كشفت دراسة حديثة لمركز بيو للبحوث والدراسات، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هي أكثر مناطق العالم التي ينتشر فيها الاقتتال الديني والأعمال العدائية الدينية، والقيود الحكومية على الدين. وشملت الدراسة 198 دولة حول العالم، مُقسمة إلى خمس مناطق وهي: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منطقة الأمريكتين، ومنطقة أوروبا، ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، ومنطقة إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. وانقسمت الدراسة على معيارين أساسيين: أحدهما هو القيود الحكومية على الدين، والآخر يرتبط بالاقتتال والعنف الديني والأعمال العدائية الدينية الاجتماعية أو المرتبطة بجهات غير رسمية، وقيمت الدراسة هذين المعيارين حسب أربع درجات: عالية جدًا، وعالية، ومعتدلة، ومنخفضة. وترجع الدراسة التي ظهرت للنور قبل أسابيع، إلى بيانات جُمعت من عام 2014. وبحسب الدراسة، فقد نقصت القيود الحكومية، والأعمال العدائية الدينية المجتمعية في عام 2014 بشكل متواضع عمّا كانت عليه في عام 2013، مع ارتفاع معدلات الإرهاب المرتبط بالدين. وبالنسبة للقيود الحكومية، فقد جاء 24% من الدول محل الدراسة في المستويات «العالية» و«العالية جدًا» في عام 2014 مُقارنة ب28% نسبة عام 2013، بفارق 4% بين العامين. أما عن الأعمال العدائية الاجتماعية المرتبطة بالدين، فقد جاءت 23% من الدول محل الدراسة في المستويات «العالية» و«العالية جدًا» في عام 2014 مُقارنة ب27% نسبة عام 2013، بفارق 4% أيضًا بين العامين. وأفادت الدراسة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استمرت في مقدمة المناطق عالميًا، التي لديها مستويات عالية في المتوسط من القيود الحكومية على الدين والأنشطة الدينية. فمتوسط درجة القيود الحكومية بالنسبة ل20 دولة في المنطقة محل الدراسة انخفض بشكل متواضع من 6 من 10 في 2013 إلى 5.4، بفارق 0.6 بين العامين. وبهذه الدرجة تكون درجة المنطقة أكثر من ضِعف درجة المتوسط العالمي الذي يبلغ 2.5. وتظل بذلك في صدارة المناطق عالميًا بالنسبة للقيود الحكومية على الدين. وتفيد الدراسة أن العديد من القيود الحكومية التي كانت موجودة في عام 2013 ظلت تحدث في عام 2014. فالقيود الحكومية المفروضة على الوعظ الديني في الأماكن العامة على سبيل المثال، وُثقت في 16 دولة من 20 دولة من دول المنطقة محل الدراسة، أي ما نسبته 80 % من دول المنطقة، بالنسبة لعام 2014، في حين وُثقت تلك القيود في 17 دولة في 2013، بفارق دولة واحدة بين العامين، وما نسبته 5% من دول المنطقة. أما عن التدخل الحكومي في ممارسة العبادات، فقد وُثق في 18 دولة من دول المنطقة محل الدراسة، أي ما نسبته 90% من دول المنطقة، بالنسبة لعام 2014، في حين وُثق ذلك التدخل في 19 دولة في 2013. أي ما نسبته 95% من دول المنطقة. بفارق دولة واحدة بين العامين، وما نسبته 5% من دول المنطقة وكانت مصر من أكثر دول العالم التي تفرض قيودًا حكومية على الدين والأنشطة الدينية؛ إذ لم يسبقها – عالميًا في 2014 – سوى الصين وكانت في مستوى «عالٍ جدًا» من القيود الحكومية على الأنشطة الدينية. ومن بين أول ثمان دول عالميًا في القيود الحكومية كانت هناك 4 دول من منطقة الشرق الأوسط وهي: تركيا التي احتلت المركز الرابع عالميًا، وإيران التي احتلت المركز السادس عالميًا، وسوريا التي احتلت المركز السابع عالميًا، والسعودية التي احتلت المركز الثامن عالميًا. مع تصدر منطقة الشرق الأوسط العالم من حيث القيود الحكومية المفروضة على الدين، احتفظت المنطقة ذاتها بصدارة مناطق العالم، من حيث متوسط مستويات العنف الاجتماعي المرتبط بالدين في عام 2014 وهي مستويات تطابقت تقريبًا مع تلك المرتبطة بعام 2013. وخلال السنوات الماضية، ظلت درجة العنف الاجتماعي المرتبط بالدين هي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان متوسط الدرجة التي حصلت عليها العشرون دولة بالمنطقة 6 في 2014، وهي درجة قريبة جدًا من 2013 الذي بلغ متوسط دول المنطقة حينها 5.8. وكان متوسط درجة العنف الاجتماعي المرتبط بالدين عالميًا 1.5، وهذا يعني أن ذلك المتوسط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يساوي أربعة أضعاف المتوسط العالمي. وتقلص مستوى العنف الديني في سبع دول من دول المنطقة، فيما ارتفع في 10 دول أخرى، ويتضمن العنف الديني والاجتماعي: الصراعات المسلحة المرتبطة بالدين، والصراعات الطائفية، وغيرها من الانتهاكات المرتبطة بالدين. وجاءت ست دول في المنطقة في مستوى «عالٍ جدًا» من العنف الديني، وهي سورياوالعراق واليمن و لبنان وإسرائيل وفلسطين. وكانت العراق من أكثر الدول التي تُعاني من العنف الديني نظرًا للصراع الطائفي هناك والذي أدى لحالات كثيرة من القتل والخطف والترهيب والتهجير. وأشارت الدراسة إلى وجود وقائع تطهير عرقي في العراق تستهدف الأقليات الدينية والإثنية، نفذها «تنظيم الدولة» في عام 2014 ضد المجتمعات الشيعية واليزيدية، مُستشهدًا بواقعة قتل جماعي لليزيديين قُتل خلالها ما لا يقل عن 500 يزيدي مدني، في أغسطس (آب) 2014. وتفيد الدراسة، بإن المنطقة ظلت الأعلى من حيث مستويات الإرهاب المرتبط بالدين. كما لفتت إلى أن الصراع المسلح المرتبط بالدين في المنطقة عام 2014 أدى إلى نزوح أكثر من 19 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبذلك يرتفع عدد النازحين في 2014 عن عدد النازحين في 2013 – بسبب هذا النوع من الصراعات – ب800 ألف شخص، إذ بلغ عددهم 18.2 في 2013. وتحدثت الدراسة، أن الاعتداءات التي نفذتها قوات حكومية وجماعات اجتماعية ضد المسيحيين واليهود في المنطقة زادت بشكل طفيف في عام 2014 عمّا كانت عليه في 2013، فيما ظل مستوى الاعتداءات التي تمارس ضد المسلمين كما هي خلال العامين. وبالنظر إلى لغة الأرقام، فإن هناك اعتداءات مورست ضد المسيحيين في 16 دولة من بين 20 دولة محل الدراسة من دول المنطقة في عام 2014، بعدما كانت في 15 دولة فقط في عام 2013، بفارق دولة واحدة فقط بين العامين. كما أن هناك اعتداءات مورست ضد اليهود في 18 دولة من بين 20 دولة محل الدراسة من دول المنطقة في عام 2014، بعدما كانت في 17 دولة فقط في عام 2013، بفارق دولة واحدة فقط بين العامين. أما عن الاعتداءات التي مورست ضد المسلمين فقد وُثقت في 17 دولة من بين 20 دولة محل الدراسة من دول المنطقة في عام 2014، وهو نفس الرقم بالنسبة لعام 2013. (نقلاً عن ساسة بوست).