* برر غازى صلاح الدين عتبانى رئيس (تحالف المستقبل للتغيير)، توقيع التحالف على وثيقة الحوار الوطنى بحدوث تطورات إيجابية على المشهد السياسى السودانى!! * وكان "تحالف قوى المستقبل للتغيير" الذى يتكون من 44 حزبا صغيرا جدا معظمهما غير معروف، أكبرها (حركة الاصلاح الآن) التى يرأسها (غازى)، قد وقع على الوثيقة فى وقت متأخر يوم الخميس الماضى، وبرر ذلك بحدوث بعض التطوارات الإيجابية فى البلاد، من بينها انحسار الاعتقالات ومصادرة الصحف، بجانب الإعلان عن وقف العدائيات توطئة لوقف إطلاق النار ووقف الحرب، والتحول في الموقف الدولي الى التعاطي الإيجابي مع الأطراف السودانية على أساس أولوية وقف الحرب!! * كما أشار إلى البدء في الرفع الجزئي للعقوبات، واستمرار الولاياتالمتحدة في تطبيق استراتيجية أوباما التصالحية تجاه السودان، وقيام المعارضة المسلحة بإطلاق سراح أسرى الجيش السوداني، وقيام الحكومة السودانية بإلغاء أحكام الإعدام على أعضاء الحركات المسلحة وإطلاق سراحهم!! * وأكد (العتباني) بأن تعيين رئيس وزراء جديد يمنح فرصة لتبني سياسات حكومية أكثر انفتاحاً لدعم العملية السياسية، مبيناً أن الاتفاق الذي جرى توقيعه لا يُنشئ حلفاً سياسياً بين طرفين، ولا هو اتفاق على تكوين حكومة!! * وأضاف "هو اتفاق ضمن اتفاق بين أطراف متعددة (الجمعية العمومية للحوار) على مبادئ ومواقف للتعامل مع العملية السياسية التي يجسدها الحوار الوطني، وحتى هذه المرحلة لم تتطرق المشاورات لموضوع المشاركة". * كان هذا ما قاله غازى لتبرير توقيعه على وثيقة الحوار التى ظل يرفض التوقيع عليها او حتى المشاركة فى الحوار الذى قاد إليها، بل ويوجه إليها الاتهامات والانتقادات الحادة باعتبارها نتاج حوار من طرف واحد هو المؤتمر الوطنى، وفجأة خرج علينا بتأييده للوثيقة والتوقيع عليها "لحدوث تطورات ايجابية فى المشهد السياسى السودانى"!! * ونسأل غازى .. ما هى هذه التطورات الايجابية، هل توقفت الحرب، هل شاركت الحركات المتمردة فى الحوار، وهل تغير موقفها من حكومة المؤتمر الوطنى أو تغير موقفه منها، وهل التعثر الشديد الذى تشهده التعديلات الدستورية الخاصة بالحريات وسلطات جهاز الأمن داخل اللجنة الطارئة للتعديلات التى ترأسها الاستاذىة (بدرية)، والانتقادات الحادة التى يوجهها اليها حزب المؤتمر الشعبى كل يوم والتهديد بانسحابه من الحوار والحكومة المقبلة .. من التطورات الايجابية، وهل تم اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، وسُمح للاقلام الموقفة عن الكتابة الصحفية بالعودة للكتابة، وهل نفذت الحكومة الشروط التى تضمنها القرار الأمريكى بالرفع الجزئى للعقوبات، لمواصلة التفاوض ورفع بقية العقوبات، حتى يتغزل غازى فى الحكومة ويزعم وجود تطورات ايجابية فى البلاد دعته هو (وأحزاب الفكة) التى يرأسها ويفرض عليها اجندته، للتوقيع على وثيقة الحوار، أم أن غازى يضع عينه على المشاركة فى الحكومة القادمة، واللحاق بنصيبه فى الكيكة قبل ان يلتهمه غيره، وهو الأحق به، فى نظر نفسه، بل بالكيكة كلها، كما ظل يطمح ويعمل لذلك، وهو ما يعرفه عنه البعيد قبل القريب!! * لسنا فى حاجة الى مبررات، يا دكتور، تقنعنا أو تخدعنا بها لتوقيعك على الوثيقة والمشاركة فى الحكومة، فمتى كنت تعطى لغيرك ذرة اهتمام، وماذا يهمنا إذا شاركت أو لم تشارك .. ألستَ من الذين شاركوا فى تدمير وإفساد البلاد، أم تظن ان خروجك أو إخراجك مؤخرا من المؤتمر الوطنى سيشفع لك عند الحساب.. العرجة لى مُراحها!! الجريدة الالكترونية [email protected]