ذهب شيخ الأمين إلى لاهاي وهو غضبان أسفاً ، وهو يرى تنكر زبونه السابق الفريق طه للخدمات التي قدمها له ، دخل شيخ الأمين السجن في الامارات بسبب وشاية من داخل القصر الجمهوري ، فهناك من تعارضت مصالحه مع تجارة شيخ الأمين ، تجارة البحث عن شيوخ أثرياء يدفعون بسخاء وكرم ، ويبدو ان الفريق طه لم يلتزم بالشروط مثل ( البياض) هذا يدفع عند الشروع في العمل ، و (الحق ) هذا يُدفع عند تحقق المطلوب ، وقد تضامن (الجن الأحمر ) مع شيخ الأمين ، فنال الفريق طه الجزاء الذي يستحقه ، فبين عشية وضحاها تحول الفريق طه من الرجل الأول في القصر إلى طريد ومشكوك في ذمته ، فقد انتهى مفعول (عرق المحبة ) . المدخل الثاني ، هناك حساد كثر للفريق طه داخل القصر الجمهوري ، هناك فلم هندي بطله اللواء عطا والذي كما يقال نجح في جلب الفريق طه من الخارج ، حيث تمت مواجهة الأخير بمكالمة مسجلة مع الأمير محمد بن سلمان يعده فيها بأن السودان مع قطر ضد السعودية !!! اعتقد أن تسجيل مكالمة الأمير محمد بن سلمان وعرضها للقطريين والأتراك يدخل في مجال التجسس أيضاً ، فلا يمكن أن يكون الداء هو الدواء !!! قام الفريق طه بتصنيف المستندات في مكتبه على النحو الأتي : 1- ملف أبيض يتناول طبيعة المهمة المطلوبة حيث يكون المرجع هو الحديث والإتفاق مع الرئيس ، وكمثال : نريد علاقات مع السعودية ، نريد رفع الحصار الأمريكي عن السودان ، هذا الملف مسموح الدخول له من قبل الجميع . 2- الملف الأزرق : الأذونات للرئيس فقط وهو يتحدث عن تقارير سير العمل ، ولا يتشارك الطاقم الوزاري هذه المعلومات الا بتنسيق مع الفريق طه 3- أما الملف الأحمر ، هذا ملف المهمات الصعبة ، فهو خاص بالفريق طه فقط ، ولا يتشاركه مع الرئيس الا في حين حدوث تطور هام ، يعني هنا طه يشتغل (بمعرفتو ) المهم النتيجة ولا الوسيلة ، وبهذه الطريقة نجح طه في عمل إختراق في علاقات السودان مع السعودية والامارات ، وقد وافق الرئيس البشير على المشاركة في عاصفة الحزم بناءً على قرار الفريق طه ، وكذلك قطع العلاقات مع ايران وذلك من دون البيروقراطية والرجوع للبرلمان ، لاحظنا ان تركيا عندما قررت ارسال 200 جندي لقطر مررت هذا القرار عن طريق البرلمان . أصعب تحدي واجه الفريق طه هو دعم السعودية ضد قطر ، وبما أن هذا التحدي يقع في نطاق الملف الأحمر ، فعلى الفريق طه استخدام كافة الوسائل حتى ولو كانت متعارضة كع رغبات البعض ،و كاد الفريق طه أن ينجح في ذلك ، لكن تيار الإخوان في الحكومة رأى أن في هذا التحرك خطورة على مستقبلهم السياسي ، ولذلك أستبقوا هذا التحرك بملف قدموه للرئيس البشير حول نشاط الفريق طه خلال تلك الفترة ومن بينه مكالمات وتحويلات مالية ، ولم تشفع للفريق طه النجاحات التي انجزها للنظام والتي كان آخرها توقيع إتفاقية تسليم وتبادل المطلوبين مع السعودية . واللافت في الأمر الآن هو شغل منصب مدير مكتب الرئيس عن طريق أحد أقاربه، حيث هذا يوضح بجلاء ان السودان يتجه للبقاء مثل نظام العراق أيام صدام حسين، حيث تشغل عائلة الرئيس كافة المناصب وذلك في سبيل تأمين السلطة، لكن النظام العراقي دفع هذا الزمن عندما انشق اصهار الرئيس عنه في عام 96 ، العائلة وحدها لا تؤمن الحكم، ذهب الفريق طه لكنه ترك العديد من الأسئلة بلا إجابة، فهل سوف يحاكم بالتجسس واستغلال النفوذ؟؟ وما هو مستقبل علاقتنا مع السعودية؟؟ فتيار قطر في السودان نجح في إقصاء رجال السعودية في السودان …ولكن أين هم الرجال الذين يمثلون الشعب السوداني؟؟ [email protected]