ما حدث في الايام القليلة الماضية من حالة الشد والجذب والتركيز الاعلامي الخارجي حول مشاركة الرئيس السوداني في قمة الرياض الاسلامية الامريكية من عدمه كشف بما لايدع مجالا للشك عن موقع وموضع الدولة السودانية الحقيقي من محيطها العربي والاسلامي وعلاقاتها الاقليمية والدولية المفترضة وكشف انها تعاني من عزلة غير مسبوقة منذ استقلال البلاد وحتي اليوم. عزلة لاتخفيها حملات العلاقات العامة الداخلية والخارجية الباهظة الثمن ومشاركة الجيوش المدججة فيما يجري في المنطقة من حروب واحداث ولاتقليد السيد الرئيس الاوسمة والنياشين في بعض القصور الملكية ولا الصوت العالي والضجيج والنفاق الداخلي المتعدد الوجوه الذي يحيط بالرئيس البشير احاطة السوار بالمعصم. هولاء الذين يزينون له الامور اليوم ويقولون له انه ليس في الامكان احسن مما كان من السحرة المتلونين سيكونون والايام بيننا اول من ينفض عنه غدا في يوم قريب وينكرونه في وضح النهار ويقولون حوله الاقاويل . هناك واقع يصعب تجاهله وهو ان رئيس البلاد اصبح محدد الحركة والاقامة في ظل الواقع الراهن واقصي مايمكن ان يحصل عليه بضع كلمات مجاملة وتطييب الخواطر ثم ياتيك السحرة والمرتشين يزينون له الامر ويقولون له انه ليس في الامكان احسن مما كان ويلتفون علي الموضوع ويبدلون في الحديث.. نعم القضية قضية بلد محاصر معنويا ورئيسه محدد الاقامة الي حد كبير ويعاني اهله في سبيل الحصول علي لقمة عيش شريفة وعلاج وخدمات اخري كانت متاحة في اصغر قرية سودانية علي مر سنين الحكم العسكري التقليدي والحزبية في السودان القديم .. محاولات الترقيع السياسي الساذجة والتجمعات النفاقية والمؤسسات السياسية الصورية لن تجدي وسياتي يوم سيشهد فيه السودان في ظل واقعه الراهن وازمة الحكم الغير مسبوقة وغياب المعارضة حريق لن يبقي ولن يذر والمليشيات القبلية المدججة لن تجدي ولن تفيد بل ستفاقم الحريق في ظل العسكرة المدمرة وارتداء الازياء والشارات العسكرية دون تأهيل او استحقاق من اطراف الحكم وعضوية الاخوان المسلمين وبعض المعارضين… نعم السودان الدولة يحتاج الي رد اعتبار والي اعادة بناء الدولة القومية ومؤسساتها السيادية علي قاعدة الاحترافية المهنية… وتسريح الجيوش الحزبية العقائدية الرسمية والشعبية التي تتحدث باسم الحكومة و المعارضة لكي يلتحق السودان بركب التغيير الذي سيحدث في المنطقة وبغير ذلك سيبقي الحال علي ماعلية حتي لحظة الحريق الاكبر ودمار المتبقي من الدولة السودانية التي تحتاج الي منقذ شجاع يرد اعتبارها وعلي من يانس في نفسه الكفاءة ان يتقدم الصفوف حتي لو كان الرئيس البشير اذا كان لديه مايفيد بعيدا عن السيناريوهات الجارية والمعتادة ومحاولات الالتفاف علي الامور واحتقار عقول العالمين التي تجاوزت كل الحدود.. ان واقع السودان اليوم لايشبه الموقف في اكتوبر 64 وابريل 85 والتاريخ لن يعيد نفسه بنفس التفاصيل وسيكون هناك في كل الاحوال خروج كبير وخطير علي نص ما حدث من قبل في تلك المنعطفات ولحظات التغيير. www.sudandailypress.net