سيكتب التاريخ باحرف من نور ..ان يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من ديسمبر 2016 كان لحظة ميلاد فجر جديد ..بعد سنوات طويلة من ليل حالك السواد والعصيان المدني ..إبداع جيل أكتوبر 1964 ..صقلته الآن الميديا الجديدة ..وتجارب عقود من المقاومة الباسلة ..وانهار من الدماء سالت فوق تراب الوطن ..تدشن ثورة من نوع جديد ..ونظام سياسي يولد من رحم الكادحين ويعبر عنهم ..ويقتص من الخونة ..والفاسدين . والعصيان الكاسح غدا ..كما تقول الدعاية الرسمية انه مقدمة لاجتياح الجبهة الثورية للخرطوم ..وسيناريو شيوعي اشترك فيه الموساد الاسرائيلي ..ونسوا في غمرة الهلع تصريحاتهم السابقة البائسة حول القضاء علي المقاومة المسلحة .. والعصيان المدني غدا ..وهو استفتاء شعبي على عزلة النظام ..ليس التزام المنازل ومقاطعة الشارع واماكن العمل ..بل هو دفعة قوية لتكتيكات المقاومة وللفعل الثوري المطلوب لكنس النظام ومحوه من خارطة السودان . والعصيان غدا ..نسخة منقحة من عصيان نوفمبر ..دخلت فيه بثقلها كل القوي السياسية والاجتماعية فوجد النظام نفسه في السهلة ..وانكشف مستور حزبه المعزول ..وجمهوره الزائف الموجود فقط على بطاقات الاقتراع المضروب ..وهذا سر البلبلة والخلعة التي تعتري الانقاذيون .وهم يرون النهايات الوشيكة حيث لا ينفع الامن ولا الجنجويد .. غدا يضع الشعب نقطة في نهاية السطر لتبدأ فقرة جديدة اسمها الجبهة الواسعة الموحدة ..وسلاحها العزم والتصميم علي استرداد الحرية والديمقراطية ..وشتان ما بين ارادة الجماهير الغلابة ..ومليشيا النظام المرتعشة ..التي ستلقي سلاحها وتهرب من ميدان المعركة .حتي قبل بدايتها .فالذي يقاتل لأجل المال لا يموت فداء لأحد .. . كان ولا زال النظام الفاسد يراهن علي آلته القمعية وعلى كسب الوقت أملا في اضعاف المعارضة ..أو جرجرة اقسام منها للركوب في سفينته الغارقة ..بيد ان العصيان المدني أسقط كل رهان ..فباتت الثورة هي خيار الشعب ..الواحد ..وبخطي واثقة يمضي الشعب صوب خياره ..دون الالتفات ..للتهديد والوعيد ..فالنمور الورقية لا تعض ولا تفترس .. هيا الي العمل ..يا شعب السودان ..شعب العصيان في يوم اندحار الكيزان. [email protected]