أفادت مصادر مطلعة بأنّ نافع علي نافع مساعد المشيرعمر البشير قد عقد إجتماعاً خاصاً مع أمنيين وقادة كبار في جهاز الأمن الوطني خلال الأيام الماضية وذلك بغرض تقييم الأوضاع ومعرفة مدى تأثير إعتقال الدكتور الترابي على فعالية المعارضة والساحة السياسية السودانية بمجملها. وذكرت المصادر ذات الصلة أن السيد نافع أظهر غضباً شديداً عندما أكّدت إفادات القادة الأمنيين بأن الساحة السياسية في السودان لم تشهد إنفراجاً ملموساً وأن السودان ما يزال مرشحاً بقوة للإنضمام إلى باقة الدول التي عصفت بها الإنتفاضات الشعبية في المنطقة، وأبدى القادة الأمنيون ملاحظة ذهبت إلى أن اعتقال الترابي أصبح يمثل دافعاً ومحفّزاً لنشاط المؤتمر الشعبي الذي تزداد وتيرة مناشطه وأدائه السياسي والتنظيمي بصورة جلية في أعقاب كل إعتقال للدكتور الترابي، الأمر الذي جعل الرجل الأكبر نفوذاً في الحزب الحكومي يستشيط غضباً وهو يقول منزعجاً: ( كأنكم تريدون القول أن الترابي سيخرج من معتقله محمولاً على الأعناق كما خرج في أبريل 1985 هذا لن يحدث، هذا ليس نظام مايو ولسنا في أبريل..) وزاد المصدر بقوله: ( وأضاف نافع بكثير من الحنق قائلاً: ( الترابي ما حيطلع المرة دي إلا محمولاً على عنقريب..) –يقصد ميتاً- قبل أن يقطع اجتماعه ويخرج غاضباً. وأكدت المصادر أن السيد نافع علي نافع عاد بعد ساعات من الليل ليواصل اجتماعه مع ذات القيادات الأمنية طالباً منهم أن يقدموا خططا وتصورات واضحة لتلافي الأزمة بدلاً من (الحديث الإنشاء) الذي ظلوا يرددونه طوال الوقت -على حد تعبيره0 وكشفت المصادر أن مقترحات الأمنيين تركزت بصورة أساسية على ضرورة إجراء حوار سريع ومطوّل مع حزبي الأمة والإتحادي بقيادة المهدي والميرغني بما يعمل على عزل المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي ليتركا على الساحة منفردين الأمر الذي يمكن ان يبطئ من عجلة الأحداث المتسارعة نحو الإنفجار بما يحدث نوعاً من الإحباط لدى الشارع المعارض ويعرقل حراكه. وأضافت المقترحات إلى ذلك أهمية الإحاطة والسيطرة على الشباب خاصة الخريجين والعاطلين عن العمل عبر طرح مشاريع إستثمارية يستهدف بها الشباب وتوفير قروض وتمويلات بنكية صغيرة بما يمكن أن يستوعب أكبر قدر من الخريجين في أنشطة تجارية واستثمارية تصرفهم عن التأثر بدعايات المعارضة والتفكير في موالاة التيار الراغب في الثورة. هذا وكانت الحالة الصحية للدكتور الترابي (80 عاماً) قد تدهورت وهو حبيس معتقله بسجن كوبر وقوبل ذلك التدهور الصحي بمماطلة من جهاز الأمن الحكومي الذي رفض نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم ليعود ويذهب به إلى مستشفى (ساهرون) التابع لجهاز الشرطة بعد مرور عشرة أيام على بداية تدهور أحواله الصحية. في هذه الأثناء ألمحت قيادات بالمؤتمر الشعبي إلى أن الدكتور الترابي ربما يكون قد تعرض لعملية تسميم متعمدة داخل معتقله و (أن النظام الحاكم في الخرطوم ينتهج خطة لتصفية الشيخ الترابي جسدياً ) عبر إتباع جهاز أمنه لإجراءات تعسفية وظروف إعتقال قاسية ظل يتعرض لها الدكتور الترابي منذ يناير الماضي. وكانت أسرة الدكتور الترابي قد شكت من مضايقات يمارسها طاقم أمني مكلف بحراسته بالمستشفى وهو ما حمل الدكتور الترابي على الإحتجاج على ذلك عدة مرات دون اي استجابة .