانية – بيان مساعد وزير الخارجية الامريكى 18 فبراير الجارى الذى قال فيه بان حركة تحرير السودان عبد الواحد هى التى بادرت بالهجمات على القوات الحكومية . وقال اريك ريفز ان البيان يؤكد ان سياسة ادارة أوباما تجاه السودان لا تزال انتهازية وتسترشد ب(المساواة الاخلاقية) المنحرفة – أى المساواة الاخلاقية بين الجناة والضحايا . وقال ان (المساواة الاخلاقية) المركزية فى بيان وزارة الخارجية تريد لنا ان نتصور النزاع وكأنه بين حكومة مشروعة بهذه الطريقة أو تلك وبين متمردين ، ولكن واقع النزاع فى دارفور يكذب دوماً مثل هذه (المساواة) ، فزعماء التمرد المختلفين فى دارفور غالباً ما تصرفوا بشكل سيئ للغاية ، وبحماقة فى بعض الاحيان ، وشارك بعضهم فى اعمال ربما ترقى لجرائم حرب ، ولكن نظام الخرطوم ، وليس المتمردين ، هو المسؤول عن الاعداد المهولة من القتلى والجرحى والمشردين . وقال ريفز ان ما ساقه البيان عن ان مبادرة حركة التحرير بالهجمات استثارت رداً من القوات المسلحة السودانية ، تشويه للحقائق يحول بين ادارة أوباما وان تقول أى كلمات ذات فائدة ، مؤكداً ان القوات الحكومية ظلت وعلى مدى الثلاثة سنوات الاخيرة تشن هجمات عنف وحشية ضد المدنيين فى مناطق جبل مرة ، وان الحقيقة الدامغة ان هذه الهجمات تستهدف المدنيين أساسا ، وتستخدم طائرات الانتينوف البعيدة كل البعد عن الدقة والتى تقصف قنابلها من ارتفاعات عالية لترويع المدنيين وحرمانهم من الزراعة. وانتقد ريفز دعوة البيان لاعادة الالتزام باعلان ايقاف العدائيات ، وأكد انه لا يوجد أى دليل على الاطلاق بان الحكومة السودانية التزمت فى اى وقت مضى بايقاف العدائيات ، بل تشير كل الدلائل الى ان الرأى السائد فى الحكومة تحقيق حسم عسكرى باى وسيلة ممكنة . وأكد ان عدم وجود عدائيات كبرى مؤخراً بجنوب كردفان لا يعود الى التزام من الحكومة وانما تكتيك للقضاء على المقاومة المسلحة الاقل قوة فى دارفور والنيل الازرق ومن بعد ذلك التركيز على جنوب كردفان . وأضاف ريفز ان ربط ادراة أوباما ايصال المساعدات الانسانية بايقاف العدائيات يجعلها تسمح لنظام الخرطوم بمواصلة انتهاكاته الخطيرة للقانون الانسانى الدولى ، وأكد ان ايقاف العدائيات يجب الا يكون شرطاً مسبقاً لفتح ممرات انسانية الى المناطق التى يسيطر عليها المتمردون فى جنوب كردفان والنيل الازرق ، وعلى الاخص جبل مرة بدارفور الذى يعانى من الحصار الانسانى لاكثر من خمس سنوات حتى الآن . وقال ريفز ان النظام الحاكم غير مستعد بل وغير قادر على خلق بيئة مواتية لحوار وطنى يخاطب قضايا منظومة الحكم ، واشار فى ذلك الى مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على عمر البشير والعديد من الآخرين فى النظام ، وأكد ان (الحوار الوطنى) ليس سوى حيلة سياسية محضة صممت لاعطاء بعض الشرعية للنظام . http://sudanreeves.org/2016/02/18/obama-administration-sudan-policy-remains-expedient-guided-by-a-perverse-moral-equivalence/