بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    «الأولاد يسقطون في فخ العميد».. مصر تهزم جنوب أفريقيا    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر الشهيرة "ماما كوكي" تكشف عن اسم صديقتها "الجاسوسة" التي قامت بنقل أخبار منزلها لعدوها اللدود وتفتح النار عليها: (قبضوك في حضن رجل داخل الترام)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحكومة تخلي الحقنة وتقع السادرة
نشر في حريات يوم 16 - 11 - 2017

الحقنة هي الارض المنخفضة والتي تحقن او يتجمع فيها الماء. والسادرة هي الارض المرتفعة ولا يبقى فيها الماء. والحقنة اجود منطقة للزراعة لانها تكون قد ارتوت بالماء. ومن العادة ان تكوم لغد او طين صلصالي يسهل حرثه.كان عند الانقاذ مشروع الجزيرة، وكان بامكانهم ببعض مال البترول ان يحولوه للوزة التي تبيض ذهبا. لقد قدرت اصول المشروع ب150 مليار من الدولارات. ولكن الكيزان لم يعرفوا ولن يعرفوا الانتظار الى الغد، فهم مثل قطاع الطرق ينهبون القوافل ويقتلون التجار. وقديما كانت ام علي التي سمىت عليها بلدة جبل ام على تفرض رسوما على القوافل وتحميها وبالرغم من وجود سبعة قباب لشيوخ اسلاميين في البلدة طغى اسمها على الجميع ورفضت ان تدفن في السهل ودفنت في اعلى الجبل الذي يحمل اسمها. ويستمر تدفق الخير ويكسب التجار واصحاب الجمال والجميع. لقد باعوا حتى قضبان السكك الحديدية الداخلية بابخس الاسعار لجياد. وهدمت السرايات او منازل الاداريين التي كان يضرب بها المثل في الجمال والخضرة والنظام. المشروع كان اكبر مزرعة في العالم تحت ادارة واحدة. وكانت تدفع الكثير من مصاريف الحكومة. فألمشروع كان نظاما اشتراكيا وشراكة بين الحكومة والمزارع، ويمتلك المزارع مسكنه وحواشة كاملة لكي بزرع فيها قوت اسرته ويبيع الفائض. ولقد اندهش رئيس الاتحاد السوفيتي بريزنيف بالنظام الاشتراكي في السودان وامتلاك الدولة لكل وسائل الانتاج واتاحة التعليم والعلاج المجاني ، وانعدام الفساد لدرجة انه طلب من الشيوعيين السودانيين التعاون مع النظام لانه نظام جيد ووطني. ولكنهم رفضوا.
الكيزان رفعوا شعار نأكل من ما نزرع وقاموا بزراعة القمح بدلا عن القطن طويل التيلة الذي هو الاجود والاغلي في العالم. وانهكوا وخربوا التربة بالزراعة المتواصلة والقطن يحتاج لدورة ثلاثية ويزرع في ارض قد تركت بورا لسنة وزرع فيها محصول لا يضر بالتربة لسنة اخرى. تزرع فيها محاصيل تساعد في الخصوبة مثل الموبا او البزلاء التي تمتص النايتروجين مباشرة من الجو بدر من النباتات الاخرى التي يمتصه عن طريق الجذور. 78% من الهواء هو نايتروجين 21 %اوكسيجين. وبدلا عن كل هذا وبغرض الحصول على العمولات السريعة كان موضوع الرد الرد كباري وسد الخ. كما كان يقول لنا العرب وبقية الاجانب اننا السودانيون تنقصنا المعقولية. فنقوم بصرف كل دخولنا ومدخراتنا في منزل كبير فخم من اجل البوبار وسبارات افخم يتقص سعرها بالدقيقة. والمفروض ان نستثمر المال في شركات انتاج ومن ظهر الاستثمار نشتري المنزل المعقول ومع الزمن يكبر المنزل. الفلوس التي سرقها الكيزان لم يعرفوا كيف يوظفوها وضاعت في مزارع وبيوت وحفلات وزيجات وبذخ. رحم الله الدكتور خليل عثمان اتى بالمال من استثماراته مع جابر الصباح واشتري مصنع اولاد تمام للادوية وطوره ووظف العمال والموظفين كان مدير المصنع الدكتور الاشتراكي الرائع بسبب عبد الحليم محمد. وانشأ خليل مصنع النسيج الذي وظف آلاف العمال. وانتهى به الامر في سجون النميري وتعرض للضرب والاهانة بسبب وشاية، بسبب جملة نطق بها في مأتم اذ قال عن عدم تصدي الجيش للطائرة التي اتت وقصفت امدرمان ورجعت في بداية الثمانينات. واستفسر الناس وين الجيش ؟…. ديل فاضين من بيع الصلصة. فلقد كانت الموسسة العسكرية التجارية تتاجر في كل شئ. والان صار الامن يتاجر في كل شئ خاصة حياة المواطن. فيتم بيعهم للحرب في اليمن.
لان الكيزان لايحسون بالامن ابدا فلهذا لم ولن يستثمروا في البنية التحتية والاستثمار طويل المدى. واليوم تتوقف قاطرات ,, تاقز ,, سحب السفن في ميناء بورسودان وترسل للصيانة في جبوتي التي شيد لها البشير مستشفا. والميناء كان من المفرض ان يزود بحوض جاف ضخم لصيانة السفن العملاقة ليواكب التطور ويأتي بالعملة الصعبة للبلاد. وتطوير ميناء بورسودان كان يمكن ان يكون مدخلا لاثيوبيا تشاد افريقيا الوسطي وجنوب السودان. ولكنه صار لايكفي للسودان وتتوقف فيه الحركة في بعض الاحيان وتنتظر السفن بالشهور لتفريغها.. وحتى الرافعات قد تعطلت ولم يتم تجديدها. اما مطار الخرطوم وكل المطارات في السودان فهي اقل شأنا في كل العالم ، وتجعل الاجانب يضحكون سخرية منا. المطارات تعني دخلا كبيرا للدولة برسوم العبور والهبوط والخدمات والهوتيلات والمقاهي، الحوانيت بيع التذاكر الخ. والمسافر يتمنى ان لا ترميه الظروف في مطار الخرطوم. وخطوطنا الجوية قد ضاعت في ما ضاع ولقد تكونت قبل ثمانية عقود. ووقتها كانت الخطوط الجوية لم تتكون في كثير من الدول العربية والافريقية وحتى بعض دول لاتن امريكا وآسيا. واليوم يوظف مطار دبي فقط 70 الى 80 الف موظف.
في الستينات و السبعينات كان برنامج من اعماق البحار بثير اعجاب العالم فالباخرة كاليبسو بطاقمها المميز وزعيمهم جاك ايف كوسو تنقل للعالم من بحرنا الاحمر ابدع الصور وكانت لهم محطة في قاع البحر. وكل من يقابلني كان يسألني كيف يمكن الذهاب الى السسودان للغوص او لرحلات سياحية. وعندما اقول لهم ليس عندنا سياحة بالمعنى المعروف كانوا يستغربون لاضاعتنا لفرصة اتت ساعية الينا بسبب ألبرنامج المشهور. لماذا لم يفكر ايلا او غير ايلا في تخصيص منطقة خاصة للسياحة البحرية تدر على البلاد اموالا ضخمة وتعطي فرص عمل لبشر صار داء السل ملازما للكثيرين منهم ؟
لماذا يجوع اهل البحر الاحمر وعندهم شعوب مرجانية وشواطء بكر غنية بالاسماك والقشريات والرخويات. والعالم يحب كل منتجات البحار وتصدر الى اوربا باسعار خيالية. كل ما نحتاجه زوارق صيد وبرادات والتكلفة ليست بعالية. ويأتي المصريون وغير المصريين لسرقة اسماكنا امام انظارنا.
الكيزان مثل اولاد التاجر الغني الذي مات فجأة وهم من زوجات مختلفات. هرع الجميع للخزنة لنهبها قبل وصول الآخرين. وتدور الشكلة في بقية الاملاك. ولا احد يقوم بصيانة المنزل الكبير الذي ضم الجميع من اهل واحباب وضيوف. ووتتآكل الشبابيك والابوب وينهار الصرف الصحي ويتحطم الاثاث والمفروشات واخيرا يتهدم المنزل. والكوز يذهب باسلابه بعيدا، لانه يحس ويعرف انهم مهما طال الزمان فسينهار النظام. ولو كان الامر عاديا لاستثمر الكيزان اسلابهم في بلدهم ووسط اهلهم حيث يعرفون دروب الحياة. والكثير من الكيزان قد تعرضوا لخداع وغش في خارج السودان بسبب عدم معرفتهم بالتجارة العالمية. وحتى في الخارج اتجهوا للعقارات التي بيعت لهم باضعاف اسعارها. فعندما يتعالمل الناس مع من يعرفون انه لص يرفعون له الاسعار.
في اثناء اختفاء الصمغ في الثمانينات ذهبت الى انجمينا للحصول عليه. وبعض الدول اشترت حتى صمغ الطلح بسعر صمغ الهشاب الجيد. ووجد الصمغ المطور الذي كان لا يجد سعرا جيدا سعرا عاليا , وحتى بواقي الصمغ الغير جيد الذي يتواجد في مايو فيما يعرف بفترة ,, جاغت ,, ويحق للجميع جمعه مثل تمر الهبوب في شمال السودان. وفي بعض الاحيان وصل ثمن الصمغ ل10 الف دولار. وبعض المسافرين من غرب افريقيا وصل باريس وهو يحملون معهم جوالات من الصمغ صحبة راكب لبيعها للشركات التي تعطشت للشراء بسبب تردي انتاج الصمغ بسبب الجفاف وعدم مقدرة المزارعين على عملية الطق والحصاد بسبب المجاعة والهجرة.
سمعنا وقتها ان منظمة الصمغ العربي الحكومية لا تريد رفع الاسعار حتى لا يقوم المستوردون بايجاد بدائل للصمغ !! ووقتها كان السيد محمد الحسن صهر الوزير الاتحادي الديمقراطي حسن عوض الله مسؤولا عن تسويق الصمغ. وكنا نقول لماذا لا نستفيد من ارتفاع الاسعار ونفتح اسواقا جديدة. والاسكندنافيون يستوردون الصمغ السوداني من فرنسا. والعرب قد استفادوا من ارتفاع اسعار البترول ولم يطالبوا بالمحافظة عليها خوفا من ايجاد بديل. ولقد استفاد الاتحاد السوفيتي كثيرا من حرب العرب واسرائيل. وقد اطال هذا من عمر الاتحاد السوفيتي لعقدين. وكنا نسمع ان موسسة الصمغ العربي لا تريد ان تتخلى عن زبائنها القدماء ولا تريد ان تفتح الباب لمشترين جدد. وسيطر تجار الوطني الاتحادي على التجارة الخارجية خاصة الصمغ العربي. ولم يستفد السودان من الاسعار الخرافية في الثمانينات. والفرصة اليوم اكبر لتصنيعه محليا.
بالرغم من ان طوابع البريد في كل العالم تزود بالصمغ السوداني الا ان الصمغ لا يستعمل في عملية اللصق فقط. ولكن الجزء الكبير من الصمغ يذهب الى المشروبات والاطعمة والادوية. ولهذا عفت امريكا الصمغ من المقاطعة، فالكوكا كولا والبيبسي كولا والادوية لا يمكن انتاجها بدون الصمغ السوداني. في براغ كان هنالك مشروب يسمونه كوفولا عندما يوضع في الرف يصير لونه شفافا، لان اللون يترسب في القاع. الصمغ هو ما يجعل اللون والطعم متماسكا. ولا اعرف لماذا يسمى الصمغ بالصمغ العربي بدلا من الصمغ السوداني. والفول يعرف بالفول السوداني، واصله يرجع لامريكا , فقبل اكتشاف امريكا لم يعرف البشر الفول السوداني الطماطم والذرة الشامية المطاط البطاطس الديوك الرومية والبطاطس والتبغ او التمباك الخ.
كان في امكان الكيزان الذين نهبو مال الدولة والشعب الاستثمار في تصنيع الصمغ. وبدلا من تصديره كمادة خام يستفيد منها الآخرون. وبما ان الصمغ مادة استراتيجية لماذا لا تجد الاهتمام. المنتج في السودان لا يجد ما يسد رمقه والتجار الكيزان يسيطرون على كل الربح من الصمغ ولكنهم لصغر ,, نفسهم ,, ومحدودية فكرهم يكتفون بدورالمراسلة ويوصلون الصمغ للمستفيدين في امريكا وكل العالم باسعار متدنية، ولا يهتمون لانه ,, ما ضاربهم حجر دقش ,,. هم قاعدين في مكاتبهم والفلوس واصلة. كان في الامكان ان يتثمروا في مصابع بسيطة عائدها مضمون لأن الصمغ صمغنا ونحن اكبر منتجين. ومشروع مثل هذا يضمن وظائف لخبراء ومهندسين وعمال سودانيين. وكما قال السيد نهار… ثلاثة من الكيزان سيطروا على شركة رأسمالها 600 مليون دولا… ولم يعترض عليه احد ولم يوضع في السجن، ما يعني ان كلامة حقيقة. لماذا لا يستثمرون في تصنيع الصمغ السوداني وخلاف الصمغ ؟
السودان يستورد البان مجففة بمئات الملايين من الدولارات لماذا لا يستثمرون في الالبان. البقر موجود والاعلاف على قفا من يشيل. والاعلاف السودانية ترسل للخليج والسعودية. اللحوم النيوزيلندية في كل مكان في اوربا. لماذا لا تصنع اللحوم السودانية في شكل مقانق وهامبيرقر ومارتدلا الخ وتصدر لدول الجوار؟ المشكلة ان الكثير من السودانيين يعانون من مركب نقص ، يأتون بالاجانب لكي يسيطروا على المشاريع ويكتفون وهم سعداء بالفتات. وسبب الارتفاع الدولار هو ان الشركات التركية والسوريين والمصريين يغترفون من السوق الاسود. ولا لوم عليهم فهم قد اتوا لكسب المال. في كل الدول يجد ابن البلد الحق الاول. في السودان يجد صقر قريش واسد الفرات وسبع الاردن والعامودي والافقي كل المساعدات وتضع العراقيل والرسوم والضرائب امام ابن البلد. ويأتي ناس حقنا وين ؟ حتى عند افتتاح كشك مرطبات.
نشتري الكركدي المعبأ في اكياس من الاردن ومكتوب عليه كركدى. وبعد شويه حيكون انقارا عديل. ويباع هذا الكركدي في كل اوربا اليوم…. لماذا لا يستثمر الكيزان في اشياء بسيطة عائدها مضمون ؟ وفي كل مكان حتى وسط الاسكندنافيين صار زيت السمسم اغلى من اجود انواع زيت الزيتون. الزجاجة الكبيرة اكثر من 12 دولار. والسمسم السوداني اجود من السمسم الهندي مثلا. ولكن المتواجد في السوق ليس بسوداني.
قديما حقد جمال عبد الناصر وخرج من طور الادب والدبلوماسية وقال لازهري… ما لقيتوش غير الهندي وزير للمالية ؟ هل كان في امكان الازهري ان يقول لناصر ما لقيتوش غير السادات كنائب رئيس ؟ والهندي كان قد داس على كرامة عبد الناصر , فعندما كان يتوقع حضوره للتوقيع على البروتوكول التجاري مع السودان جلس في فندقه بالجلابية مع عبد الرحمن مختار كما اورد عبد الرحمن في كتابه خريف الفرح. وعندما حضر الوزير المصري منزعجا، اخبره بأنه لن يوقع اي بروتوكول قبل استلام فلوسه المصادرة وثمن ارضه المنزوعة في امبابة ووجود المبلغ في حسابه في سويسرا. وكان يعرف ان مصر مجبرة لانها كانت تحتاج للمنتجات السودانية التي تصنعها وتصدرها. وكان دخلها من السمسم السوداني في شكل حلوى وطحنية وطحينة يساوي 12 مليون جنيها او حوالي 40 مليون دولار ووقتها مصر مثل السودان اليوم مقاطعة وتحتاج للعملة الصعبة. ورضخ عبد الناصر. وكانت المخابرات المصرية تطارد الهندي. ووجد ميتا في غرفته في فندق يوناني. لماذا لا يصنع السمسم السوداني. ونحن نستورد الطحنية بالكاكاو واللوز والفستق والطحينة الخ ونحن اهل السمسم. ده مش عيب ؟ !
ولماذا يشتري السودانيون اغلب ذهبهم من الخليج ؟ هل يوجد ذهب في الخليج. منذ قديم الزمان كان الذهب المصنوع في السودان يباع في اثيوبيا، تشاد الكاميرون ونايجيريا افريقيا الوسطي. وكانت مهنة الصياغ مرتبطة بالسودانيين في هذه البلاد. فليحضوروا الماكينات الحديثة المبرمجة بالحاسوب التي تصنع كل انواح السلاسل الذهبية مثل سلسلة بمسارك المعقدة والتي يحبها كل العالم. والذهب يهرب لدبي ويعود مشغولا للسودان. والمرأة السودانية كثير ما تبدو كبترينة صائغ في دبي.
ان ارخص انواع النقل في العالم هي الخطوط البحرية والنهرية لانها لا تحتاج لرصف او صيانة طرق. كان في الامكان الاستعانة بالبصات النهرية داخل العاصمة وخارج العاصمة. فالذهاب من الثورة امدرمان الي سوبا او ام دوم قديما كان يحتاج بالمواصلات العامة لزوادة وزمزمية موية واليوم الامر اصعب. ومن الممكن الوصول للسقاي والشيخ الطيب والسروراب ويمكن ود الحبشي مثلا ببصات مائية سريعة ومريحة. اما نقل البضائع مثلا لسنار كوستي وحتى بداية منطقة الشلالات شمالا فيمكن ان تتمع ببواخر سريعة. وكانت تتم قديما بالبواخر التي تستهلك الحطب. في زمن الانقاذ لا يريد الكوز ان ينتج يريد ان يسمسر ويأخذ عمولات ققط.
الاقمشة التي كانت تصنع في مصنع النسيج السوداني وصاحبه خليل عثمان كانت تجد طريقها بسهولة للأسواق الافريقية. وبالقرب من مصنعي في المنطقة الصناعية بحري كان مصنع النسيج الياباني في الثمانينات. وكان مقفولا واظنه اول مصنع ياباني يتوقف عن العمل. والسبب كان انقطاع الكهرباء والبيريوقراطية الخ. وكانت لفتح الرحمن البشير مصانع نسيج ناجحة في السبعينات والثمانينات. لماذا لم يعد الكيزان تجديدها او انشاء مصانع جديدة.
المؤسسة الغذائية كان تنتج اجود المعلبات والعصائر. مصنع البصل المجفف في اروما خارج كسلا كانت ينتج كمات ضخمة من بدرة البصل وبصل ,,فليكز ,, او شرائح مجففه او مكسرة ويعود على الدولة بالعملة الصعبة.لأن البصل السوداني ينضج بعد الشتاء مباشرة وينعدم البصل في اوربا. وطعم البصل السوداني اقوى مذاقا. وما يعرف بخضرة المراعي او ,, صوليدج ,, بالانجليزية يساوي مذاقه درجة 12 بدلا عن 5 عند البصل الآخر. وتعطي المؤسسة فرصة لجيوش من المزارعين والعمال والموظفين للعمل. وكانوا يطلقون على عمال وموظفي المؤسسة في كريمة لقب الكوايتة لانهم بسبب الحوافز والاوفر تايم او العمل الاضافي يتحصلون على دخول مرتفعة. ويضمنهم التجار في موضوع الجرورة. وانتعشت ظروف التجار في بابنوسة وجنوب السودان كسلا وكريمة.
اليوم تعتبر الطاقة الشمسية مهمة جدا حتى في اسكندنافية حيث تعز اشعة الشمس تجد الواح الطاقة الشمسية في كل مكان. ولقد صار انتاج هذه الالواح من اسهل التقتيات. واكثر شئ متوفر في السودان هو الطاقة الشمسية وتعتبر في اغلب الاحيان لعنة. لماذا لم يفكر تماسيح الكيزان في انشاء مصانع لصناعة هذه الالواح تركيبها وصيانتها. ويريح هذا عن الكثير من التلوث البيئي ويوفر العملة الصعبة. واليوم تدار المطاحن والمصانع والبواخر والبصات والطائرات بالطاقة الشمسية التي حبانا الله منها بالكثير جدا وهي متوفرة في الشمال خاصة على مدار السنة الا ايام معدودات.
أظن مشكلة السودان هي انها تضع الانسان الخطأ في المكان الصحيح. فوجود سلفي او وهابي في وزارة السياحة يماثل وضع هندوسي في سلخانة الابقار. هذا الرجل يذكرني وهو يرتدي البدلة المعووجة والبنطلون في نصف ساقة بالقراف ,, القراف ,, وهي جلد الثيران الذي تصنع منها اوعية ضخمة تحملها الجمال. المثل… دق القراف خلى الجمل يخاف.
البارحة قام الدنماركيون باكتساح ايرلندا في كرة القدم بخمسة اهداف رائعة جدا ووصلو لمنافسات كاس العالم مع السويديين الذين اخرجوا ايطاليا بطل العالم بجدارة من التأهل للمنافسات لاول مرة ل60 سنة. والالمان والاسكندنافيون متفوقون بسبب الانضباط والعمل الجماعي ووجود المؤسسية بينهم وهذا لا يختص فقط بالكرة، ولكن كل اوجه الحياة. فنايجيريا مثلا كثرا ما تتوفر لهم خيرة اللاعبين ولكن تنقصهم روح الزمالة والانضباط والبعد عن الانانية وتقديم مصلحة الوطن. وهذا الانضباط ينطبق على الكوريين واليابانيين. والسبب في هذا الفوز الرائع ان الدنماركيين استعانوا بمدرب سويدي مشهود له بالكفاءة. وبين السويديين والدنماركيين ما صنع الحداد في كرة القدم. والسويديون يقولن انه ليس عند الدنماركيين ايام وطنية كثيرة للأحتفال بها ولكن احد اكبر ايامهم الوطنية ، فوزهم علي السويد في كرة القدم. ولكنهم وظفوا الرجل المناسب ،لم يقولوا كيف نعلن عن خيبتنا ونستعين بالعدو. ويأتون بوهابي للسياحة ذي العميان الشغلوه ساعاتي.
اهم اسباب انهيار الامبراطورية البيظنطية التي كانت الاقوى في العالم هو انحصار الدولة في اشخاص فقط وبدون مؤسسية او تظيمات حزبية مجالس شورى او برلمان الخ. وكان هنالك تنازع بين اللغة الرومية واللغة اليونانية. وحتى روما قامت على الثقافة والتنظيم السياسي اليوناني لانه كان اعرق واكثر تطورا. ومن اسباب انهيار الاتحاد السوفيتي هو ان البلد كانت تحكمها شخصيات. واليوم مشكلة روسيا ان بوتين وعصابته هم من يحكم البلد. فاذا لم يطح به فسيموت بسبب تقدمه في العمر. والحالة اليوم في السودان اسوأ من كل دول العالم. فلقد صار البشير الذي هو شخص متواضع الادراك والاطلاع ومعرفة العالم الخارجي هو الكل في الكل. وصار الحزب يعرف بحزب البشير والدولة دولة البشير. والبشير عاطل فكريا وتنقصه الكاريزما او ما حبى الله به بعض البشر، القبول لشكله وطريقته في الحياه وتصرفاته الشخصية. انه شخص منفر. وحول البشير عادة شخصيات تتغير وهي مع البشير من يسيطرون على كل شي وهم يحلون ويربطون. وهنا الخطورة. لقد صرنا دولة ليس لها أدنى مقدار من المؤسسية والمعقولية.
كركاسة
سنسمع ان الموضوع لا يطابق العنوان الا لدرجة صغيرة. وان الكاتب يتنقل من موضوع لآخر…. ولم نفهم اى شئ الخ. لكل كاتب اسلوبه. انه بوفيه نطرحة ولياخذ كل من يريد ما يناسبه.
رقعة
قال احد اصحاب الدكاكين في بداية الانقاذ للسيدة العظيمة نفيسة شبيكة…. الحاجات دي غالية ما ليكم انتو. فردت بالمثل…..ده وكت قلع الموتد وتيد المقلوع وشبع بيوت الجوع جوع بيوت الشبع. وهذه حالة الانقاذ اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.