كشفت المخابرات الايطالية عن تعاون السلطات السودانية في القبض على متطرف إسلامي تونسي الجنسية يدعي معز فزّاني وكنيته (أبو نسيم) في الخرطوم. وقال السيناتور جياكومو ستوتشي الذي يرأس لجنة في البرلمان الإيطالي تشرف على جهاز المخابرات ، في تصريح لوكالة (فرانس برس)، إن عناصر المخابرات الإيطالية لعبوا دوراً رئيسياً في العثور والقبض على الإرهابي التونسي في السودان. وأكد بأن الإرهابي المشار إليه الذي كان يقود مؤخراً عناصر داعش بالقرب من ميناء صبراتة شمال غرب ليبيا : ( لم يعد طليقاً بعد اليوم). وأورد الموقع التونسي الأخباري (هنا تونس) ، ان المخابرات الإيطالية نجحت في مراقبة الارهابي أبو نسيم بالسودان، وتحديد مكان إقامته بالعاصمة السودانية الخرطوم ، ومن ثم نسقت مع السلطات السودانية في القبض عليه . وسبق وأصدرت تونس مذكرة اعتقال دولية بحق معتز فيزاني ، بتهمة الإرهاب لمسؤوليته عن الاعتداء الإرهابي الذي وقع على متحف (باردو) في تونس ، مارس 2015، والذي أدى إلى مقتل (21) سائحاً من بينهم (5) سواح إيطاليين. كما تتهم إيطاليا المتطرف التونسي بتجنيد المئات من الشباب في أوروبا لصالح تنظيم (داعش) الإرهابي . وأمضى فزّاني مرحلة من شبابه في إيطاليا التي وصلها العام 1989، ثم ذهب إلى أفغانستان مقاتلاً في صفوف القاعدة حيث تم إعتقاله على يد الجيش الأميركي عام 2001، وسجن في معتقل باغرام ، ثم تم نقله وتسليمه إلى إيطاليا عام 2009 التي سافر منها إلى ليبيا عام 2012 مقاتلاً في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي ، ومنها إلى سوريا عام 2013، حيث قام بتدريب مقاتلين تابعين لتنظيم داعش ، لكنه عاد إلى ليبيا مجدداً عام 2014، والتي غادرها إلى السودان بعد ذلك بأشهر قليلة ، حيث عاش منذ ذلك التاريخ إلى أن تم اعتقاله قبل أيام بواسطة جهاز الأمن السوداني ، تحت إشراف وتنسيق المخابرات الإيطالية. وقال محلل سياسي ل (حريات) ، ان وجود شخص بمثل هذه الخطورة لمدة عامين في البلاد يدل على تورط جهات بحكومة الخرطوم في دعم الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة وتوفير الحماية لها ، وتسهيل مرور أفرادها إلى مصر وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية والأفريقية. وسبق وكشفت تحقيقات المخابرات الهندية ، في ديسمبر 2015، عن تورط جهات داخل البلاد في تدريب الشباب الراغبين في الالتحاق بتنظيم (داعش) ، ومن ثم إرسالهم إلى ليبيا للمشاركة في الحرب مع التنظيم الإرهابي. وتشير (حريات) إلى أن حكومة المؤتمر الوطني تشارك الجماعات المتطرفة في المنطلقات الايديولوجية الرئيسية ، ولكنها بسبب المواءمات والانتهازية السياسية لا تصل إلى درجة شططها . كما يتبنى المؤتمر الوطني سياسة مزدوجة تجاه مثل هذه الجماعات ، فمن ناحية يسمح لها بالنشاط بل ويؤازرها ، كي يخيف بها الغرب والقوى الديمقراطية في الداخل وينفذ بها بعض العمليات القذرة ، ومن ناحية أخرى (يبيع) بعض ملفاتها الى المشترين الإقليميين والدوليين ، ولكن بالحد الذي يجعل سمسرته مطلوبة دوماً. http://www.hurriyatsudan.com/?p=193503