منذ 27 نوفمبر الماضي ضرب الشعب السوداني المعلم مثالاً مشرفا ومبهرا في بناء الثورات الشعبية الواعية، بإستخدامه العصيان المدني كأداة مقاومة متحضرة في مواجهة القمع والإرهاب والإذلال الذي ظل جاثما على صدر شعبنا لقرابة 27 سنة. لقد قال الشعب السوداني كلمته ونزع كل ادعاءات الشرعية الزائفة عن عصابة الموتمر الوطني التي تحكم البلاد. ان الازمة الاقتصادية الحالية هي نتيجة الفشل السياسي غير المسبوق الذي أنتجته سياسات حكومة الموتمر الوطني. حيث تصاعدت كلفة الحروب التي تغذيها مناهج العنصرية والاقصاء ورفض الاخر والتعصب التي يعتنقها الحزب الحاكم، وكما ساهمت ايضا سياسات الخصخصة والتحرير الاقتصادي الذي انتهجته الحكومة ورفعت يدها عن دعم وتمويل الخدمات الاساسية مثل الصحة والتعليم وكافة أوجه الرعاية الاجتماعية لصالح فساد القطط السمان ومراكمة أرباحهم على حساب حياة ومعيشة المواطن السوداني البسيط. ان تصاعد المقاومة اليومية لنظام الموتمر الوطني الحاكم هو طريقنا الوحيد نحو الخروج من هذا النفق المظلم. وان شعبنا قادر على صناعة بديل أفضل من هذا الخراب الذي يصنعه البشير وعصابته. اننا سنعمل مع كافة لجان المقاومة والعصيان بالأحياء لمواصلة العمل الدؤوب وابتداع اليات المقاومة المحلية بشكل متواصل. وما النصر الا صبر ساعة. ثورتنا مستمرة وحتما ستنتصر حركة التغيير الان 19 ديسمبر 2016. ………………….. رهاف قامو الولاد الهجعة… ولطاف مرقن بنات الوجعة… قعدن يشخبطن في الرجعة… ورسمن في الغمام لوحات… ملامح لى وطن طيب ونكران ذات ….. جولة جديدة في منازلة الطغيان يثبت بها شعبنا علو كعبه في مواجهة نوايا السلطة الإجرامية، لقد تحقق نجاح الموجة الثانية للعصيان بفضل الوحدة الكاسحة للقوى الداعمة للعصيان والعمل الحقيقي وقد تابع الجميع حملات الملصقات المكثفة التي انتظمت الخرطوم وولايات السودان المختلفة. إن نجاح عصيان 19 ديسمبر وما يليه من عمل قادم في مواجهة السلطة يستوجب عدة مهام حاسمة: اولا: تثبيت وحدة العمل المعارض والإستمرار في العمل القاعدي عبر لجان العصيان بالأحياء المختلفة تعبئة وتنظيما ورصدا للعناصر الأمنية. ثانيا: التنسيق الدائم مع القوى السياسية على المستوى القاعدي في الأحياء وعلى المستوى القيادي للتفاكر حول الخطوات المقبلة وتجويدها. ثالثا: أهمية التحليل العلمي لعصياني 27 نوفمبر و19 ديسمبر لسد الثغرات ومناطق القصور. رابعا: تحليل رد الفعل الحكومي ورصد الصرف الفلكي على عملية الخداع والايهام بفشل العصيان من خلال فعاليات صورية وعبر مئات السيارات التي ظلت تجوب الشوارع طوال اليوم. واخيرا: لقد كشفت موجات العصيان عن ضعف وارتباك النظام وإستعادت بفضله الحركة الجماهيرية زمام المبادرة ودفعت بشباب في كل انحاء السودان الى قلب الفعل السياسي المباشر، وقد تصدروا المشهد ليجسدوا عمليا على الأرض بوادرا لظهور ملامح قيادات جديدة للعمل في القواعد وبين الناس ومنهم، وهذا التحول إذا ما اضيف اليه وحدة العمل المعارض سيكون هو الأساس الذي سيحسم المعارك الفاصلة لإسقاط النظام. عاشت نضالات شعبنا والمجد للسودانيين وهم يزلزلون الأرض تحت أقدام الطغاة المستبدين.