غداة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، التقت زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان السبت في ألمانيا زعماء أحزاب اليمين المتطرف والشعبويين الأوروبيين لإظهار جبهة موحدة قبل انتخابات عديدة حاسمة. وتجمع مئات المتظاهرين تلبية لدعوة أحزاب اليسار والنقابات في كوبلنز (غرب) احتجاجا على هذا اللقاء. وفي أول زيارة رسمية لها إلى ألمانيا، هيمنت على المؤتمر لوبان مع زعيمة "حزب البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي فراوكي بيتري. وهذا الحزب الذي يؤكد أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا ويرفض تشييد مساجد، يتقدم على الساحة السياسية منذ وصول أكثر من مليون طالب لجوء في العام 2015 إثر قرار المستشارة أنغيلا ميركل استقبالهم في البلاد. وقالت لوبان "سأذهب إلى ألمانيا لألتقي مستقبلها، حزب البديل من أجل ألمانيا، لا ماضيها الاتحاد المسيحي الديمقراطي". وافتتح ماركوس بريتسل، زوج بيتري وأحد أهم شخصيات حزبها، المؤتمر معبرا عن شكره للوبان على حضورها، وقال "إنه شرف استثنائي". ووعد بريتسل "بأوروبا جديدة"، مدينا "الإسلام السياسي". كما أشاد بدونالد ترامب غداة تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الذي يشكل نجاحه نموذجا لليمين الأوروبي المتطرف. وأجرت لوبان وبيتري محادثات أولى منذ مساء الجمعة على عشاء حضره أيضا النائب الهولندي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز، الذي وضع على تويتر صورة لهم وكتب أنه "فخور بقادة أوروبا الجديدة". هذا الاجتماع الذي وصفه منظموه بأنه "قمة أوروبية مضادة"، يجسد طموحات هذه الأحزاب السياسية قبل الانتخابات التشريعية في هولندا في منتصف مارس، والانتخابات الرئاسية في فرنسا في أبريل ومايو، والانتخابات التشريعية في ألمانيا نهاية سبتمبر. وتأمل أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية في تحقيق نتائج جيدة مع مواضيع مشتركة بينها هي رفض الهجرة والإسلام والنخب وأوروبا، مع خطاب "مناهض للمؤسسات". ويعقد اللقاء غداة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الذي عرض خلال حملته الانتخابية وبعدها بعض المواضيع التي تدعمها الأحزاب الأوروبية المجتمعة في كوبلنز. وقالت مارين لوبان لإذاعة "راديو كلاسيك" الفرنسية إن "الهدف تحديدا هو رسم ملامح أوروبا الغد (…) التي ستحل مكان هذا النظام الرديء الذي بات عليه الاتحاد الأوروبي". وينظم المؤتمر "الكتلة الأوروبية للأمم والحريات" في البرلمان الأوروبي التي تأسست في 2015 من قبل أحزاب تصنف بأنها تنتمي إلى اليمين المتطرف. ولوبان إحدى زعماء الكتلة. وقالت لوبان "كل واحد منا متمسك بسيادته وبالحريات عموما". وأضافت "أعتقد أن ما يجمعنا هو رفض نهج الاتحاد الأوروبي الذي يلخص بالتراخي في كل المجالات". وفي هولندا، يأتي حزب خيرت فيلدرز في طليعة استطلاعات الرأي، والتوقعات في فرنسا ترجح وصول مارين لوبان إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويحصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" حاليا على 12 إلى 15% من نوايا الأصوات. وفي حال تأكدت هذه الأرقام في سبتمبر، سيدخل هذا الحزب إلى مجلس النواب في سابقة في ألمانيا لحزب من هذا النوع منذ 1945. وهذا الأسبوع أثار أحد مسؤوليه، بيورن هوكه، استياء عاما في البلاد بعد أن وصف نصب المحرقة في برلين ب"العار"، وكسر بذلك أحد المحرمات.